الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتمع محافظ ام مجتمع حافظ !!

جمال رفعت

2015 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تعودنا علي سماع تلك التسمية علي مجتمعنا ( مجتمع محافظ ) في الواقع لطالما اثارت تلك التسمية حفيظتي فقررت أن ابحث عن المقصود بتلك التسمية و كيف نحن مجتمع محافظ !! و ما هي المعايير التي عليها صنفنا أنفسنا بها ب اننا مجتمع محافظ !!
بحثت عن بعض التعريفات لتلك التسمية فوجدت بعض التعريفات الاتية ..

( عند الحديث عن مجتمع أو شخص)محافظ( هذا يعني أننا نتحدث عن مفهوم واسع ذا أطر عدة يتبعها التزام بالأخلاقيات والسلوك السوي والعمل وفق منظومة منهجية في إطار تعاليم الدين الحنيف في كل جوانب الحياة، وإتباع تلك التعاليم السمحة، كما نزلت ندية على سيد الخلق والمرسلين محمد صلى الله علية وسلم، والذي تتجلى فيه روح المثالية والسلوك القويم والخلق الكريم ولمن اطلع على حياته يجد كريم الخلق وحسن التعامل، قال تعالى ) وإنك لعلى خلقٍ عظيم( )

( المقصود به المجتمع الذي يحافظ جمهوره على أحكام الشريعة الظاهرة كالصلاة والصيام والحجاب ، ولاتوجد به منكرات ظاهرة)

( لأننا مجتمع محافظ يجب أن نرفض أي شيء غريب وجديد حتي لا نفقد ميزة أننا مجتمع محافظ.)

تلك هي بعض التعريفات للمجتمع المحافظ التي حصلت عليها من بعض أفراد ذلك المجتمع المحافظ !! او من بعض أفراد ذلك المجتمع الحافظ !! نعم نحن مجتمع حافظ و يا ليته حافظ و فاهم فهو حافظ بدون فهم . فالتعريفات متشابهه و كأنك تسمعها من شخص واحد !!
مجتمعاتنا الشرقية ، حافظة و ليست فاهمة ، محافظة علي التخلف و الرجعية كمبادئ أساسية إن حادت عنها لن تصبح مجتمعات محافظة و ستخرج عن جلباب ابائها البدائيين !!
ترتبط الاخلاق ارتباط وثيق بتعريف المجتمع المحافظ ، فنحن مجتمع محافظ لأننا ذو أخلاق رفيعة ، المسلمين منا محافظون لأنهم ملتزمون بالصلاوات الخمس و الفرائض الدينية و احيانآ بسبب ارتداء الجلباب !! و كذلك نسائنا محافظات لأنهن محجبات او منقبات و ملتزمات البيوت سواء بيوت ابائهن او ازواجهن و احيانآ لانهن لا يقودن السيارات !!
فعلي ما يبدو ان مجتمعاتنا الحافظة لم يتسرب إليها بعد حقيقة ان الاخلاق نسبية ، تختلف من عصر لعصر و من معتقد لمعتقد و من مجتمع لمجتمع و من فرد لفرد ، مازالت مجتمعاتنا الحافظة محتفظة بفكر العصور السابقة و يتغافلون عن الزمن و تقدمه او ربما خرجوا عنه و توقفوا عند سنة ١-;-٤-;-٠-;-٠-;- ! او ٢-;-٠-;-٠-;-٠-;- سنة !
مجتمعاتنا الحافظة تريد ان يرضخ لها الجميع تريد ان تمارس ساديتها علي الجميع ( و خاصة المرأة و الاقليات بالداخل) و لا كارثة أعظم من كارثة ربط الاخلاق بالدين ، فالكارثة هنا مضاعفة ، و خاصة في وجود عدة مجموعات تعريفها للمحافظة مختلف طبقآ لأختلاف التوجهات و الايدلوجيات ، فهنا يبدء الصراع و تآكل المجتمع ككل ، ف ابسط مثال هو ان علي المرأة المسلمة ان تتحب و المرأة المسيحية ليس عليها ان تتحجب ، و كلآ منهما يستمد ذلك من معتقده !! و كل منهما يري انه محافظ علي تعاليم معتقده و مجموعته ، و ليست تلك المشكلة ، المشكلة ان كل طرف منهما يري ان ما يمارسه الاخر ، ليس متفق مع فكرته ) او بمعني اوضح ليس متفق مع نصوص كتاب معتقده ( وهذا يعتبر تعدي علي محاولة الاخر علي المحافظة علي تعاليم معتقده !

فكثيرآ ما نسمع المجتمع المحافظ يطلق علي الغرب مصطلحات مثل ( المجتمع الداعر الاباحي ، المجتمع الكافر ، المجتمع المنحل .. إلخ ) و غيرها من التسميات البذيئة التي تعكس مدي بشاعة نظرة المجتمع المحافظ لأي مجتمع اخر ، فما بالك ما يمكن ان يحدث بين المجموعات المحافظة المختلفة التوجهات داخل المجتمع الواحد ؟ تريد ان تري ما يمكن ان يحدث ؟ انظر الي مجتمعاتنا المحافظة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك