الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خالد الكيلاني يكتب : قصة حوار مع الأمير سعود الفيصل

خالد الكيلاني

2015 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


رحم الله عميد الدبلوماسية العربية الأمير سعود الفيصل الذي كان واحداً من أعظم وزراء الخارجية العرب ومن أعظم محبي مصر والشعب المصري ... ولا أحد يستطيع أن ينسى دوره في الوقوف بجوار ثورة 30 يونيو وتحديه لأوروبا وأمريكا ، وهبته الشهيرة في مقر وزارة الخارجية الفرنسية عندما خلع حذائه ووضعه على المائدة أمام وزير الخارجية الفرنس قائلاً له " بالنسبة لي ولدولتي فالعالم كله تحت هذا الحذاء ، لكن مصر فوق رؤوسنا جميعاً "
كانت المرة الأولى التي ألتقي فيها الفقيد وجهاً لوجه أثناء إجتماعات لجنة القدس بالرباط في مايو عام 1997 ... وهو بالرغم من أنه أقدم وزير خارجية في العالم فإنه - رحمه الله - كان يتجنب الحديث للصحافة تماماً ، ومع ذلك استطعت بتوفيق من الله وبمساعدة صاحب الأفضال التي لا تنسى الرجل العظيم السيد عمرو موسى إقناعه أن يجري حديثاً - كان هو الأول - للتليفزيون المصري ... وافق الفقيد بعد تردد ، وتم تحديد الموعد في السويت الخاص به في هيلتون الرباط .
يومها راقت لي فكرة بدت أنها لطيفة ... فقد قمت بالاتفاق مع السيد عبد الحليم خدام ( وزير الخارجية السوري وقتها ) ، والسيد عمرو موسى وزير خارجيتنا في ذلك الوقت على تحديد مواعيد لحوارات في أوقات الراحة من الاجتماعات في السويت الخاص بكل منهما ... وقمت بإعداد ثلاثة أسئلة تتعلق بموقف الأقطار الثلاثة ( مصر وسوريا والسعودية ) من المخاطر التي تهدد عالمنا العربي في ذلك الوقت ... وبالفعل أجريت الحوارات الثلاث بنفس الأسئلة لكي يتم إعدادها في المونتاج لتبدو كمناظرة لغائبين (مناظرة غير مباشرة ) ... وبعد أن انتهيت من الحوارات الثلاث هرولت إلى مبنى التليفزيون المغربي في وسط الرباط لإجراء المونتاج ... وكنت قد اتفقت مع السفير محمد عز الدين ( مساعد وزير الخارجية لشئون منظمة المؤتمر الإسلامي وقتها ) على أن أرسل معه الشريط بعد المونتاج ليحمله معه إلى القاهرة وأكلف أنا من ناحيتي من يذهب من قطاع الأخبار لاستلام الشريط من منزله في مصر الجديدة ... إلا أن حوار السيد عبد الحليم خدام كان قد تأخر لبعض الوقت بسبب إهتمامه الشديد بصورته في التليفزيون وقطع الحديث كل دقائق ليقوم بالنظر في المرآة ، ويقوم أحد مساعديه الذي يعمل كستايلست !!! بضبط أناقته .
المهم لم أستطع إكمال المونتاج بسبب موعد الطائرة التي سوف يسافر عليها السفير محمد عز الدين فاضطررت إلى إلغاء المونتاج والعودة مسرعاً للهيلتون لتسليم الشريط للسفير عز الدين الذي كان ينتظرني في اللوبي وروحه في مناخيره لأن سائق سيارة المراسم التي كانت مخصصة له كان يبلغه أن موعد الطائرة بعد ساعتين ، بينما الطريق من الرباط للدار البيضاء - حيث مطار محمد الخامس - يستغرق أكثر من ساعة بالسيارة ( المسافة من الرباط للمطار حوالي 140 كم ) ... المهم سافر الشريط إلى القاهرة ، وذهب مندوب من قطاع الأخبار وتسلم الشريط من منزل السفير محمد عز الدين ... ولكن سامحه الله المخرج الذي أشرف على تنفيذ المناظرة لم يستوعب - أو ربما نسي - ما اتفقنا عليه ومنتج كل حوار بمفرده !!! ، وتمت إذاعة الحوارات الثلاث منفردة في برنامج صباح الخير يا مصر وقتها .
تلك كانت المرة الأولى والأخيرة التي أُجري فيها حواراً مع الأمير سعود الفيصل .
رحم الله الراحل الكريم بقدر ما قدم لوطنه وأمته ، وبقدر ما قدم لمصر في الفترة الأخيرة ... وعزاؤنا في هذا المصاب الأليم للأمة العربية وللشعب السعودي والأسرة المالكة ولشقيقه الأمير سلمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في الإمارات لليوم الثالث بسبب سوء الأحوال الجوية


.. -الرد على الرد-.. ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟| #الظهيرة




.. بوتين..هل يراقب أم يساهم في صياغة مسارات التصعيد بين إسرائيل


.. سرايا القدس: رشقات صاروخية استهدفت المدن المحتلة ومستوطنات غ




.. أصوات من غزة| ظروف مأساوية يعيشها النازحون في العراء بقطاع غ