الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برسوس الدامية بين العقوبة الداعشية والسيناريوهات الإقليمية

سامي عبدالقادر ريكاني

2015 / 7 / 22
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


برسوس الدامية بين العقوبة الداعشية والسيناريوهات الإقليمية
ما الذي حصل في (برسوس الدامية) ليس مستغربا ان تشير اصابع الاتهام الى الاستخبارات التركية في هذه المجزرة البشعة والتي راح ضحيتها حوالي 127 بين قتيل وجريح من شباب وشاباتنا الكوردية في مسيرة تضامنية لاعادة اعمار كوباني , فمنذ سيطرة داعش وسيناريو الدبلوماسية التركية وبقائهم في الموصل الى حين الافراج عنهم وبعدها الهجوم الوحشي لداعش على كوبانى وشنكال وكرد ه سبي وإبراز الدور التركي بأكثر من عشرات الأدلة على ان لها يد في كل مايقوم بها وحوش القرون الوسطى وبالتعاون مع الميت التركية ضد الشعب الكوردي في سوريا والعراق وتركيا أيضا وعبر حركات هستيرية سرية ومعلنة من قبل الحكومة الحالية لواد أي ولادة كوردية تحمل هويتها القومية في أي بقعة من دول المحور التركي ,ولكن بعيدا عن العاطفة وقريبا من المنطق في التحليل نتسائل من المستفيد من المجزرة ياترى ؟
ربما للوهلة الأولى وبعقلية بسيطة ودن التعمق في السيناريوهات التي تحاك وراء الأبواب المغلقة بين المؤسسات الاستخباراتية الدولية التي تدير الصراعات الاقليمية الدولية والمحلية وتقوم الدبلوماسيات بالتوقيع على نتائجها بعد ان تحسم او تجبر القوة العسكرية بكل اشكالها الرسمية والمليشياتية الخفية والظاهرة وخلف الخلافات المتعددة دينية قومية طائفية حزبية مصلحية بترسيم خطوطها على الأرض وعلى السياسة , بهذه البساطة ربما نذهب الى القول بان ماحدث هي مجرد رغبة انتقامية من داعش ضد الاكراد بسبب مالحق بهم من هزائم اسقطت اسطورتها التي لاتنهزم ,وضد تركيا أيضا بسبب مفاوضاتها الأخيرة وراء الكواليس التي لم تتسرب منها سوى بانهما اتفقا على فتح قاعدة انجرليك التركية لطيران التحالف لضرب داعش وان تركيا بالمقابل قدم على توقيف عدد ممن يشتبه بانهم دواعش ان صح هذان الخبران فربما يكون تحذيرا وانتقاما داعشيا يستهدف من ورائها اثارة الفتنة بين تركيا والاكراد ولها باع طويل في هذه المؤامرات في العراق وسوريا , او تريد نقل معركتها الى الداخل التركي وجرها للحرب في خطوة يبغي من ورائها إيقاف تركيا وتعاونها مع التحالف الدولي ضدها او إيقاع الفوضى لفتح معابر بعد تضيق الخناق المعبري عليها من قبل الاكراد والتحالف الدولي و طلبهم من تركيا بضبط حدودها امام داعش ومموليها خاصة بعد الهجمات المكثفة في الآونة الأخيرة من قبل التحالف على مواقعهم وإصرارهم اضعافها وتحجيم دورها ومساحة تحركها في مناطقها المسيطرة عليها.
ولكن اذا خرجنا من البساطة التي لاتتوافق في اغلب الأحيان علىها اللعبة الدولية والصراع الإقليمي وتعقيدات السياسة والدور الكبير الذي تقوم بها المؤسسات الاستخباراتية على المستوى العالمي في التحكم بالمستقبل البشري وعلاقات الدول وإدارة الازمات بخلقها وتوجيهها والتلاعب بنتائجها وبطريقة انهائها والتي تخرج فهم اغلبها من نطاق قواعد البساطة الى اغوار وتعقيدات العقول البوليسية وعلومها ووسائلها في كشف الجريمة وتبعاتها القانونية وتاثيراتها الإعلامية على مستقبل الأهداف التي يرتجى منها من قبل أصحاب المؤامرات والسيناريوهات خاصة التي تصب في خان البعد الاستراتيجي والمغذى الانقلابي للواقع المراد تغييرها لصالح نتائج يراد لها ان تصب في مصلحة فئة اوفئات تريد الفوز بالواقع الجديد المختلق من الفوضى والمؤامرة والجريمة والانفلات من العقاب ,وبل والظهور بمظهر المنقذ والبطل بدل تثبيت التهمة عليهم وتقديمهم للعدالة والقانون , ومن هذه القراءة ربما نصل الى استنتاجات أخرى ربما في قادم الأيام سيظهر لنا مدى صحة هذه القراءات والتحليلات ومدى دخولها في تقيم أي من العقليتين ؟:العقلية البسيطة والتي ذكرناها اعلاه,او المعقدة ذات الابعاد الاستراتيجية و التامرية والتي تدخل في خانة السيناريوهات التي هي اقرب للحدث والتي منها :
انه سيناريو تركي داعشي ,او امريكي تركي, ويمكن ان نستشف كلا السيناريوين وفق التطورات الأخيرة للاحداث على الساحة الدولية والإقليمية وانعكاساتها على الدور التركي وعلاقتها بهذا الواقع من جهة وبمستقبل داعش وعلاقتها بتركيا ودورها من جهة أخرى ويمكن ان نلخصها ونجمعها ونربطها بالمفاوضات واللقاءات الاخيرية بين المسؤولين السياسيين والعسكريين لكل من أمريكا وتركيا والتي جاء بعد التوصل الإيراني مع دول 5+1 الى اتفاق حول سلاحها النووي وتكثيف الحملة العسكرية ضد داعش وتضيق الخناق عليها ومن ثم سيطرة وازدياد النفوذ الكوردي وطردهم لداعش من الشريط الحدودي لتركيا مع سوريا وازدياد مخاوف تركيا على هذا الوجود والذي حشد من جراء ذلك الته العسكرية على الحدود منتظرا ومهددا اجتياح الشمال السوري والذي جوبه بالرد من قبل المجتمع الدولي وعلى راسها أمريكا والذي سبقه الرد الإيراني والروسي وبشديد اللهجة , ولغموض اللقاء الأمريكي التركي الأخير وعدم الإفصاح عنها من قبل الدولتين فربما يكون الحادث الأخير في برسوس هي من نتاج هذا الاتفاق.
1- فوفق السيناريو الأول التركي الداعشي , ربما لم تحصل تركيا على مرادها من هذه اللقاءات الأخيرة مع أمريكا وهي السماح لها بالتدخل العسكري الى شمال سوريا وفرض منطقة امنة مما سيحقق من خلالها القضاء على حلم الدولة الكوردية المرتقبة وسيبدد مخاوفها من ذلك المستقبل وهذا السيناريو ربما يكون من خياراتها لتحقيق اجنداتها ,وبتنفيذها على ايدي داعش ربما سيجنبها شبهة التهمة,والذي يرحب داعش بهذه الخطوة لكونها في حال حصل ذلك سيشارك الحدود مع حليفها التركي بعد التخلص من عدوتها الكوردية ,وانها في اشد الحاجة الان اليها بعد ضرب الحصار عليها من القوات الكوردية وضربات التحالف لمواقعها واخراجها من معظم المعابر التي تمدها بالدعم من الطرف التركي , وسينقذ تركيا بعد ازدياد مخاوفها إضافة الى هشاشة وضعها السياسي بعد فوز الاكراد في تركيا وعدم إيجاد الشريك الذي سيقبل بشروطه في تشكليل الحكومة الجديدة , والمخاوف من التقارب الإيراني الأمريكي بعد الاتفاق على سلاحها النووي وانعكاسات ذلك على الدور التركي في المنطقة وعلاقتها بالغرب من جهة والدور الإيراني وحليفها الكوردي الذي يسيطر على الساحتين التركية والسورية وتهديد حليفها في إقليم كوردستان ومحاولة تضيق الخناق عليها عبرالطرف الكوردي الموالي لإيران لتجريده من الصلاحيات التي لطالما استفاد تركيا منها في تمرير استراتيجيته الاقتصادية والأمنية والسياسية عبرها للتاثير على الساحة العراقية والسورية ربما كل هذه المخاوف مع اعلان انتهاء الهدنة من قبل الحزب العمال الكوردستاني لوقف القتال ضد تركيا وضعف حلفاءها العرب السنة دفع بها لوضع هذا السيناريو واتخاذها بعدها ذريعة للتدخل في سوريا بحجة الدفاع عن مواطنيها ضد داعش الذي اصبح يهدد أراضيها وبهذا سيحقق حلم الاثنين التخلص من عدوتهما وهي PYD الكوردية وحلم الدولة التي بتحرير شنكال وجرابلس سيتحقق ربط المنطقتين الكورديتين السورية والعراقية والامتداد نحو البحر والذي لن يبقى بعدها الا القليل من القلاقل في تركيا حتى يتحقق حلم هذه الدولة وسيحرم تركيا وربطها بعمقها العربي في كل من سوريا والعراق ومما سؤثر على واقع الاكراد في تركيا أيضا وبهذا التدخل التركي , إضافة الى انها ستقضي على هذا الحلم الكوردي ,فانه في نفس الوقت سيحجم من دور ايران في امداد الاكراد المناوئين لتركيا وسيفتح الطريق لها للوقوف بجوار حلفائها الكورد الاخرين الذي هو بامس الحاجة اليه لانقاذهم من الطوق الذي وقعوا فيه بعد تضخم الدور الإيراني الذي فرض عليهم طوقا عبر العراق وحلفائهم من الكورد المتحالفين مع ايران في الإقليم والذين يصرون على تحجيم دور تركيا ودور الاكراد المسارين على خطهم في الإقليم وسوريا وتركيا والذي يصر بعض الأطراف في البرلمان الكوردستاني اذا لم يتوصل الأطراف الى حل توافقي فانهم سيعقدون جلستهم التي سيحسمون مصير هذا الملف في الأسبوع المقبل عبر تمريرها في البرلمان بالقراءة الثانية ومن ثم التصويت عليها .
2- اما وفق السيناريو التركي الأمريكي فربما قد توصل الطرفان الى اتفاق وفق مصالح الاثنين وذلك بان يقوم تركيا بهذا السيناريو ومن ثم التدخل بذريعة محاربة داعش ويحقق مااراده مما ذكرناه من استراتيجيته في النقطة اعلاه وبضوء اخضر من أمريكا ودون تدخلها في السيناريو مباشرة لابعادها من التهمة والشبهة ومن ثم تبرير وعدم معارضتها للتدخل التركي بحجة امتلاكها الحق في الدفاع عن حدودها ومواطنيها من إرهاب داعش وهذا كله وفق الاتفاق السري بينهما , وبذلك سيحقق أمريكا نوعا من التوازن بين المصالح والنفوذ الإيراني والتركي وسيرضي تركيا لكي لايكون معارضا للاتفاق على النووي الإيراني وليبدد مخاوفها من ان يظن بان توافقهما معها هي على حساب مصالح تركيا وليجنب نفس الوقت رد فعلها بان يأخذ موقفا ومنحى اخر تصب في مصلحة غير أمريكا خاصة بان يلجا الى روسيا وجبهتها المعارضة للوجود الأمريكي في المنطقة وليدفعها لفتح أراضيها وقواعدها العسكرية لاستخدامها ضد داعش في كل من العراق وسوريا ولاغراض أخرى وللاستفادة من الوحدات العسكرية البرية التركية في هذه الحرب فمع اعلان أمريكا واشادتها بدور الكورد في حربها ضد داعش وبانها القوة الوحيدة التي تثق بها وتعتمد عليها أمريكا كحليف حقيقي لها في هذه الحرب الى ان هذا يكون في عند غياب استعداد الأطراف الإقليمية وبالأخص تركيا والعرب باشراك جيوشهم النظامية في الحرب في الدولتين ولكن حين موافقة طرف وبحجج مقبولة كتركيا واستعدادها للدخول بجيوشها في الحرب ضد داعش ووفق البرنامج الأمريكي واستراتيجيتها فهنا لامقارنة بينهما من حيث الأفضلية بالتجهيز والتدريب والنظامية ووفرة الأسلحة ونوعيتها وفعاليتها على الأرض وقدرتها في ضبط الأرض بعد تحريرها وإدارة المنطقة فكلها أعباء سيخفف على كاهل التحالف الدولي وسيكون على حساب القوة الكوردية واهدافهم.


ولكن مع كل هذه السيناريوهات المحتملة فهل سينجح هذا المخطط ؟لااعتقد ولعدت اعتبارات
1- وفق السيناريوين لايمكن تحقيق ذاك المبتغى لان كلاهما يفتقر الى رضا الطرف الاقوى والأكثر تاثيرا على الساحتين السورية والعراقية وهي ايران وروسيا ولااعتقد مباحثاتهم حول النوي قد ضمن ملف العراق وسوريا , ومن ثم لاقوة لحجة التذرع بمحاربة داعش عبر التدخل في سوريا يقنع هذا الطرف بالسماح لها بفعل ذلك
2- ان القضية الكوردية لها علاقة بمصالح واستراتيجيات لها ابعادها الاقتصادية والعسكرية والجيوسياسية المؤثرة على النفوذ ومستقبل وجود الجبهة المضادة للوجود الأمريكي واهميتها بالنسبة لها ليست باقل من أهميتها لتركيا وامريكا وحلفائهم في المنطقة كما ان أي حل سواء على الطريقة الإيرانية او التركية لايمكن بالضرورة ان يكون مرضيا للعرب خاصة الخليج او لروسيا والصين التي تنافس أمريكا على المعابر البحرية والبرية وثروات المنطقة والقواعد العسكرية والعقود التجارية البترولية وأسواق بيع السلاح
3- أي تدخل تركي حتى بغطاء امريكي لن تحمي تركيا من نقل المعركة الى قلب أراضيها مالم يتوافق الأطراف الأخرى على هذه الخطوة
4- حتما سيكون بابا لجهنم سيفتحها تركيا على أراضيها عبر حرب أهلية سيدفع الكورد والاطياف الأخرى الى اشعالها داخل الدولة وربما سيصل الى المناطق الأخرى ودولها مستقبلا وسيقوي من تمدد داعش وترسيخ وجودها وتهديد المنطقة قاطبة
اذا الى ماذا توصلنا اذا لم يكن بالعقلية السطحية البسيطة ولابالعقلية المعقدة والتي لن يكون لرد الفعل منها سوى جلب المزيد من الخراب والدمار والذي لن يستفيد منها سوى داعش , فهل هناك سيناريو اخر محتمل ,نعم ربما هي لعبة انتخابية ومخاض عسير اختلطت الأوراق على الحزب الحاكم فكان لابد من عملية قيصرية فاشلة لولادة حكومة طارئة تجبرهم للتحالف مع اردوغان خوفا من إعادة الانتخابات وللضغط على الأحزاب الأخرى للتنازل عن بعض شروطهم لصالح الحزب الحاكم الذي هو أيضا يخاف من تكرار الانتخابات ليس على النتائج لانه يحب تكرارها ولكن الظروف الدولية والإقليمية ليس في صالحها والاحداث تتسارع وكلها تتجه نحو تقليص دور تركيا ومزيد من الوقت سيصعب استرجاع وتدارك ما قد سيفوت عليها لو ذهب الى انتخابات مبكرة, ولكن ربما يكون العقلية الساذجة والمريضة والهاربة من الواقع المرير ونارها الى جنة الخلد عبر مباركة البغدادي والهامه بالتفخيخ هي وحدها التي دفعت باحدهم الى هذا الفعل الشنيع! , ربما فكلها وارد في زماننا !, ولاحق الأيام سييبرهن لنا أي السيناريوهات اقرب للحقيقة لانه لاقطعية في السياسة حول حقائقها .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را