الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطة والحرية في سياسة الدول

حسين عوض

2015 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بداية البشرية كان هناك دورا كبيرا للدين في تحديد شكل المجتمع, والاعتقاد الذي كان سائدا في تلك المرحلة أن الملوك في نظرشعوبهم هم ابناء الآلهة, وقد ظهر الدين في الممالك القديمة التي عرفت بالتاريخ (المملكة المصرية) حيث اعتبر بعض ملوكها انهم الآلهة, وقد لجأ الامبراطور الروماني قسطنطين في القرن الرابع الميلادي إلى الدين المسيحي ليستمد منه التأييد لسلطته السياسية, إن ربط قسطنطين الامبراطورية الرومانية بالدين المسيحي قد ساعد على اختفاء نظم الحكم الرومانية التي كانت قائمة على اساس المجالس النيابية وحق الشعب في الاشتراك بالحكم, وساعد ذلك على عدم تكوين فكرة معارضة الشعب للحاكم, وفيما بعد تبلورت نظرية الحق الآلهي التي استمرت قائمة في اوروبا حتى اواخر القرن الثامن عشر, كان يعتبر الملوك انفسهم أنهم يتولون العرش باختيار من الله, يقول لويس الرابع عشرملك فرنسا أنا الدولة والدولة أنا
كانت السلطة اقوى من الحرية في الممالك القديمة وكانت العلاقة بين الحاكم والمحكوم لصالح الحاكم, وبعد نجاح الثورة الفرنسية عام 1789- 1799 تخلصت المجتمعات الأوروبية من السلطة المطلقة, والسيادة في الدولة الحديثة اصبحت ملكا للأمة طبقا لمبدأ سيادة الشعب, وعلاقة الأفراد بالدولة من الناحية القانونية والسياسية تقوم على رابطة الجنسية لا على رابطة الدين كما كانت في الممالك السابقة, واصبح الأفراد مواطنين لا رعايا للحاكم, وفي الدولة الحديثة يتم تغيير الحاكم والمعاهدات التي تتم مع الدول سارية إلى أن تعدل أو تلغى بالطرق القانونية لا لمجرد تغيير شخص الحاكم أو تغييرنظام الحكم فيها.
في العصور القديمة الحاكم هو الذي يملك السيادة ويمارس كافة الوظائف التشريعية والتنفيذية والقضائية وهذا يؤدي إلى غياب الحريات, وتحول رجال الدين إلى طواغيت فقد كان البابا ظل الله في الأرض, وفي العصور الوسطى ساد نظام الاقطاع الذي سلب افراد الشعب حرياتهم, وبعد تخلص المجتمع من نظام الاقطاع بدأت تظهر شخصية الدولة الحديثة, نشأت الدولة الحديثة من خلال معاهدة ويستفاليا عام 1648 حيث انتهت الحروب الدينية في اوروبا التي استمرت 130 عام من عام 1517 - 1648.
يبدو أن القائمين بالوظائف العامة بالدولة الحديثة في اللجان التنفيذية والتشريعية والقضائية هم موظفين بالدولة وليسوا مجرد عمال عند الحاكم, وفي الدولة الحديثة مالية الدولة العامة منفصلة تماما عن مالية الحاكم.
ومن الناحية السياسية ظهرت حرية الفرد وحرية الأمة في حكم نفسها بنفسها, وتقوم بتنظيم شؤونها الاقتصادية حيث تغلبت الحرية على السلطة ويظهر اثر العامل الاقتصادي في تغيير نظام الحكم بالقوة بالانقلاب أو بالثورة او بالمال.
نلاحظ أن التأثير الدولي قد يكون احيانا لصالح الحاكم أي بتغليب السلطة المستبدة على الحرية, وهذا التأثير مكرس إلى حد كبير في العديد من الأنظمة العربية التي تمارس قمع الحريات والفكر ولا تقر بتعدد الأحزاب, واحيانا يتم تغليب السلطة على الحرية من اجل انقاذ البلاد من المحتل أو توحيد الأمة في دولة واحدة.
يعيش العالم العربي اليوم في مرحلة يسودها التخلف والفساد والاستبداد والنزاعات الطائفية, والحروب الداخلية التي تكرست منذ الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 عندما اقدم الجنرال بريمر لتشكيل مجلس حكم للعراق على اساس طائفي, وامريكا اليوم تلعب على هذا الوتر من اجل مصالحها ومن اجل أن تبقى اسرائيل قوية في المنطقة, ومن جانب آخر التدخلات الايرانية في العديد من الدول العربية اصبحت هي الآمر الناهي, وبعض الحكام العرب وصل إلى السلطة أما بقوة السلاح أو بالانقلابات أو بالتوريث وأدى ذلك إلى فشل هذه الأنظمة في الوصول إلى مستوى الدول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار