الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى الرابعة للإستقلال ب(طعم الحنظل)..!!

فانينج وليم

2015 / 7 / 15
المجتمع المدني


*بادئ ذي بدء اقدم التحية لكل المناضلين الحقيقيينأحياء منهم والموتى بمناسبة هذا اليوم الفريد الذي يختلف عن بقية الايام في ذاكرة الشعب الجنوبي،نسبةللتضحيات التي قُدمت من اجل بلوغ هذا اليوم،منذ ثورة "اغسطس" مروراً بحركة انيانيا (1)وانيانيا(2) الى ثورة "مايو" بقيادة الراحل الحاضر فينا بافكاره ورؤيته والغائب عننا جسدياً دكتور "جون قرنق دي مبيور"، بفضل كل هذه المجهودات نال الشعب الجنوبي استقلاله من دولة السودان بعد نضال داملاكثر من واحد وعشيون عاماً، لذلك سيظل هذا اليوم في ذاكرة الشعب الجنوبي،رغم المحن والصعاب التي تمر بها البلاد، بفعل فاعل، سيظل ايضاً يوماً مقدساً لنا، تقديساً لروح الشهداء الذين سفكوا دماءهم الغالية من اجل تحقيق هذا الاستقلال الذي شوهه الإنتهازين الجدد بأعمالهم الوحشية والبربرية الهوجاء بسبب سُلطة لا تسوي شيئاً إذا ما قارناهابارواح الشهداء.
*نحتفل بهذا اليوم والبلاد تمر بمحن جمة، وليس الاحتفال الاول الذي نحتفل به والبلاد على هذه الحالة. إذ احتفلنا بالذكرى الثالثة تحت نيران الذين كانوا ثوار "ثورة مايو" بعد أن وقعت إنتهاكات في كل من ولاية الاستوائية "جوبا"، ولاية جونقلي "بور" ، ولاية اعالى النيل" ملكال".
احتفلنا رغم الوحشية التي ارتكبت قبل الاحتفال بالذكرى الثالثة، وتوقعنا من اهل السُلطة في هذه الذكرى ان يخبرونا عن تفاصيل ما حدث من إنتهاكات، وكذلك عن رؤيتهم فيإخماد نيران الحرب التي قضت على اليابس والاخضر، وافتكت بنسيجنا الإجتماعي،وايضاً عن انجازاتهم خلال العام، لكن للاسف تحدثوا عنإنتصاراتهم في المعارك مع رفاق الامس،وشكروا من قدموا لهم دعم في معاركهم ضد بعضهم البعض، كانما يقاتلون جيش من دولة اخرى،وهذا كل ما حدث في احتفائيةالذكرى الثالثة ليوم عظيم اعظم منهم ومن سلطتهم هذه.
*نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة للإستقلال دون أي تغيير يذكر سواء على مستوى الخدمات (الكهرباء، المياه، الصحة ... الخ) او على مستوى المحن الاخرى (الحرب ، امراض،... الخ ). الوضع نفس الوضع، والوجوه نفس الوجوه، انما الوضع إزداد سوءاً مقارنةًبالعام السابق، من حيث الوحشية والبريرية التي تدار بها المعارك في ميادين القتال.
في هذا العام تحدثت التقارير الدولية عن قتل الاطفال وإغتصابهم وإختطافهم في ولاية الوحدة ، وذكر التقرير آخر ان عشرة اطفال وهم اولاد وسبع فتيات تم قتلهم،وهذا بحسب التقرير الذي نشرته منظمة(اليونيسيف)، اذا كانت هذه الوحشية يقوم بها أناس يدعون انهم ثوار،أينهي مبادئ الثورة؟، ناهيك عن ذلك اين روح الاخوة والوطنية؟، اذا كان جندي جنوبي يرتكب مثل هذه الاعمال الوحشية في ابناء وامهات هذا الوطن، اي وطنية تلك التي تتبجحون بها في العلن في حين أنكم تخفون ماهوأعظم.
* نحتفل اليوم وفي ذاكرتنا تلك الأعمال الوحشية التي ارتكبها ابناء الشعب الجنوبي ضد بعضهم البعض. نحتفل وفي ذاكرتنا حكومة فشلت بفظاعة في إدارة البلاد. نحتفل وفي ذاكرتنا أموال الشعب اُختلست دون محاسبة. نحتفل وفي ذاكرة كل واحد منا مَنْ فقده خلال فترة الحرب الإثنوسياسي التي مازالت مستعرة حتى هذا اليوم. بعد كل هذه المحن التي اصبحت باقية في ذاكرتنا، نطرح سؤالاً،هل سنستمر في مثل هكذا الاحتفال كل عام بهذا اليوم دون ان نقيم انفسنا حتى ندرك أين نحن الآن؟ والى أين نحن ذاهبون؟، إن لم يطرح اهل السُلطة هذا السؤال على انفسهم علينا ان نتأكد اننا مقبلون الى مستقبل يخيمه الظلام.
* في خاتمة هذه السطور لا اريد ان اقول، ان لا قيمة لهذا الاحتفال،بقدر ما اريد ان يدرك اهل السُلطة ان ما انجزه الشهداء بعد النضال الطويل. الآن اصبح بلامعنى، طالما اصبحوا (اهل السُلطة) لا يحترمون الشهداء الذين قدموا ارواحهم من اجل ان يتحرر هذا الشعب الذي تذوق طعم الحرب لقرابة (21) عاماً فأكثر،اقول كل هذا حتى يتراجع اهل السُلطة عن نزعتهم السلطوية التي اغرقت البلاد في بحر الوحشية والخراب والفساد،اذا كان لهم بصيص من روح الانسانية والوطنية، عليهم أن ينقذوا الذين تبقوا من ابناء الشعب الجنوبي مِمَنْ هم أحياء.
لا اريد سطر سطور اكثر من تلك، لأن من المفروض في مثل هذا اليوم،أكون في جلسة تأمل على ارواح الشهداء الذين صنعوا هذا اليوم، لكن في ظل المحن والصعاب التي تمر بها البلاد، ساجد نفسي في حيرة بين ذاكرة تتذكر افعال الوحشية التي قامت بها هؤلاء ضد شعبي تارةً، وذاكرةتتذكر نضالات الشهداء تارةًأخرى.
في نهاية المطاف، نتمنى من أهل السُلطة– ويعرفون أنفسهم جيداً –أن يصغوا لأصوات الشعب التي تطالب بتحقيق السلام، ونتمنى ان يعم السلام أرجاء البلاد في العام القادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي: معايير المجاعة الثلاثة ستتحقق خلال 6


.. اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين تظاهروا في جامعة جنوب كاليفورنيا




.. -الأونروا- بالتعاون مع -اليونسيف- تعلن إيصال مساعدات إلى مخي


.. عنف خلال اعتقال الشرطة الأميركية لطلاب الجامعة في تكساس




.. تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني