الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أولاس تي ميزون

مزوار محمد سعيد

2015 / 6 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تبدأ الحكاية أحيانا من ضباب، من قبلة بين الجماهير تحت الضباب الكثيف، تغطيها تلك المظلة الوردية؛ أين يعود الفرد الإنساني إلى موقعه الهانئ الأوّل، ذاك الذي يبدأ منه في أوّل لحظة يحس فيها ببدايته الفريدة، والمكتنزة تحت مظلته الوجودية الذاتية وفق التوافق مع طرفه الآخر، على الضفة الأخرى للتواجد. فمن أساس مثل هذا في زمن يحاكي هذا يصبح الفرد الإنساني مواجه لقدراته التي تستهلكه تماما، فيعود إلى حيثياته التي تسبق وجوده هو، ووجود الآخرين سائلا: لما يكون من اللزوم إعادة تقدير الوجود الفعلي لكافة الموجودات إن ما تمت الاستعانة بكافة اللوازم الاعتقادية بشكل يجعل الإنسان كائنا يتجدد كل ثانية بشكل ثقافي مختلف؟ هي أسباب لا توجد سوى بين أوراق التنمية القادرة على تأسيس الفعل من التعالي الذي لابد منه بخصوص السكوت الدماغي إن ما لامس الفرد الإنساني خوفه دون أن يحياه، فيكون لكل فرد شرّه الذي لا يعترف به، ليخلص الجميع إلى تقصير الزمن، والعودة بالأحداث إلى أوهامها ظنا منهم أنهم قادرون على افتكاك السبق في السيطرة على السيطرة ذاتها، ولو من بعيد، كون أنّ الأحلام هي بمثابة العيد، ذاك الذي يستنجد بكل الأحقاد ويعيد، في كل ثانية قصة قد تُآكِلها صفحات المجلات أو الروايات بنغم، بترتيل عتيد.

من بعيد لبعيد.. تبدوا الأمور قريبة جدا في بعدها.. .. .. . ..

من سطوة الصياد تهرب الطريدة بين المراعي دون دراية منها أنها هاربة، لكن هروبها لا يطول إذ أنّ الصياد يجيد بمهاراته المتعددة قنص طريدته عن بعد، وما أصعب القنص والإصابة عن بعد، هي اصابة الطريدة في مقتل دون أن تقتلها، يقوم بذلك الصيادون المهرة، حيث يجعلون أهدافهم يئنون بشكل متوازي وببطء، السرعة منبوذة في حلقة كهذه، والأمر كلما كان بطيئا كان يحذوه حالة من الزهو بالزخم الذي يولد من كبرياء الصياد ليتلقفه غروره دون وجل، وعلى أساس هذه العملية تتكوّن في نفسية الصياد لذة سادية لا تولد وإنما تستيقظ فقط، تصبح الطريدة من الشفقة تستغيث، بينما صوتها المبحوح هو نغم فخر يصل إلى أذن الصياد، نغم كلما يكون الموت بطيئا يطول حياته، يطول وجود الفرقة العازفة له من أجل نفسية تطارد وهم الهيمنة بقتل فريسة هي أصلا ضعيفة، وهي تغني لموتها بشكل مبحوح، يصل الصياد متأمّلا إياها ثم يستل سيفه القصير على شكل سكين، يعطيها رحمة القتل دفعة واحدة، فيخفت الصوت، صوت الحياة بكرامة الفردانية، ويموت؛ في الوقت الذي يضيف الصياد رقما إلى عدّاد مجده الرجوليّ.
هكذا يكون عليه الباحث عن ذاته في مجال العالم الجزائري، يكون صيّادا باحثا عن فريسته، عن ذاته، لكنه بمجرد أن يجدها يكون عليه أن يقتلها، وكلما كان موتها بطيئا ازداد مجده لمعانا في مواجهة قدره الذي رسمه انتماؤه إلى الصيادين، ليجعل من ذاته فريسته التي إن ما صادفها قتلها عن رضا تام بما يصنع، فقط ليقال عنه في وسط كهذا أنه: رجل (صيّاد). عندما تتكوّن أبراج الحياة من بساطتها المعهودة دائما فإن بعض النكرة يحاولون تعقيدها، يتخفون بحقدهم بين لفائف تعقيدها، هذه موازنة لشيطان التبس عليه الوجود ليحاول أن يوجد في شكل إنسان. وعلى أساس التبرّج من الحقائق يحاول البعض التزيّن بالزيف من أجل إقناع نفسه أنه رجل، أنها امرأة بينما هو/هي لا تعدوا كونه (ها) لا-موجود بثوب الوجود.
الوجود هو ثقافة، والثقافة هي وجود، وعلى الباحث على وجوده أن يحدد مرجعية الثقافة لديه، بينما الشقاء سيصب حسب قوانين الطبيعة والإله على الشخص الذي يُلقن مرجعية ثقافية ما، فيتبناها دون بيانها، بعدها يغدوا بشريا بلا هدف. يدافع عن مكتسبات أصبحت تنتمي إليه بشكل جاهز دون أن يطرق في نفسه الشكل المطلوب، أي أنه يصبح كامل التأثير من علامات غير قابلة لأن تجعل من المصبات الموجودة لديه أثر التعديل أو التعليل، وكأنها قدر أو وحي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟