الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإشكالية النظرية لمفهوم -نمط الإنتاج -في الفكر الماركسي ( الجزء الأول )

المعانيد الشرقي
كاتب و باحث

2015 / 7 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الإشكالية النظرية لمفهوم "نمط الإنتاج" في الفكر الماركسي ( الجزء الأول )
إن التأكيد على المحدد في البنية الاقتصادية الاجتماعية لا يعني السقوط في النزعة الاقتصادية. ذلك أن العامل الاقتصادي يلعب دوره الحاسم في اطار المجتمع الرأسمالي البورجوازي ( أهمية العلاقات الاقتصادية في هذا المجتمع). و يمكن لعوامل أخرى فكرية ايديولوجية أن تلعب دور التعميد في نهاية التحليل في أنماط انتاج أخرى.
إن الكل الاجتماعي المحدد بهذه الصيغة ليس كلا منسجما أو متناغما، بل هو عبارة عن شبكة من العلاقات و المتناقضات رئيسية و ثانوية ( أهمية الصراع الطبقي مثلا). و هذا ما يسميه كارل ماركس بنمط الانتاج. إن عملية الانتاج الاقتصادي هي التي
تحدد في نهاية التحليل التشكيلة الخاصة للمجتمع الإنساني و كيفية ممارسة هذه العملية هي التي تحدد نمطا لإنتاج معين تحديدا تاريخيا. و إذا ما أردنا الكشف عن علاقة مفهوم نمط الانتاج و مفهوم " التحقيب " التاريخي فإن الرجوع الى المتن الماركسي لهو السبيل الوحيد و الاوحد و الذي يضعنا أمام انتاج ماركس لمفهوم نمط الانتاج كمفهوم مركزي في المادية التاريخية، و الذي استهدف بالأساس تحديد إمكانية عملية لتحقيب التاريخ على أساس مادي. إن توضيح هذه الفكرة يقتضي منا تحليل التصور الماركسي للتاريخ، إذ هو تصور مادي جدلي و ذلك انطلاقا من كتابه " مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي " و الذي يرسم المفاهيم المركزية لهذا التصور، الذي يختلف عن التصور المثالي للتاريخ عند هيجل و الذي أخذ شكله العام في فلسفة التاريخ عند هذا الأخير (هيجل)، فالزمان التاريخي عند هذا الفيلسوف الألماني (هيجل) يتميز بخاصيتين أساسيتين هما: الاستمرار المتناسق للزمان و كذا تعاصر الزمن أو مقولة الحاضر التاريخي. إن هذا التصور للتاريخ مثالي / ايديولوجي في ( التأكيد على الكل المطلق و الاستمرارية). إن أحقاب التطور التاريخي هي أحقاب تطور الفكرة ( التاريخ المتعالي على تاريخ البشر الحقيقي).
أما فيما يخص التصور الماركسي للتاريخ فهو يعني بكل بساطة أن الكل المجتمعي ليس روحيا ، و لكنه كل مادي معقد فهو وحدة كل بنيوي، يحتوي على مستويات متعددة متمايزة و مستقلة استقلالا نسبيا ، تتواجد في هذه الوحدة البنيوية المعقدة و تتبادل تأثيرات مختلفة حسب أنماط من التحديد خاصة ، تتحدد في نهاية التحليل بالمستوى الاقتصادي. و من هنا نطرح اشكالية الزما نيات الخاصة بكل مستوى على حدة، و ترابطها داخل زمانية تشكلة اجتماعية معينة.
التصور الماركسي للتاريخ هو إذن تصور لا استمراري و في هذا الإطار نطرح مشكلة تحقيب التاريخ، فالتاريخ البشري هو تاريخ بنيات اجتماعية معقدة تسمى انماط الانتاج. و لكن كيف يتم تطور التاريخ؟ و تعاقب أنماط الانتاج؟ و كيف يتم الانتقال من نمط انتاج الى نمط انتاج آخر؟
تشكل التناقضات الداخلية في التشكيلة الاجتماعية محرك هذا الانتقال، فالتناقض بين قوى الانتاج و علاقات الانتاج في مرحلة ما من مراحل تطور المجتمع ( في ديناميته الداخلية) و كذا الصراع الطبقي و أشكاله المختلفة هي التي تؤدي الى حدوث ثـورة اجتماعية ، و بالتالي الانتقال من شكل اجتماعي الى آخرأو من نمط انتاج الى آخـر، و لكن ليس بشكل ميكانيكي بحيث أن كثيرا من العوامل المتداخلة تلعب أدورا مختلفة في عملية هذا الانتقال. إن هذا الانتقال هو ما يتضمنه نظريا مفهوم ( التحقيب).
و على هذا الأساس يحدد ماركس أنماط الانتاج المختلفة كحقب متعاقبة في التطور الجدلي للعملية التاريخية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا