الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرعات السفور والحجاب بالعراق ((الجزء الاول))

عدنان سلمان النصيري

2015 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


مسلسل صرعات السفور والحجاب اخذ حيزا مهما من تاريخ العراق المعاصر وعلى مدى تسعة عقود تقريبا ، بالامكان تبويبها لاربعة حقبات متأرجحه بالتناقض المتصارع بين مظهر حجاب المرأه الملتزم وسريان الدعوه للتحررمنه بالاسفار، وبشكل نسبي بين الطبقات والاجيال .
ولعل من اهم العوامل التي ادت الى ذلك كانت ولا زالت مرهونه بمجمل التغيرات السياسيه والاقتصاديه والثقافيه التي طرأت وستطرأ على الدوله العراقيه المؤطره لكل المجتمع الداخلي . وقد ذهب الكثير من الكتاب والنقاد السابقين بتحليلاتهم لظاهرة السفور بالعراق ، ولاول مره بعد الحرب العالميه الاولى الى سياسة الاحتلال البريطاني بعد سنة 1917 ، مبررين القصد بثلم شوكة الدين وهدم الاخلاق ، ولكن الحقيقه الواقعيه اكبر من ذلك، وخصوصا عندما يكون الانسان مستعدا اصلا بالتخلي عن جزء من موروثاته بسبب الارهاصات والاحباطات المستمره التي لحقته تحت نزعات الحكام المستبدين على مر العصور، والاعتقاد بالبون الشاسع الذي يفصله عن حاجاته المدنيه ، وعدم العداله باستغلال مظاهر الترف والترفيه للطبقات المتنفذه عليه .
اضافة للاحساس بتسييس التحريم من اجل الاذلال لكل الطبقات الدنيا . فلابد ان تتحرك الاحاسيس بدواعي الحسد، والتعويض عن عقد النقص المتراكمه بعدم العداله والمساواة بالفرص مع تلك الطبقات المتنفذه ،او حتى توفير فرص المظاهاة المشروعه مع الشعوب المدنيه الاكثر رقيا وحريه .
وعند اختيار تسمية العراق لم يكن تعميما، و لكن بقدر ما تعنيه مواقع معينه ورئيسيه مؤثره بحد ذاتها
وخصوصا في بدايات القرن الماضي حتى منتصفه ،مثل العاصمه بغداد، ومن ثم المدن الكبرى التي تليها بالاهميه ثقافيا واقتصاديا مثل مركز البصره ومركز الموصل . وننأى عن الاماكن المقدسه في بغداد،مثل مدينة الكاظميه، ولحد ما مدينة الاعظميه بالربع الاول من القرن الماضي ،أوفي عموم العراق مثل النجف الاشرف وكربلاء المقدسه وسامراء ، اضافة الى التحفظ على طبيعة اكثر قصبات المدن و القرى والارياف البعيده عن حواضر المدن .
وكذلك فان كل الامثله والحقائق الميدانيه لظاهرتي السفور والحجاب وباختلاف الحقبات لا تعتبر مطلقه ، و تخضع للنسبيه بين التعميم والتحفظ الاجتماعي بالزمان والمكان لمختلف المجتمعات العراقيه .
ولابد من التطرق الى حقيقه مهمه بان كثير من النساء وباختلاف المجتمعات العراقيه المنضويه تحت واقع التحول لم يقعن في صرعة الاسفار عن الحجاب مره واحده ، بل لجأن بالتطبيع على هجر المظاهر الموروثه بتعاقب السنوات والاجيال ، وصار التخلي تدريجيا ، كما في الانتقال من ارتداء العباءه المزدوجه والبوشي والفوطه لتبقى العباءه المفرده وحدها الواقي لشعر الرأس وعنوانا اخيرا للحجاب ، حتى وصل ماهو معروفا عليه من مظاهر السفور لدى المرأه العراقيه ، وهكذا ذهب البعض منهن في الحقبات السابقه والحقبه الاخيره االحاليه بعد الاحتلال الامريكي للعراق الى اسفاف واضح بالسفور(باستثناء مرحلة عودة ظاهرة الحجاب بعد الثمانينات ).
وكذلك لابد من التاكيد على حقيقه اخرى مهمه ، بان طبيعة الناس داخل مجتمعاتها تتناضح بالافكار، وتتأثر بتقبل الاراء بشكل نسبي ، بين المتسارع والمتباطئ والمتحفظ ومعارض ، حتى تصبح صرعه وثقافه طاغيه تسري كالنار بالهشيم .وهكذا تتوسع دوائر الصرعات عبر مجتمعات المدن و الدول .
وعليه وقبل الخوض بدراسة الظاهره لابد من تبويب مراحلها الى عدة حقبات مهمه ومفصليه بالتحول 1) الحقبه الاولى من 1917ـ 1958
التحررمن التسلط العثماني وممارسة سلطةالدوله العراقيه الحديثه
2) الحقبه الثانيه 1958ـ 1980
االنقله النوعيه للمجتمع العراقي بعد ثورة 14 تموز1958
3) الحقبه الثالثه 1980ـ2003
تداعيات حرب الخليج الاولى والثانيه على المجتمع العراقي
4) الحقبه الرابعه بعد الاحتلال الامريكي للعراق 2003 ولحد الان
بالانفراج السياسي والاقتصادي وتاثيره على المجتمع العراقي 2003

(((البقيه في االجزء الثاني )))









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط