الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا باغي الخير أقبل

يسرا محمد سلامة

2015 / 6 / 25
مقابلات و حوارات


شهر رمضان الكريم شهر الخير كله، الجميع يتسابقون فيه إلى فعل الخيرات؛ من أجل أنْ ينالوا الأجر والثواب، فإفطار صائم، أو تقديم تبرعات مالية للمؤسسات المختلفة، أو فك كرب شخص آخر– رُغم أنه من المفترض حدوث ذلك طوال العام – من الأمور المستحبة، في هذا الشهر المليء بالنفحات الروحانية من الرحمن عزَّ وجل.
ومن المعروف أن ثواب فعل هذا الخير يكون أعظم وأرقى عندما يكون في غير العلن، بمعنى أنك متى شئت عمل شئ تُجازى عليه ثوابًا يُفضَّل أن يكون ذلك في الخفاء – إلا لو كان الغرض من العلن حَثْ غيرك على القيام بمثل هذا العمل الخيّر الذي تقوم به – لكن ما يحدث في هذا العام من الشهر الفضيل على إحدى القنوات الفضائية دون داعي لذكر اسمها، غير مقبول تمامًا بالتشهير بأشخاص دعتهم الحاجة إلى اللجوء لمثل هذه البرامج من أجل فك ضائقتهم وعسرهم، أنتم تفعلون خيرًا جزاكم الله عنه لكن ليس معنى ذلك أن تفضحوا هؤلاء الناس بهذه الطريقة المُشينة، فصاحب المحطة الفضائية من المؤكد أنه لديه الكثير من الأصدقاء ممن هم قادرين على فك كرب هؤلاء "الغارمين" وتحقيق أمنيتهم في سداد ديونهم عنهم، فما الداعي في أن يتم الإعلان عن أسمائهم بطريقة غير لائقة بدأت مع الساعات الأولى من شهر رمضان عندما تم عرض أسمائهم على قنوات هذه المحطة، وبعدها تم عمل مسابقة لاختيار أربعة منهم كل يوم في برنامج ما، ولم يكتفِ المسئولون بذلك بل قاموا بفضح السبب الذي من أجله تم استدانة هؤلاء الأشخاص ودخولهم السجن، ما هذا؟!!!
وكيف يُعقل أنه من الممكن تصديق أن كل ما يحدث يدخل تحت بند فعل الخير في الشهر الكريم، وأنهم بذلك يقضون عن أشخاص آخرين حوائجهم؟!!بالطبع هذا ليس بـ خير، وما يحدث اسمه فضح وتشهير علني بأشخاص لهم عائلات محترمة، وليس ذنبهم هم ولا أسرهم أنهم تعثروا في سداد أموال اقترضوها بضامن لم يستطيعوا بعدها سدادها فدخلوا السجن هم وضامنيهم بسبب القانون، لم يقوموا بعمل جريمة قتل، أو فعل فاحش، أولم يقوموا بالنصب والسرقة، حتى هؤلاء لا يتم فضحهم بهذه الطريقة ولا يظهرون للناس على شاشات التليفزيون، مع أنهم أحق بالظهور ليكونوا عِبرة لمن يعتبر ، ظروف هؤلاء الغارمين من تسببت في كل ذلك ودخولهم السجن ليس بعار، لكن ما يحدث في هذه المحطة الفضائية هو العار بنفسه، أجدادنا كانوا يقولون مثل أحبه جدًا "عندما تُعطي بيدك اليمنى حاول أن لا تجعل يدك اليسرى ترى ما تُعطيه"، لكن مثل هذا الجهر به من السلبيات الكثير التي ستؤثر على المجتمع ككل وعلى عائلات هؤلاء الغارمين بشكلٍ خاص، فهل وقتها ستتحقق الفائدة المرجوة؟ وهل وقتها سينال صاحب المحطة أو من يقوم بالسداد عن هؤلاء الأجر والثواب؟!! لا وألف لا، استقيموا يرحمكم الله فالإعلام أداة بناء لا هدم، وأنتم بذلك تهدمون كل ما هو جميل في شهر الرحمة والمغفرة والأجر العظيم.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح