الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوهام الطليعة وجدل الممارسة

أحمد حسن

2015 / 7 / 8
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


هذا المقال محصلة نقطة سجالية هامة مع رفيق اعتز به .


 اوهام الطليعة وجدل الممارسة

سجال مع الصديق رمضان متولي

ما قاله رمضان (على الثوريين أن يتذكروا دائما أنهم في أغلب الأوقات سيكونون أقلية لأنهم ببساطة لا يتذيلون العفوية ولا الوعي الزائف الذي يشكله خليط من الأفكار السائدة والمشاعر الأولية الناتجة عن حالات الإحباط والخوف من المجهول والرغبة في الاستقرار أحيانا ، أو الناتجة عن الوعي الزائف وطبول الحرب الرجعية تحت عناوين حماية "الوطن" أو "الدين" من جانب آخر - وتذكر أنك قد تصبح أقلية غير مسموعة وتتعرض للانتقاد والهجوم الآن ولكن ذلك جزء من بناء أغلبيتك ومحيطا لتأييد لك في المستقبل ، عندما تتطلع إليك الطليعة إيمانا بثباتك على مبادئك ، وثقة في قدرتك على تقديم بدائل حقيقية مبنية على الثقة في قدرة الجماهير ، وفي صحة توجهاتك واستراتيجيتك )

+++++++++++++++++++++++++

هل ستقول الجماهير غدا فعلا .. أننا كنا على حق بالأمس ؟
من التصورات الشائعة في نمط تفكير الجماعات الثورية ، والذي يتم استدعائه كلما تناقضت بدرجة أو بأخرى ، مواقف المجموعة الثورية ، مع ميول أو اتجاهات الحركة العفوية للجماهير ، أن مضمونه هو ( حسنا ، تلك الجماهير لا تعرف أين مصلحتها ، انهم يخطئون في التقدير ، يجب علينا أن نتمسك نحن بالموقف الصحيح ، قد نخسر الآن ، لكن الجماهير ستدرك غدا ، من خلال التجربة ، أننا كنا على حق ، وان موقفنا كان صحيحا ، وساعتها سنكسب اكثر )
السؤال هو …. : هل فعلا ترصد الجماهير مواقف الثوريين وتثمنها من وقت لأخر فى مجرى الأحداث ، فإذا وجدت الثوريين على حق ، تراجع موقفها وتسير وراء الثوريين ؟

، أن ما نلاحظه انه .. في مجرى أي صراع دائر يحرك الجماهير عادة غرائزها الاجتماعية وحسها المباشر ، اكثر مما يحركها فعلا دعايات القوى السياسية بوجه عام ، أو الثورية بشكل خاص ، ومن ثم تتأرجح فعليا مواقف الجماهير ، يمينا ويسارا ، فى مسار الصراعات الواقعية ، فليست غرائز وميول الجماهير دائما على حق ، لا يعني ذلك أن الدعاية السياسية لا تأثر في سلوك الجماهير ، على العكس طبعا ، ولكن الجماهير تتعرض لاستقطاب دعائي من مختلف الجبهات الطبقية ، أنها تفتش عن اقرب الحلول انطلاقا من أفكارها السابقة ، وهي عادة حلول إصلاحية
واحيانا رجعية ، أن الجماهير التي خرجت توا من رتابة نمط الحياة المتكيف ، ومن هيمنة وخداع أيدلوجيا الطبقة المسيطرة ، والتي في الغالب لا يتاح سوى للقوى الأقل تصادما مع النظام أن يبث دعايته العلنية والمقبولة بينها ، المتوقع هكذا أن تسير ابتداء خلف الدعاية الرجعية بدلا من دعاية الثوريين ، إلا أن الجماهير لا تقدس أي اتجاه في مجرى كفاحها ، ففي مجري الحركة تتعلم بسرعة هائلة أن تفكر باستقلال ، وان تثق بقدارتها ، أن حسها يتحرك مباشرة خلف مصالحها ، إلا انه حس وليس وعى فعلى عن أين وكيف تتحقق هذه المصالح ، قد لا تعرف الجماهير ، في أي اتجاه يجب أن تسير لتحقيق مصالحها ، لكنها تدرك بسرعة هائلة إذا كانت هذه المصالح قد تحققت بالسير فى هذا الطريق أو لا ، إن كان هذا هو الطريق الصحيح أو الخطأ ، ففي الصراعات الضخمة تعتبر التجربة العملية هي المرشد الأهم للسير الجماهيري ، إنها كالسباح الذي ليس لديه نادي سباحة ، وتفرض عليها الضرورة أن تتعلم السباحة بسرعة فور النزول إلي الماء ، فتقوم بتصحح مسارها عن طريق نبذ القوى التي خدعت بالسير وراءها فورا ، ولا يعنى هذا أيضا أنها قد أدركت أو عرفت في أي اتجاه يجب أن تسير ، ليس بهذه البساطة في الصراعات الكبري والثورات ، لذلك يمكن فعلا أن تتحرك من خطأ إلي خطأ جديد ، من تجربة فريق إلي تجربة آخر من الوسطيين أو الإصلاحيين ، من تذيل طرف رجعى إلي تذيل طرف آخر هو أيضا رجعى ، تمتحن الجماهير عبر مسار صراعها قوى عديدة ، وتمر هي نفسها باختبارات عديدة قبل أن تسير فى الطريق الصحيح ، ومن ثم تمنح الظروف للثوريين الفرصة التاريخية الملائمة لقيادة الجماهير ، هي أيضا ثقة ليست مطلقة ، فلو تردد الثوريون ، أو ارتكبوا أخطاء ، يمكن أن تضيع هذه الفرصة لسنين طويلة ، بل حتى يمكن أن تنقلب عليهم قطاعات من الجماهير التي كانت تسير خلفهم ، والأخطر من ذلك أن الجماهير يمكن أن تقع مجددا في خداع أعداءها بسبب أخطاء الثوريين ، لدينا مثال رائع هنا ، الجماهير التي وقفت مبكرا ضد حكم العسكر ، وهتفت بسقوطه بعد أن اختبرته ، عادت – بسبب خطأ دعوة قطاعات من الثوريين لتأييد مرشحو الإخوان – إلي الانقلاب علي الثوريين انفسهم ، وتأييد حكم العسكر الذي رفضته من قبل .

أن السير فى اللحظات الأكثر تقدما ، وبعد امتحان الوسطيين وبدلاء النظام ، خلف الثوريين ليس ابدآ بسبب مجرد ( الكلام الصحيح الذي قالوه بالأمس ) بل تحديدا وبدرجة اكبر ، بسبب أن الجماهير تكون قد اختبرت فعلا مواقف الجبهات الأخري وأسقطتها من حسابها .

أن صمود الثوريين في النضال بجوار الجماهير ، هو ما يمنحهم تلك الفرصة التاريخية بعد سقوط الآخرين ، وقد تكون تكتيكات تلك اللحظة مختلفة إلي حد كبير عن ما قالوه أو ما طبقوه بالأمس ، فغالبا ما تكون ظروف تلك اللحظة الأكثر تقدما ، مختلفة بدرجة هائلة عن ظروف اللحظة السابقة عليها ، وتمثل قطع نوعي معها ، وتفرض خطابا جديدا ومهام جديدة مختلفة عن ما قالوه بالأمس .
أن كشف حساب الجماهير ينفتح لتيار أو آخر فى لحظة أو أخرى ، أن قوة الدعاية قد تجعلك فى مقدمة ترتيب الامتحان الجماهيري أو مؤخرته ، ولكن لأسباب كثيرة تتعلق بالتربية والإيدلوجيا والقدرات يكون فقط في مستطاع الأحزاب والقوى البرجوازية أن تتقدم الصفوف ، وان تخاطب الغرائز الجماهيرية، وان تخدعها ، ومن ثم تضعها على ميزان الفرز الجماهيري بسرعة شديدة ، ولذات الأسباب غالبا تكون القوى الأكثر راديكالية فى الثورة هي الاختبار الذي تلجا أليه الجماهير في نهاية رحلة البحث الدامية ، حدث ذلك بوضوح فى الثورة الروسية وغيرها ،هذا إن ظلت حيوية الجماهير وضعف النظام يسمحان للجماهير بالتفتيش مرة بعد أخرى عن من يمثل مصالحها فعلا ، أن تكتيك صحيح لم تتبعه الجماهير وراء الثوريين يظل مجرد محاولة أخففت ، ولا يلتفت إلي صحته بعد ذلك إلا غالبا من يهتم بالبحث والتأريخ. وربما انت وطلائعك لتتعلم منه . فغالبا لا تهتم الجماهير بأن تقول لها ( لقد قلنا كذا فى الموقف السابق واتبعنا كذا ) فما يهمها فعلا في تلك الدوامة الدموية هو ألأن وهنا ، الاختبار الذي تضعك فيه ، قدرتك فعلا على تحقيق مصالحها وقيادتها فى تلك اللحظة ..... ذلك بغض النظر عن صحة تكتيكك فى السابق من عدمه.
أن التصاقك في كل الظروف بالجماهير ، يسمح لك أن تري عن قرب تطور استعدادها وميولها . ، انعطافات توجهاتها ، التحذير في كل مرة من الاتجاه الخاطئ في السير ، من خداع هذا الطرف أو ذاك ، من صحة هذا الشعار أو عدم صحته ، أن تساعدها في اختصار ( الاختبار الدامي ) وتكلفته المضنية ، في تجنب الفخاخ والانتهازيين قدر ما تستطيع ، فليس قدرا حتميا أن تمر بجميع الشراك المنصوبة قبل أن تصل إلي طريق امن ، هنا ، بهذا الالتصاق والدأب ، تلك المثابرة دون تعالي أو قفز علي استعدادها الجامح ، ستكون قريبا بما يكفي فى اللحظة المناسبة التي ستقرر فيها أن تسير خلفك .
ما أريد أن أقوله هنا أن مسار الثورات اكثر تعقيدا بكثير من كونك لديك فكرة صحيحة ، وان الجماهير ستعرف ذلك غدا .
انت وحدك من يجب أن يعيد النظر فى تكتيكه ، من يشرح لأعضاءه وأنصاره ، غير انه لا يشفع لتكتيك ثوري خاطئ ابدآ أن يعزى نفسه بتخلف الجماهير .....ولا يقدم الحركة بالضرورة الحفاظ علي نفس التكتيك مجددا ، فانت لا تنزل النهر الواحد مرتين ابدآ ،المشكلة هي كيف ، تخبر شخص نزل للسباحة فى منطقة دوامات اكثر من مرة وأوشك على الغرق ، أن المشكلة ليست فيه بالضرورة ، و انه يمكن أن يكون سباح ماهر ......وان المشكلة كانت فى تغير الطقس والأحوال المناخية فى كل المرات السابقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا