الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف ووسائل التواصل الاجتماعي .

خالد ممدوح العزي

2015 / 6 / 25
الصحافة والاعلام


التطرف ووسائل التواصل الاجتماعي .

بظل التطور التكنولوجي والمعلوماتية الذي يسيطر على الألفية الثالثة ،وانتشار الشبكة العنكبوتية على الكرة الأرضية استطاع الإسلام السياسي استخدامها والتكيف معها ،وتوظيفها ،واستخدام هذه الوسائل التي مكنته فعليا من أن يكون لاعبا أساسيا في حرب المعلومات وخوض ثمارها .أصبحت هذه الوسائل الحديثة المكان الأساسي لنشر أفكاره وأطروحاته وأدبياته المتطرفة وبثها بين الناس من خلال كوادره الفنية والتقنية التي ساعدته سريعا على استخدام هذا النوع من الإعلام الجديد في المعارك الإعلامية العالمية التي أصبحت هذه القوى جزءا منها،لان القوة الصاعدة تميزت بشكل أساسي في حربها المعلوماتية الاقتصادية لتعبئة جماهيرها واستقطاب بيئة حاضنة لأفكارها المتطرفة. وأيضا العمل على تجنيد كوادر جديدة من خلال هذه الوسائل المفتوحة على الجميع والتي جعلت العالم قرية صغيرة في ظل العولمة، لقد استطاع الإسلام السياسي من خلالها للوصول إلى كافة بقاع العالم ومخاطبته لكل البشرية بلغاتها المتعددة.وبناءا لذلك جند التطرف الإسلامي مجموعات وقيادات قادرة على استخدام هذه الوسائل الإعلامية الحديثة المعتمدة على التكنولوجيا في شن حربها الدعائية الجديدة للوصول إلى عقول وقلوب كل الشرائح التي يمكن الوصول إليها واختراقها سريعا.

فإذا كان تنظيم القاعدة قد نجح في استخدام الإعلام الفضائي "المرئي والمسموع "والمواقع الالكترونية في نشر أفكاره المتطرفة وإيصالها إلى كل العالم ولمختلف الفئات ،لكن الجيل الثالث من هذا التطرف الإسلامي والذي عرف بداعش ،"الدولة الإسلامية في العراق" وأخواتها من النصرة وأنصار الشريعة الخ...، لقد كانت هذه الجماعات الأقدر والأقوى في استخدام هذه الوسائل الإعلامية الحديثة مستفيدين من تجربة القاعدة من ناحية ،وناحية أخرى من الطفرة التكنولوجية الجديدة التي انتشرت بين البشر، في شن حربهم المتطورة مستخدمين فيها وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية والفيديوهات المصورة والمسجلة التي أثارت المخاوف وطبعت بصمات الخوف والرعب في كل العالم من خلال نشر ثقافة جديدة تعتمد على رفع الرايات السوداء وقطع الروس والاستعراضات العسكرية العلنية وسط المدنيين. فالقدرات العالية لهذا التنظيم ساعدت قوى الإسلام السياسي من الانتشار السريع مما اغضب أمريكا سريعا التي استعرها الخوف من نمو هذه القوة وإدارتها الجديدة للحرب الإعلامية والاقتصادية والعسكرية وبحسب رأي المحللين والمراقبين هي التي كانت إحدى الأسباب الخمسة في تشكيل أمريكا لقوة التحالف الدولية لضرب "داعش".
فالوافدين على تنظيم "داعش" وتحديدا من الدول الأجنبية حسب التقارير الأمنية ووكالات الأنباء العالمية التي تحاول أن تؤكد هذه الأجيال وتحديدا في" داعش" بان عناصرها تميزت بقدراتها العالية باستخدام التكنولوجيا والمعلومات وامتلاكها لخبراء فنيين من الذين يجدون هندسة الاتصالات والبرمجة الالكترونية واللغات وعالم الكمبيوتر وخاصة الوافدين من بريطانيا الممثلين بالعنصر الأسيوي.
هذه العوامل والحوافز كانت الأقدر على منح هذه القوى المتطرفة القدرة السريعة على إثبات وجودها العالمي من خلال استخدام هذه الوسائل وهذا الإعلام الجديد لنشر أفكارها وكذلك لجهة التجنيد والتدريب والتمويل لفرض نفسها وثقافتها الإعلامية وسط الإعلام العربي والعالمي،مستخدمي كافة اللغات والوسائل المختلفة لنشرها،والتي استطاعت أن تجني أثمارها واستثمارها في حربهم الإعلامية الجديدة لنشر الأفكار والعقيدة المتطرفة التي يمتلكونها وبثها في حربهم الدعائية الذي يكون الدين الإسلامي ثوبها الفضفاض.
د.خالد ممدوح العزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا