الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عري التفكير

نادية بيروك
(Nadia Birouk)

2015 / 7 / 8
المجتمع المدني



أشفق على مغالطات اللحظة وضحالة العري الفكري الذي وصلنا إليه. عوض أن نجيب عن الأسئلة الشائكة مثل: كيف وصلوا إلى المريخ؟ كيف يتقدمون وامرأة تقود اقتصادهم وكيف نتأخر وجيوش مجيشة من "الرجال" تقود حكوماتنا دون جدوى؟ كيف تزدهر قيمهم وكيف يحترمون إنسانيتهم وخصوصية غيرهم وكيف نقطع الرقاب ونستعبد العباد ونحن نكبر ونتكبر؟ كيف أصحبت مساجدنا أفظع من كنائسهم تنشر التطرف والهلاهيل والنفاق والشقاق والضلال وهي تردد اسم الله مع كل صلاة....
لا حاضر لنا ولا مستقبل، شل الجهل والكبت بصيرتنا وبصرنا فلم نعد نرى المرأة إلا جسدا والرجل أصبح أداة تحرش وتشدد.... ضاع العلم والعمل وسط أوكار المحسوبية والتحزب والدين الشكلي المبني على لباس قريش وأفكار الوهابية المقيتة. لم نعد نبدع، لا نخترع نعيش عالة على العالم ونسب العالم. الغش والتواكل والانحلال المغلف أتلف الإنسان فينا وضيع ما بقي بداخلنا من خير وحب.
حان الأوان لنفكر، لنخرج من فقه علماء الحيض والنفاس، لنرسم لأنفسنا طريقا مدنية حديثة تحترم حرية المعتقد، حرية اللباس، حرية التنقل والتعلم والكلام والإبداع والعمل والاختيار وتسعى لبناء الإنسان من الداخل، حتى لايتدرع بعري أو بإغراء لأنه سيكون أقوى وأكبر من أي إغراء على وجه الأرض لأنه يحترم نفسه أولا ولأنه إنسان عاقل يفقه كنه تصرفه وعواقب تهوره ولأن قيمه وأخلاقه النبيلة تمنعه من اغتصاب حق الآخر واختلافه. لن يكذب، لن يخون، لن يزني، لن يسرق، لن يغتصب،لن يتسلط، لن يزور، لن يقتل،... ولكي يرقى الإنسان علينا أن نبني العدالة الاجتماعية وأن نؤسس لتعليم براكماتي صالح وأن نربي ذكورنا على احترام الأنثى وتشجيعها على العمل والعطاء لاعلى الدعارة والفساد والزواج العرفي والمسيار وجهاد النكاح والجهل المدقع والسخرة....
على مجتمعاتنا المريضة أن تعيد بناء احترام الأم وأن تربي بناتها على المساواة وتكافؤ الفرص وأن يقود السفينة ويسير الأمور من كانت له الدراية والكفاءة بغض النظر إن كان ذكرا أو أنثى. عري الأدمغة والوصاية على الناس والمجتمع يجب أن يحارب بقوة القانون ويجب أن نقف وقفة رجل واحد ضد تشييئ المرأة وتحقيير دورها، ضد تجارالدين وأحاديتهم المجترة التي جعلت منا أضحوكة للعالمين، ضد الجهل والظلم الاجتماعي، ضد كل ما يناقض التطور شكلا ومضمونا فلقد كنا خير أمة أخرجت للناس وأصبحنا أحط وأبشع وجود بشري على وجه الأرض. والله لأخجل أمام أخلاق وتقدم اليابان، أمام تلاحم وعمل الصينيين الدؤوب، أمام ذوق وتهذيب الفرنسيين، أمام سماحة وسعة صدر البريطانيين، أمام كرم وابتسامات اليونانيين، أمام علم وتواضع الأمريكيين.... لو أننا نجيب عن سؤال واحد: لماذا تقدم كل هؤلاء وتقهقرنا حتى عاد بنا الزمن إلى ما قبل الجاهلية؟؟














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تفكير العري
عبد الله اغونان ( 2015 / 7 / 10 - 01:15 )

هناك تفكير مادي يساري عندما وقع تراجعه في الواقع السياسي والفكري

لم يجد له من مواضيع الا المرأة خاصة لباسها

فتبنى الانحلال والعري والشذوذ واللواط

بدعوى الحرية والحداثة

عاينوا الجامعات والادارات والشوارع وحتى البرلمانات فستفيدكم أن النساء لاينصتن الى هذه

الصرخات


2 - أنا بشر لا الله: سأكذب وأسرق وأزني وأتسلط وأزوّر..
ليندا كبرييل ( 2015 / 7 / 10 - 07:33 )
الأستاذة بيروك المحترمة

جاء في بداية المقال قولك
كيف أصحبت مساجدنا أفظع من كنائسهم تنشر التطرف والهلاهيل والنفاق والشقاق وهي تردد اسم الله

كلمة(أفظع)في جملتك تعني أن الكنائس هي(الفظيع) والمساجد الأفظع
علينا أستاذة أن ندقق في اختيار كلماتنا
متى وجدتِ الكنائس فظيعة تنشر الهلاهيل والضلال؟

وجاء قولك التالي

(حان الأوان) لنرسم طريقا مدنية حديثة تحترم حرية المعتقد واللباس والإبداع والاختيار وتسعى لبناء الإنسان من الداخل سيكون (أقوى وأكبر من أي إغراء على وجه الأرض) لأنه يحترم نفسه ولأنه إنسان عاقل يفقه كنه تصرفه ولأن قيمه وأخلاقه النبيلة تمنعه من اغتصاب حق الآخر واختلافه. لن يكذب لن يخون لن يزني.....

رغم تقدم أخلاق الغرب علينا بمراحل لا تقاس فإن الكذب والسرقة والتزوير ... قائم وموجود

فالإنسان ضعيف أمام المغريات ولا يمكن أبدا أن يكون أقوى وأكبر من أي إغراء على وجه الأرض كما تفضلت
القانون الحديدي هو الذي يضرب على يد السارق والكاذب هناك

أيضا
تعب المصلحون الغربيون طويلا لجعل (ثقافة الإيمان بالحقوق تسري في الدماء) وتصبح أخلاق معتنقيها

فهل فعل شيئا من هذا مصلحونا ليحين أوان الحريات؟
احترامي

اخر الافلام

.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟


.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد




.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ




.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال