الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب ( إشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر )

علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)

2015 / 7 / 16
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


من الكتب التي صدرت حديثا في مجال نقد النقد كتاب : اشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر للدكتور علي حسين يوسف ( باحث عراقي تولد 1969 ) .

يتبنى هذا الكتاب مجموعة من الرؤى والافكار والتصورات المتأتية نتيجة تأمل في المعروض النقدي العربي في الثلاثين عاما الاخيرة - قبل سنة 2010 -.           
وقد قسمت تلك الاشكاليات على ثلاث اشكاليات كبرى تتفرع الى اشكاليات اصغر منها هذه الاشكاليات الثلاث :

1ـ اشكالية المثاقفة وتتفرع الى : اشكالية الترجمة واشكالية المصطلح ، 2ـاشكالية المنهج النقدي ويتفرع الى : اشكالية : تغيب المنهجية ، والاجتهاد النقدي والخلط ، واشكالية الاحكام النقدية .

3ـ والاشكالية الكبرى الثالثة : اشكالية الاجراء وتتفرع : الى اشكالية التنظير ، واشكالية الغموض (في اللغة النقدية ، والمفاهيم المستعملة) .

وقد تنبه المؤلف الى ضرورة التعريف بالمصطلحات الواردة في عنوان كتابه : الاشكالية ، والخطاب النقدي ، فخصص لها التمهيد ، فقد وجد الدكتور علي حسين يوسف ان مصطلح الاشكالية يعود في جذوره الى اللغة الفرنسية لا سيما مع الادبيات الماركسية خصوصا عند التوسير لكن المهم في هذا المصطلح انه لا ينطبق في مفهومه الغربي مع مفهوم المشكل او الاشكال العربيين  فقد استعمل عند النقاد العرب بطريقة جمعت مصاديقه الغربية ومصاديقه العربية على الرغم من الفوارق بينهما وبذلك  جمع مصطلح الاشكالية عند العرب المعاصرين معنى المشكلة المستمرة التي قد لا تقبل الحل وهو مفهومه في الاستعمال العربي مع معنى التناقض الجدلي وقبوله الحل بحسب المفهوم الغربي .
اما مفهوم الحداثة فقد وجد المؤلف انه يرتد بجذورها الى الفكر اليوناني مرورا بالثقافة الاوربية في العصور الوسطى وانتهاءا بالافكار الحديثة لاسيما بودلير ، لكن النقطة الحاسمة في تمييز الحداثة عما قبلها تتمثل في جهود الشكلانيين اللذين دعوا الى فصل الادب عن العلوم الاخرى ، وتمثلت معالجات الدكتور علي حسين على التركيز على جهود بروب وباختين ومدرسة براغ لا سيما رائدها ياكبسون ثم تطرق الى جهود مدرسة جنيف ورائدها سوسير الذي اكد على الفصل بين اللغة والكلام ، وبين الدراسة التزامنية والتاريخية ، ولم يغفل المؤلف جهود بيرس الذي افاد منه سوسير كثيرا . كذلك تم استعراض جهود هيلمسيلف الذي خالف سوسير في مبدأ ربط الاشارة بالفكر وقال بفكرة المحتوى التي ناقض فيها اعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول . ومن الواضح ان افكار هيلمسيلف ساعدت في ظهور وتبلور افكار مدرسة النقد الحديد عند كل اليوت وريتشارد وايمبسون ورانسوم وبروكس ونورثروب فراي صاحب النقد الاسطوري . كذلك استعرض المؤلف ايضا جهود مدرسة فرانكفورت واهم ممثليها لوكاش وولتربنيامين وماركوز وهوركهايمر والتوسير وغولدمان وماشيري وتيار النقد ما بعد الماركسي عند غرامشي وادوار سعيد وياوس وجرنيبلات وايغلتون وغيرهم .

 بعد ذلك تطرق المؤلف الى المدارس النقدية الحداثوية : الاسلوبية وجهود اهم روادها وانواعها ،  البنيوية والتفكيك ونظريات التلقي والسيميائية والنقد الثقافي والنقد النسوي .

بعد ذلك انتقل المؤلف الى معالجة مصطلح الخطاب النقدي العربي مستعرضا اهم مفاصل ذلك الخطاب فقد وجد ان تحديث ذلك الخطاب يمكن ان يبدأ مع جهود شاكر شقير عام 1873 وحسين المرصفي مرورا عبر جهود ميخائيل نعيمة والعقاد والمازني والزهاوي ونقاد مجلة ابولو ونجيب الحداد ثم خليل مطران وابو شادي ومحمد مندور وصولا الى النقاد المعاصرين .

وبعد استعراض المجهود النقدي العربي يصل المؤلف الى نقطة مهمة في تصنيف النقاد العرب على ثلاثة اصناف بحسب موقفهم من الحداثة النقدية في الغرب :  معارضون ، مؤيدون ، محايدون ، وكل صنف من هذه هؤلاء قد يختلف في تفاصيل موقفه بين متطرف ومعتدل .

وفي الفصل الاول ، المبحث الاول منه  يعالج المؤلف اشكالية الترجمة في ثلاثة فقرات تضمنت الفقرة الاولى استعراضا تاريخيا لمفهوم الترجمة ومساراتها ، فيما عالج في الفقرة الثانية الاشكاليات العامة في الترجمة العربية ، وعالج في الفقرة الثالثة اشكالية غموض المتن النقدي المترجم .

وقبل ذلك كان المؤلف مهد لهذ الفصل بتوطئة عن مفهوم المثاقفة النقدية استخلص منها ان المثاقفة مع الغرب لم تكن ايجابية بل كانت غير متكافئة من بداية امرها في القرن الخامس عشر الميلادي 1453 .

وقد وجد المؤلف في المبحث الاول : ان الترجمة تمثل حقلاً معرفيا مهماً تداخل مع العلوم المعاصرة الاخرى لا سيما علوم الحاسبات .

اما اهم الاشكاليات العامة في الترجمة العربية فتتمثل في : انحصار الترجمة العربية في اللغة وتغييب عنصر السياقات الثقافية والاجتماعية المتقاطعة لذلك غاب المنهج الترجمي العربي مما ادى الى بروز اشكاليات عامة كثيرة منها على سبيل التمثيل : على مستوى الكم اي قلة ما يترجم من اللغات الحديثة ، وعلى مستوى الكيف اي النسبية في الاختيارات والمعايير والانتقائية في الترجمة ، وتأخر ترجمة ما يصدر في الغرب ، فضلاً على اشكاليات اخرى كالزيادة والتكرار والتطويل والابهام والتقديم والتأخير .

وفيما يخص غموض المتن النقدي المترجم تطرق المؤلف الدكتور علي حسين يوسف الى غموض اللغة في النصوص  المترجمة ثم عقد موازنات بين اعمال مهمة ترجمت اكثر من مرة وذلك في اربعة من تلك الاعمال وهي : كتاب سوسير في اللغة وكتاب ارسطو فن الشعر وكتاب كوهن اللغة الشعرية وكتاب تادييه النقد الادبي في القرن العشرين .

وفي المبحث الثاني من الفصل الاول المعنون : اشكالية المصطلح قسم المؤلف تلك الاشكالية على اربعة اشكاليات تمثلت في غياب التنسيق واشكاليات ترجمة المصطلح ، وغياب الافادة من التطورات الحاسوبية واشكاليات المعاجم المصطلحية .

وقد مهد المؤلف لهذا المبحث بتوطئة وجد فيها ان المصطلح بهذا الرسم لم يرد عند النقاد العرب قبل الجرجاني الذي ذكر تعريفا لمفهوم الاصطلاح ، ثم ذكر بان دراسة المصطلح اصبحت حقلا معرفياً قائما بذاته مع جهود العالم السوفياتي لوت والالماني فوستر ، ثم ان المصطلح تربطه بالمفهوم علاقة جدلية .

 وفي اشكالية غياب التنسيق العربي تم التأكيد على اليات سن المصطلح العربي وغياب التنسيق العربي بشأنها مما ادى الى ما اطلقنا عليه (الانفجار المصطلحي) ونعني بها الكثرة الهائلة في عدد المصطلحات العربية .

 اما اشكاليات ترجمة المصطلح التي تم التطرق لها : فأهمها تباين ترجمة المصطلح الواحد وعدم مسايرة النقاد العرب لتطور المصطلح وتغيره في اصله الاجنبي ومحدودية الاشتقاق في العربية . وفيما يخص غياب الافادة من الحاسوب ذكر الباحث ان الساحة النقدية تفتقد الى معجم حاسوبي يشابه ما موجود في الغرب . اما اشكاليات معاجم المصطلحات العربية فاهمها استعمال واضعي تلك المعجمات مقابلات غير مألوفة وغريبة للمصطلحات الاجنبية ، واتسامها بالطابع الفردي وغياب الجهود الجماعية  وتم بيان اهم الاشكاليات في عدة معاجم مشهورة منها : معجم جبور عبد النور ، ومعجم محمد التونجي ، والمعجم المشترك لميشال عاصي واميل بديع يعقوب ومعجم مجدي وهبة وكامل المهندس ومعجم الدكتور احمد مطلوب ودليل الناقد الادبي للرويلي والبازعي ومعجم محمد عناني وموسوعة نبيل راغب وغيرها من المعاجم التي حاول المؤلف تشخيص اهم السلبيات التي شابت تأليفها .

اما الفصل الثاني من الكتاب فقد تقدمته توطئة في الاشكالية المنهجية وخطورتها في حين خصص المبحث الاول لإشكالية غياب المنهجية التي كان اهم تمثلاتها القطيعة مع التراث عند ادونيس والمراوحة بين التراث والحداثة عند كل من كمال ابي ديب في جدلية الخفاء والتجلي وعند محمد هادي الطرابلسي في كتابه خصائص الاسلوب في الشوقيات وعند محمد عبد المطلب في كتابه البلاغة والاسلوبيه وقضايا الحداثة عند عبد القاهر الجرجاني وعند محمد حماسة في كتابه اللغة وبناء الشعر وعند مصطفى ناصيف في عدد من كتبه . ثم تطرق الباحث الى ظاهرة التقويل النقدي كأحدى تمثلات المراوحة بين التراث والحداثة . ومن اشكاليات غياب المنهجية : استعمال الادوات النقدية المستعارة عند محمد بنيس في كتابه ظاهرة الشعر المعاصر في الغرب وعند حسن البنا في كتابه الكلمات والاشياء وعند كمال ابي ديب في كتابه : في الشعرية وعند الطاهر بو مزبر في كتابه اصول الشعرية العربية .

اما المبحث الثاني من الفصل الثاني الذي خصص لإشكالية الاجتهاد والجمع بين المناهج النقدية  فقد كان من اهم تمثلاتها : الاجتهاد النقدي ودعوى التأسيس عند الياس خوري في كتابيه : الذاكرة المفقودة ودراسات في نقد الشعر وعند عبد الله الغذامي في كتابه النقد الثقافي وعند الطاهر لبيب في كتابه سوسيولوجية الغزل العذري وعند ابي ديب في كتابه الرؤى المقنعة وعند محمد مفتاح في كتابه مشكاة المفاهيم وعند عادل ظاهر في كتابه الشعر والوجود ويتمثل الجمع المنهجي ايضا عند علي جعفر العلاق في كتابه الشعر والتلقي ، وفي كتب ذات صلة مثل معرفة الاخر لعبد الله ابراهيم ورفقيه وكتابي جمرة النص وعلم الشعريات لعز الدين المناصرة . وعند كل خالده سعيد في كتابها : حركية الابداع وعند علي عشري زايد في كتابه قراءات في شعرنا المعاصر وعند اعتدال عثمان في كتابهما اضاءة النص وعند محمد مفتاح في كتابه سيمياء الشعر القديم وفي دراسات سيميائية اخرى لعبد الرحمن بو علي وموريس ابي ناضر وعبد القادر فيدوح وعند صلاح فضل في كتابه اساليب الشعرية المعاصرة وعند يمنى العيد في كتابها في معرفة النص وعند عبد الكريم حسن في كتابه الموضوعية البنيوية ـ دراسات في شعر السياب ـ وعند فؤاد ابي منصور في كتابه : النقد البنيوي بين لبنان واروبا ثم تطرق الباحث في النهاية المبحث الى الحركة النقدية في العراق لا سيما النقد الخارج عن الاكاديمية بوصفه يمثل تمثلا من تمثلات الخلط المنهجي  

وفي المبحث الثالث من الفصل الثاني (الحكم النقدي) عالج المؤلف اشكاليتي التعميم ، والايديولوجيا ، فقد تمثلت اشكالية التعميم عند كل من كمال ابي ديب في جدلية الخفاء والتجلي وعند حسن مصطفى سحلول في كتابه : نظريات القراءة والتأويل الادبي وقضاياه وعند عدنان بن ذريل في كتابه النص والاسلوبية بين النظرية والتطبيق وتفرعت اشكالية التعميم الى التجزيئية عند كمال ابي ديب في جدلية الخفاء والتجلي وعند صدوق نور الدين في كتابه حدود النص الادبي .

اما اشكالية النزعة الايديولوجية فقد تمثلت عند كل محمد برادة في كتابه : محمد مندور و النقد العربي وعند محمد بنيس في كتابه ظاهرة الشعر المعاصر في الغرب وعند محمد نديم خشفة في كتابه تأصيل النص وعند عبد العزيز حمودة في كتبه : المرايا المحدبة والمرايا المقعرة والخروج من التيه ومجموعة من النقاد المناهضين للبنيوية كذلك عند اصحاب النزعة الاسلامية مثل وليد القصاب وعدنان علي رضا النحوي وعوض بن محمد القرني في كتابيهما : تقويم نظرية الحداثة وموقف الادب الاسلامي منها ، والحداثة في ميزان الاسلام ، نظرات اسلامية في ادب الحداثة .

وفي الفصل الثالث : اشكالية الاجراء انصب عمل المؤلف في مبحثين تضمن الاول استعراض اشكالية سيادة التنظير على الممارسة عند كل من زكريا ابراهيم في كتابه مشكلة البنية وعند صلاح فضل في كتابه نظرية البنائية في النقد الادبي وعند يوسف نور عوض في كتابه نظرية النقد الادبي الحديث وعند نهاد التكرلي في كتابه اتجاهات النقد الفرنسي المعاصر وعند شكري عزيز ماضي في كتابه في نظرية الادب وعند يوسف اسكندر في كتابه اتجاهات الشعرية المعاصرة وعند عز الدين المناصرة في كتابه علم الشعريات وعند محمد رضا المبارك في كتابه استقبال النص عند العرب وعند صلاح فضل في كتابه علم الاسلوب مبادئه و اجراءاته و عند عبد الفتاح كيليوطو في كتابه الادب و الغرابة و عند احمد يوسف في كتابه السميائيات الواصفة وعند حسن البنا عز الدين في كتابه قراءة الاخر و عند محمد مفتاح في كتابه التشابه و الاختلاف و عند محمد الماكري في كتابه الشكل و الخطاب , ثم تطرق المؤلف الى عدد  من المجلات العربية و العراقية التي اهتمت بالجانب النظري و اغفلت الجانب الاجرائي .

اما المبحث الثاني : الغموض فقد كانت اهم تمثيلاته غموض اللغة النقدية عند كل من احمد المتوكل في كتابه الوظائف التداولية وعند محمد مفتاح في كتابه تحليل الخطاب الشعري وعند كمال ابي ديب في كتبه في الشعرية و الرؤى المقنعة وجدلية الخفاء والتجلي وعند هدى وصفي في دراستها في مجلة فصول و عند يمنى العيد في كتابها في معرفة النص وقد استشهد الباحث في غموض العروض النقدية لكل من يوسف ابو العدوس في كتابه الاستعارة و عند صلاح فضل في كتابه نظرية البنائية و عند فائق مصطفى في كتابه في النقد الادبي الحديث و عند بشير تاوريرت في الحقيقة الشعرية و عند يوسف ابو العدوس في كتابه الاسلوبية و تطرق المؤلف الى مسألة غموض التصنيف النقدي في كتاب دليل الناقد الادبي و عند ابراهيم الخليل في كتابه النقد الادبي الحديث من المحاكاة الى التفكيك ومن تمثيلات الغموض النقدي غموض المفاهيم النقدية و قد استعرض الباحث في هذه النقطة مفاهيم اساسية لكنها اشكالية و هي : الاسلوبية , التفكيك , النص و التناص , و النقد في ادبيات الحداثة , ومفهوم النسق , و الحداثة , و الخطاب , و التلقي .

وقد امتاز هذا الكتاب بالنقاط الآتية :

1ـ معالجة الإشكاليات مجتمعة ، اذ وجد المؤلف ان هذه الإشكاليات مجتمعة تمثل إشكالية كبرى تصب في البحث عن الهوية النقدية .

2ـ بناء الكتاب بشكل هندسي حيث بنيت كل فقرة من فقراته على افتراض يتمثل في العنوان ثم البرهنة على هذا الافتراض .

3ـ استعرض المؤلف اكبر عدد ممكن من المتون النقدية العربية المترجمة .
4ـ ميل المؤلف في اكثر مفاصل الكتاب الى المنهج الجدلي من خلال مساءلة المفاهيم التي عرضها .

5ـ ابداء الرأي الصريح في قضايا مهمة مثل الحداثة والخطاب والاشكالية

6ـ ابتعد عن الاسهاب والتطويل والاسفاف في العرض لذلك جاء العرض بصورة مكثفة جداً .

وقد ارفق المؤلف مع كتابه ملحقاً بتراجم 69 ناقداً عربيا حداثيا و 36 ناقداً اجنبيا .

وقد استعان المؤلف بمجموعة كبيرة من المصادر تجاوز عددها الـ 600 مصدر بين كتاب ومجلة ورسالة واطروحة .
المصادر :
اشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر ، الدكتور علي حسين يوسف ، بغداد ، دار الروسم ، 2015.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق