الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يذهبون إلى الإرهاب فيضربوه وننتظره نحن ليضربنا

صادق الازرقي

2015 / 7 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


بمجرد وقوع الحادث الإرهابي الذي اودى بحياة أبرياء في الكويت، حتى تحركت الحكومة لشن هجوم مضاد على المنفذين، وأولئك الذي يقفون خلفهم، فقامت أجهزتها الأمنية على الفور باعتقال الخلية التي نفذت تفجير مسجد الصادق؛ وكان من بينهم الشخص الذي نقل الانتحاري الى موقع التفجير، وذلك الذي آواه وخمسة اعترفوا بجمع الأموال لدعم تنظيم "داعش" واثنان ظهرا في فيديوهات مع مالك السيارة المتهم، كما كشف وزير داخليتها عن تفكيك خلية ولم ينف تواجد خلايا أخرى ولكنه قال " لن ننتظر حتى تجرب حظها مرة أخرى، نحن من سنذهب إليهم". اما تونس فقد سارعت وبمجرد مهاجمة السياح ومقتل عدد منهم وآخرين من المدنيين، الى إغلاق 80 مسجداً وقرر رئيس حكومتها اعادة النظر "في المرسوم المتعلق بالجمعيات، خاصة في مجال التمويل، وإخضاعها لرقابة الدولة"، مشيراً إلى أن "تمويل الإرهاب يأتي من بعض الجمعيات".
وليست بنا حاجة للتحدث عن فرنسا التي وقع فيها في الوقت نفسه هجوم إرهابي فان كفاءة أجهزتها على صعيد مكافحة الإرهاب معروفة وكذلك روسيا التي يصر رئيسها على ملاحقة الإرهابيين حتى في الدول الأخرى، وغيرها من الدول التي تحترم نفسها.
من المخجل ان نقول، اننا في العراق، اخفقنا في مواجهة الإرهاب، برغم تعدد الأجهزة الأمنية لدينا بين وزارات ولجان نيابية وغيرها، التي تكفي واحدة منها في دولة أخرى للجم الإرهاب والانتصار عليه؛ لن نسترجع الأسباب التي أدت الى كوارثنا الأمنية المتواصلة حتى الآن التي أدت الى اختراق التنظيمات الإرهابية محافظات بأكملها والسيطرة عليها، تلك الأسباب التي ارتبطت بفشل العملية السياسية برمتها التي بنيت على أسس غير عصرية وغير سليمة، ولكننا نقول ان أرواح الناس امانة في ايدي الجميع لاسيما المسؤولين والسياسيين منهم في المقام الأول، فبرغم ان كثيراً منهم اطمأنوا الى اسرهم التي امنوا عليها في بلدان اخرى هادئة وسكن معظمهم المنطقة الخضراء، فتخلصوا بذلك من شرور التفجيرات والاغتيالات والخطف، وتركوا الناس في الشوارع والمدن نهباً لها، فانهم لن يقدروا بذلك ان يبنوا دولة، والأولى بهم ان يضعوا هدف القضاء على الإرهاب على سلم اولوياتهم، والا يتركوا الإرهابيين يخططون ويعملون على تصنيع المتفجرات ورسم خطط تفجيرها، في حين يكتفي كثير من افراد الأجهزة الامنية بتشغيل هواتفهم لتصوير السيارات المحترقة والجثث المتفحمة، او ان يسارع بعضهم الى مهاتفة وكالة انباء كسبق صحفي على دماء الضحايا ودموع عائلاتهم.
لقد ذهب المسؤولون الكويتيون وبشخص اميرهم بالذات وكذلك التونسيون والفرنسيون الى مواقع التفجيرات متوعدين الارهاب ومنفذين ذلك بالفعل؛ في حين يقبع مسؤولونا مع كل نزف دماء جديد يديرون بكفاءة معركة الملاسنة السياسية والكلام المنمق الذي يبرع فيه كثير منهم ايما براعة؛ متحدثين عن ضرورة التضامن الدولي لمجابهة الإرهاب ودحره، في حين لم يفعلوا هم شيئا فيما يتعلق ببلادنا التي ظل الناس يموتون فيها يومياً من دون أي امل لنهاية المأساة برغم مرور اكثر من عشر سنوات منذ انشاء الأجهزة الأمنية المتعددة والمتكاثرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت
Hsmz ( 2015 / 7 / 5 - 20:12 )
احسنت أيها الكاتب مقال جميل ومفيد وواقعي

اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف