الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله حق.. الإنسان هو الشر

سمير الحمادي

2015 / 7 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كل دين، سواء أكان توحيدياً (اليهودية والمسيحية والإسلام) أو وضعياً (الأديان المدنية والأيديولوجيات الكبرى) يفرز مجموعة من الأنساق الفكرية / الخطابات التي تتحول مع الوقت إلى أصوليات أو تطرفات أو أديان فرعية عسيرة على الاندماج في بنية الحياة العامة.

المشكلة أن هذه الأصوليات أو التطرفات أو الأديان الفرعية، وهي متعددة، وكلها يدعي المثالية والعصمة، تختلف عن بعضها في كثير من النقاط المحورية، وغالباً ما تتورط في سجالات / صراعات عنيفة في ما بينها، حتى داخل البيت الواحد (كما يحدث في الإسلام بين السنة والشيعة، وفي المجال السني بين السلفيات المتنافسة)، الأمر الذي يدفعها بالضرورة إلى رفع درجة الاستقطاب (الديماغوجي) إلى أعلى مستوياته من أجل حشد الأتباع (= المؤمنين) والدفاع عن نموذجها الثقافي والسياسي والاجتماعي (التنزيهي ــ المتعالي)، فتتوسع دائرة الإقصاء: إقصاء الآخرين، المغايرين، واستباحة معتقداتهم، ويكثر التدخل في النصوص المقدسة والتلاعب بها وإخضاعها لأغراض ومصالح ورهانات (وتجاوزات) الأطراف المتصارعة.

الأزمة معقدة لأنها تاريخية، الأديان الفرعية (وهي مجرد سرديات خطّها بشر) حلت محل الأديان الإلهية (الأصل)، وأصبحت هي الموجِّه لمخيلة ومعتقدات وسلوك المؤمنين بها.

الصراعات الجارية في عالم اليوم لا علاقة لها، حقيقةً، بالأديان، وإنما بالأفكار / التصورات / التمثلات المبثوثة على حوافها، التي نسميها أيديولوجيات.

إن الانفجارات تحدث داخل عوالم الأيديولوجيا، بما هي الأفق الإدراكي الذي يشكل المعنى / المنطق الذي يقتات عليه العنف، بكل أنماطه، وليس الأديان التي تبقى بنيتها الصلبة بعيدة عن ألسنة النار، على الرغم من عمليات الامتلاك / الاحتكار والتوظيف المتواصلة التي تعرضت (وتتعرض) لها على مدار الأزمنة.

ثمة وجوه متعددة للدين، هذا ما يبدو في الظاهر، لكن الحقيقة أن الوحي، في جوهره، هو معطى وحداني، لا يحتمل الانقسام والتشظي، اختلاف التفسيرات / المقالات حوله، بما هو، في صياغته اللغوية، نص بلاغي، قابل لتعدد القراءات / التأويلات، هو الذي يخلق الالتباسات / المفارقات / الضلالات المتولّدة عنه، والتي تشوّش علينا اليوم، وتحجب عنا الرؤية، إلى درجة الصدام.

نحن في حاجة إلى مساءلة / نقد العقل اللاهوتي الذي يقرأ، ويفسر، ويصنف، أي نظام التفكير: بمراجعه وتحيّزاته ومناهجه ومؤسساته، الذي يتحكّم في إنتاج وتدويل مفاهيم / استعارات المعرفة الدينية، أما النص في ذاته، في روحه، وفي غايته، فهو، بداهةً، موجود لنا، لا علينا.

الله حق، الإنسان هو الشر.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك