الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خط (كورديو او خط الخلاص الكوردي) يعيد حقيقة التاريخ الذي لابد ان يتحقق (1-2)

سامي عبدالقادر ريكاني

2015 / 6 / 21
السياسة والعلاقات الدولية


وأخيراً تم إعادة الحقيقة التاريخية وربط الجزيرة بكوباني وبعدها عفرين والطريق الى ربطها باقليم كوردستان وامدى ومهابات . ويمكنني القول أن المرحلة القادمة ستكون هي الأصعب في التاريخ الكوردي والمنطقة قاطبة امام هذا التحول في مسار العلاقات والصراع الدولي والإقليمي والذي يتجاذبه صراع مابين توجهين او مشروعين مشروع دولة الديمقراطية والسلام ,او السقوط في براثن الدول الثيوقراطية الدموية , العثمانية ,والشيعية , والسلفية ,والذي نحتاج الى تضافر حقيقي لكل الجهود العالمية والإقليمية من دعاة الحرية والديمقراطية والإنسانية من اجل تحقيق هذا الحلم لنخلص المنطقة من الإرث المدمر الذي ارزحت المنطقة تحت وطئتها منذ قرون مضت يذبح بعضهم البعض باسم الدين والقومية.
اشتعلت بعض القنوات العربية والتركية وحتى بعض القنوات المحسوبة على الكوردية من اجل تشويه سمعة الانتصارات الكبيرة للقوات المشتركة السورية في جبهات الشمال في كوبانى والحسكة وتل الأبيض والتي تعتبر القوات الكوردية من قوات الحماية الشعبية وقوات حماية المرأة وقوات الأسايش وكل الفصائل الحرة من لواء جبهة الأكراد حتى بركان الفرات ,من اهم مكونات هذه القوات التي الحقت الهزيمة تلوة الأخرى بالداعشين الذين هزمت كل الجيوش النظامية والتحالفات الإقليمية في سوريا والعراق في الآونة الأخيرة , والمثير للاشمئزاز ان تلك القنوات اكثر ما تركزت عليها في تصويرها لتحرير تلك المناطق وتنظيفها من الدواعش هي الصاق كل ما يفبرك ويشاع من انتهاكات ضد المدنيين والتهجير الذي هو تحصيل حاصل للمعارك وكونه بديهية واقعية ان أي معركة في منطقة ما تؤدي الى تهجير سكانها طوعا وخوفا من المعارك ولكن الملفت للنظر ان الابواق المحبة لاثارة الفتنة والمغرضين والحاقدين من بعض العروبيين والعثمانويين ومن لف لفهم من الاسلا مويين, ونباح بعض الأصوات المقيتة لبعض المثقفين المعارضين والذين لم يقرءوا التاريخ إلا من مخارجهم ( مصادرهم ) المزيفة والمعتمدة أصلاً على التعريب والتتريك والصهر القومجي الشوفيني وقبل ذلك أسلمة المنطقة بطريقة الفتوحات الداعشية ,والذي لا يخفى على أحد أن هؤلاء كلهم من مصدر واحد ألا وهو مخارج القومسلاموية الداعشية. ضد الاكراد يصورون كل ذلك تطهيرا عرقيا ويلصقون فعلها بالاكراد وحدهم وبدون أي انصاف واحترام لعقل المشاهد ويتهمونهم بانهم يستهدفون بناء دولة كوردية مع انكارالاكراد لذلك مرارا وتصريحهم بانهم يريدون دولة ديمقراطية , وبالمقابل يتصرف هؤلاء بكل وقاحة مع الداعشين ومع كل ماارتكب ويرتكب على ايدهم من جرائم ضد الإنسانية ويسمون ارهابهم وواقعهم طريقا مرحبا به لبناء دولة بعد ان بدلو اسمهم من داعش الإرهابي الى الدولة الإسلامية واصبح هذا المصطلح على القنوات العربية والعالمية اعترافا وهدية من هذه العقلية المريضة المتناقضة مع الواقع والحقيقة والمغرضة والحاقدة والتي لايهمها كل الجرائم التي ترتكب باسم القومية والوطن والدين في المجتمعات الإسلامية الا مايشير اليه من احداث يكون للاكراد يد فيه حتى ولو كان دفاعا عن النفس والشرف ضد هذه الهجمة الهمجية عليهم , فتعتبر عندهم حراما ويجب الوقوف في وجههم ويصفون بطولاتهم باتطهير العرقي وانتهاك للحقوق, وبالمقابل يصورون الانتصارات بانها تاتي على يد القوات المشتركة العربية والتركمانية والسريانية من غير ذكر او تضغير مقصود لذكر دور الكورد فيها واغربها قولهم بان الداعشيين ينسحبون بدون أي قتال ! عجيب امر هؤلاء وبدون أي حياء يثيرون هذا التناقض الفج الذي لايقبله أي عقل واي انسان عنده ذرة وعي.
وبالمقابل يتم الان التجهيز والتحظير عبر اجتماعات مكثفة للقضاء على هذه الانتصارات بعد التحشيد الإعلامي ,من قبل الاستخبارات التركية والعربية وبعض المحسوبين على الكورد للقضاء عليها وذلك بذريعة ان الاكراد وبمعية الأمريكيين والغرب يخططون للدولة الكوردية ,وحيث ياتي هذا الاتهام بعد فشلهم باتهام الاكراد باليساريين والإيرانيين والماركسية واللادينية والكفار ...والخ من الاتهامات , الان يتهمونهم بالدولة الإسرائيلية الثانية التي ستشكل على ايدي الغرب وعلى المسلمين التصدي لهذا المشروع حتى لايكون نوات يصل مناطق كردية سورية بالاراضي الكوردية في كل من تركيا وإقليم كوردستان العراق وبهذا يكون وحدة واحدة يصل امتدادها حتى يصل الى الساحل السوري على البحر , إنه زمن الحقيقة وما يسطره الكرد الآن ما هو إلا التاريخ القديم الجديد يقوده الأبطال هذا هو تخوفهم من كل هذه الهجمة الشرسة ضد الاكراد , لانهم بهذا المشروع سيكونون أصحاب دولة غنية بالنفط والغاز ومطلة نافذتها على البحار الخارجية وبهذا سوف تستطيع ان تخرج من عباءة وضغوطات وكماشة الدول التي لاتريد للاكراد وثرواتهم أي خير سوى استعمالهم لاهدافهم واستراتيجياتهم يلعبون على ورقتها ضد بعضهم البعض ويجعلون أراضيهم ومواردهم وقضيتهم ودمائهم قربانا لتصفياتهم وصراعهم على النفوذ وعلى حساب دماء ومستقبل القضية الكوردية واني لطالما ذكرت في السنوات العشرة الفائتة وباستمرار وركزت على هذا الخط سميته ((بخط الخلاص الكوردي او خط كورديو)و(يسميه الغرب خط فوبيا الكوردية عند الترك والعرب وايران ))الذي يجب على الاكراد ان يعملوا عليها لانها المنقذ الوحيد لمستقبل الدولة الكوردية ,والذي يحاول الدول الإقليمية وبكل الوسائل وعبر تمزيق الصف الكوردي بين ولاءات إقليمية وحزبية وعائلية ودينية ومن خلال تقسيم وتقطيع الأراضي الكوردية عبر مناطق استراتيجية ككوبانى وتل الأبيض وشنكارى وكركوك إضافة الى تقسيم الإقليم الى ادارتين ,لتحول دون تحقيق هذا الخط الاستراتيجي في المستقبل وأخيراً يتم إعادة الحقيقة التاريخية.
ان خط كورديو هو خط مع تسميته بالكورد ولكنه في حقيقة الامر ليس كورديا بحتا انما هو خط الديمقراطية على غرار الدول الاوروبية يتعايش عليها كل القوميات وكل الديانات والطوائف على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم يتم على مراحل ويشمل إقليم كوردستان العراق ومع الأراضي المستقطعة وكركوك إضافة الى الأراضي الكوردية في سوريا حتى تصل الى البحر المتوسط ومن ضمنها الاراضي الكوردية من تركيا في المراحل القادمة وايران وحيث ان هذه الاراضي تتميز بالتنوع العرقي والديني ففيه العنصر الكوردي والعربي والتركماني واقليات أخرى وفيه المسلم والمسيحي والعلوي والشيعي والسني والذرادشتي واليزيدي ...الخ وبهذا سيكون مثالا يحتذى به في الشرق الأوسط ان حقق على ارض الواقع وليس بالضرورة هي دولة واحدة وانما تتكون من أقاليم واسعة الصلاحيات داخل دولها كمرحلة أولى كل حسب ظروف دولتها المتواجدة فيها وتعطيها الصلاحيات لتتواصل مع بقية الأقاليم الأخرى وبنوع من الاستقلالية الاقتصادية والجغرافية والسياسية وثم تتطور لتتحول الى كونفدراليات اذا لم تستطع ان تبقى داخل دولها وذلك للخوف من توجه هذه الدول نحو دول دينية طائفية متناحرة مع بعضها البعض عثمانية وسلفية وشيعية تجبر هذه المناطق للتوحيد والابتعاد عن الصراع الديني كحل وحيد ولبناء أسس الديمقراطية التي تنصهر وتجد فيه كل الديانات والأعراف والطوائف مكانها فيها ان استطاع الغرب مع النخبة المثقفة والمحبة والمخاصة للحرية والتعايش السلمي وللقيم الإنسانية والدينية السمحة تحقيقها وكونه يتوافق مع سنن الله في خلقه تحت حقيقة كلكم من ادم وادم من تراب وربكم واحد وكلكم من نفس واحدة , وهذا مايتوافق مع بنى والمقاصد من تحقيق مباديء الديمقراطية ومع اهداف وتوجهات النظام العالمي او الدولي القائم على تبادل المصالح ومنافسة السوق بالطرق السلمية والتخلص من الحروب العرقية والدينية والحروب بالوكالة والتدخلات الإقليمية والانتهاء من حكم القبيلة والعشيرة والعائلة والحكم البدائي واستعمالها من قبل نخب وزعامات محلية انتهازية توظف هذه المصطلحات لخدمة مصالحهم واهدافهم النرجسية باسم الدين والقومية والشعارات الفضفاضة والتي لم يجني المنطقة من وراء تصرفاتهم غير الحروب المستمرة والجهل والفقر والدمار والتخلف عن ركب الحضارة والتقدم الإنساني .

أسباب التوجه الغربي الى ضرورة إيجاد هذا الخط
1-انهيار الجبهة الاشتراكية وانفراد الراسمالية ومباديء الديمقراطية بقيادة النظام العالمي وايجاب التحول في الدول الشرق الأوسط الى الديمقراطية كوسيلة وحيدة لتمكين النظام الراسمالي المستقر
2-حاجة الراسمالية وواجبات النظام الدولي الى تثبيت الاستقرار في المناطق التي كانت من مخلفات الحقبة الباردة والصراع الدولي
3-أهمية الشرق الأوسط إضافة الى اسيا الوسطى للاقتصاد العالمي والتنافس على الأسواق والاستقرار الأمني ولابد من إيجاد منطقة تحل فيها الديمقراطية الحقيقية يكون منطلقا ونواة يحتذى به باقي المناطق.
4-فشل الدول القومية والدينية وخطورتها على الأسواق والاقتصاد واشتعال الحروب والابادات والانتهاكات الإنسانية باسم الدين والقومية وتاثيرها على السلم العالمي ونشر مباديء الديمقراطية
5-ظهور وتنشيط الزعامات الدينية والقومية والقبلية وغيرها وتهديدها على بناء الدولة ومؤسساتها وتداعياتها السيئة على العملية الديمقراطية وارتباطها بمصالح الدول المتصارعة على المنطقة وانتشار الحروب بالوكالة مما يصعب الوصول الى الحلول بين الفرقاء وتهدد السلم الاجتماعي وأركان الدولة
6-فشل العملية الديمقراطية في اكثر من دولة وتوجهها نحو الديكتاتورية والدولة العميقة مما يهدد مستقبل الاستقرار وفقدان الثقة بالرجوع الى الديمقراطية
7-وصول التيارات الدينية الى الحكم وسيطرتها على الوضع واشعال الفتن الطائفية والعرقية في كل من ايران وتركيا والعراق إضافة الى السعودية وعرقلتها للعمليات الديمقراطية وتاجيج النزعات الدينية والمذهبية لتبسيط نفوذهم وتضخيمها على حساب الاخرين والديمقراطية
8-انتشار الحركات والمليشيات الإرهابية والدموية ومحاولاتها الوصول الى السلطة وخطورة ذلك على استحواذهم على أسلحة الدمار الشامل بسبب عدم وجود ضابط دولي يحول دون ذلك بسبب الفوضى وشدة الصراع على المنطقة
9-استنزاف الدول الغربية والنظام الدولي بشريا وماديا وعجز الوصول الى حلول مرضية للجميع بسبب تعارض المصالح وعدم وجود جهة قانونية متمكنة يمكن من خلاله تحقيق الاستقرار الامن وبما يتماشى مع قواعد النظام الدولي المبني على أسس الديمقراطية وقواعد الراسمالية
10-تضخم دور الزعامات المحلية الحزبية والقومية والدينية......الخ والاستفادة من الوضع الحالي وتوجههم نحو تضخيم مصالحهم وثرواتهم على حساب الشعوب المقهورة وعلى حساب المساعدات الدولية التي يدفعونها من أموال دافعي ضرائب مواطنيها ويؤمنون لهم الحماية العسكرية ويشاركونهم في السلطة لتحقيق الاستقرار ولكنهم يوظفونها لاغراضهم الشخصية والفئوية وعلى حساب الشعب . يتبع الجزء الثاني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة