الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتفاق - محور الشر- مع - الشيطان الأكبر-!

فلورنس غزلان

2015 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


هل سنمحو من الذاكرة الاسم الشهير لأمريكا إيرانياً " الشيطان الأكبر"، أم الاسم الشهير لإيران أمريكياً" محور الشر"؟ بعد اتفاق فيينا الأطول بمفاوضاته ومناوراته ..والتي أصر الطرفان على ولادته مستفيداً كل طرف ــ حسب رؤيته وخطته ــ من مفارقات وإطلالات ربما تنحسر في الأيام المقبلة القادمة..فيتم التوقيع على الاتفاق النووي الأكثر تأثيراً وتعويلاً عليه، والذي يحمل في طيات بنوده ألغاماً ربما تدفعها منطقة الجوار ...التي لم تحضر ولم يؤخذ برأيها إلا بعد التوقيع كتطييب للخاطر أوبامياً!..
لم يخيفني النووي الايراني يوماً، لأنه لايشكل الأخطر في المنطقة أكثر من نووي إسرائيل...بقدر خوفي من سياسة إيران الفارسية ــ الخمينية في المنطقة وأطماعها القديمة الحديثة..وتحالفاتها التي لاتصب إلا في مصلحة أجندتها وتوقها لتقف في مصاف الدول الكبرى النافذة، في وقت تنحسر فيه كل الأدوار العربية وتغرق في حروب يمكنها أن تودي بها ككيانات ودول ، كما تودي باستقرار ومستقبل المنطقة إلى جحيم ...يأخذ بالوحدة والاتحاد إلى التشرذم والتفرقة وبعثرة الخرائط وإعادة ترسيم الحدود على أسس طائفية وإثنية..
بعد الاتفاق الذي أُطلقت عليه ألقاب شتى معظمها... لايتناسب مع المنتوج...هل يعني أن إيران ستلعب انطلاقاً منه دور الدولة العاقلة التي تدخل مع الدول المتعطشة لقيام علاقات اقتصادية معها ..وتبادل تجاري يسيل له لعاب الكثيرين، بعد أن تمتليء خزائنها بالأموال، التي منعت عليها سنيناً طويلة وسترفع عنها كل العقوبات تباعاً وتعود شريكاً اقتصادياً مع دول أوربا وأمريكا ؟! ، وبعد أن يرفع الحظر على التبادل الاقتصادي والاستثماري بما فيه النفط والغاز، وتفتح أبواب التعاون معها على مصراعيها، فسيتم الإفراج عن بلايين الدولارات من الأرصدة الإيرانية ..فماذا ستفعل بها إيران ياترى؟!
هل سينتفع منها الشعب الإيراني فتنتعش حياته ويدخل في بحبوحة العيش ورفاهيته؟ ، أم أن هذه البلايين ستسخر لغايات وأطماع أخرى توسع من رقعة التحالفات والأطماع الإيرانية ؟...فهل يتوب الزمار عن اللعب بأصابعه في المنطقة؟، أو سيتوقف الطبال عن الضرب بعصاه ليقض مضاجع الشعوب في منطقة الشرق الأوسط ويتدخل في شؤون جيرانه الداخليه؟.
تلقت إيران التهاني والتبريكات المَشوبه بالريبة، والتي يخالها الشك في قدرة توقيع " ظريف" على قلب السلوك الإيراني من الاعتداء والتدخل السافر والاحتلال إلى الصداقة وحسن الجوار والاعتدال والسعي نحو إحلال السلام والوئام في المنطقة!...رغم تطمينات " أوباما" الحريص أكثر من" ظريف" على توقيع الاتفاق...ورغم اعتراض الكثيرمن أعضاء الكونغرس على اندلاق أوباما ولهفته نحو التوقيع...فهل يعتقد سيد البيت الأبيض أنه سيكسب ويتجنب شرور إيران، ويعول عليها في محاربة الوليد المُحدَث أمريكياً وإيرانياً كبديل لمحور الشر" داعش" وخطرها المتمدد؟..فقد خدم وجود دولة البغدادي إيران وأمريكا ليرى توقيعهما النور...لكن كيف يمكن أن يصب هذا التوقيع في درب السلام البعيد ...في المنطقة، سواء في العراق، أم في اليمن التي أغرقت السعودية وستستمر في وحل الحرب إلى أن تأتي على جُلَّ ذخيرتها من البلايين المحفوظة في بنوك أمريكا وأوربا، بينما تعود بلايين إيران لجعبتها...فتوظفها في دحر من يقف في طريقها بسوريا والعراق واليمن ولبنان...كما ستؤجج صراعات تهدد أمن منطقة الخليج بتفجير هنا وتحريض هناك ...ولديها مايكفي من الخلايا النائمة الممكن إيقاظها لفرط كل عقد ورابطة وحدة وطنية تشكل شوكة في حلق أطماع فارس.
إيران تبرم اتفاقها...وتغرد فرحة بما حققت، في وقت تندثر فيه جثث السوريين واليمنيين والعراقيين تحت الأنقاض ...دون أن يفكر زعماء الدول الست الكبرى...ببذل بعضاً مما بذلوه من مفاوضات أخذت منهم الجهد والوقت الكبير ليحصلوا على شرف التوقيع على " وقف " تهديد نووي إيران ــ ولو إلى حين ــ، ألا يستحق شعباً يموت منذ أربعة أعوام ونيف، تندثر حضارته وتاريخه ويتحطم اقتصاده وتتهدد وحدته ...جهودكم الميمونة ومناوراتكم المكوكية لتقيموا سلاماً يذكره لكم التاريخ ويحسبه لكم شعب سوريا المنكوب بكم وبنظامه وداعش ، فقد ثبت لنا أن صمتكم وسياستكم الخرقاء أبشع من هؤلاء جميعاً؟
فلورنس غزلان ــ باريس 15/7/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة