الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد خالد و اخوان عامه

محمود ابوحديد

2015 / 7 / 24
أوراق كتبت في وعن السجن


تدور احداث هذا المقال بسجن الاسكندرية. و الحق ان تجربة سجني هذة قد اثرت و غيرت في كثيرا، بالذات انه طالت فترة احتجازي، لكني ما زلت متمتعا بذاكرة قوية تمكني من سرد احداث و وقائع الثورة المصرية التي عاصرتها. و بينما تدور احداث هذا المقال مع المعتقلين السياسين الاسلاميين، اقضي عقوبتي مع المسجونين الجنائيين و ليس السياسين. بينما تدور احداث هذا المقال مع معتقلين الأخوان المسلمين, فإني اتحدي اي منهم ان يضحد الأحداث التي سأذكرها في هذا المقال او حتي يتمتع بشجاعة الرد علي و بالذات الأخواني الذي يحمل هذا المقال اسمه.
محمد خالد او عمرو خالد، فقد تردد في ذكر اسمه. طالب بكلية اداب منتمي للأخوان المسلمين و معتقل حالي بسجن الحضرة، ردد العديد من الاكاذيب خلال لقائي بهم في صالة انتظار المسجونين للزيارة، و يشرح هذا المقال تفاصيل هذا اللقاء. ان جازت الكلمة فليس من المعتاد ان يجمع الجنائيين مع السياسين في زيارة!!
في جامعة اسكندرية، كان النشاط الأساسي لنا نحن الاشتراكين الثوريين طوال سنوات الثورة المصرية هو "حلقات النقاش" بما تشمله من توزيع لجريدتنا و بياناتنا و معارض و لوحات عن الثورة و احداثها، و يمكن ان اصف ما حدث بصالة انتظار الزيارة بانه حلقة نقاش جمعت المسجونين تماما كما كانت حلقات نقاشنا في الجامعة و الشوارع تجمع المواطنين ليسمعوا عن الثورة التي يطمحوا لفهم سيرورتها و تطورتها. دارت نقاشات الحلقة بشكل أساسي -قبل ان ينضم اليها المدعو محمد خالد- بيني و بين اثنين من طلبة الاخوان اعرفهم من خارج السجن. وكنت اشرح ان إتباع سياسة خاطئة له عواقب و غرامات عملاقة سيدفعها كل من دعم الحكومة او ضباطها و عليهم ان يدفعوا ثمن اخطائهم السياسية 1-بنفس راضية 2- باعتراف بخطأ سياستهم 3- و الاهم، باحثين عن السياسة الثورية الصحيحة التي يجدر ان يتبنوها في الامتحانات الثورية التالية.
شرحت ان القادة لن يدفعوا الثمن كما سيدفعه مناضلين القاعدة من الاخوان المسلمين فالقادة لن يركبوا 60 شخصا في عربة الترحيلات من و الي السجن، القادة لن ينتظروا هم و اقاربهم ساعات في الشمس لحين بدء الزيارة و الاهم: القادة غير مهددين بطش السجن "التأديب و العقاب". و ذكرت مطابقة بين ثورة المانيا 1918 و بين الأخوان المسلمين و ايضا بين ثورة اليمن 2011. ثورة المانيا 1918 اتت بحزب الاشتراكين الديموقراطين للسلطة و نفذوا نفس سياسات مرسي التي تتطابق مع نفس سياسات رئيس اليمن عبدربه منصور، "الحفاظ علي مؤسسات القمع (البوليس-القضاء-الجيش) بنفس قادتها الذين اندلعت عليهم الثورة و تكريمهم في اغلب الاحيان، رفض و منع تطبيق الجماهير لمطالب الثورة (التطهير و حق الانتخاب و العزل للمسئولين)، مصادرة المصانع من رجال الاعمال و اعادة توزيع الثورة و الاجور في المجتمع..الخ من مطالب". و بعد 20 سنة او اقل من حكم الاشتراكين الديموقراطين الالمان و قمعهم للثورة و جماهير 1918 صعد هتلر للسلطة علي رؤسهم و وضع القيود بيد القادة الحزبين قبل ان يقتلهم لكن المعارضين ومناضلين القاعدة للحزب تلقوا الرصاص دون القيود. مناضلين القاعدة الذين رأوا قادة حزبهم يسحقوا طوال 20 عاما، مطالب الثورة و اضرابات العمال بدبابات الجيش و هم يكرمون قادته و وقفوا يدافعوا عن قادتهم و يدعموا حكومة حزبهم، مناضلين القاعدة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني سحقتهم الديكتاتورية العسكرية الفاشية و لم يجدوا مدافعا واحدا عنهم من الشعب الالماني. و اليوم فأن شباب و محرضين الاخوان المسلمين الذين سكتوا و برروا سياسات مرسي الخيانية - في تكريم الضباط بدلا من محاكمتهم و الابقاء علي الوزراء و الضباط المضادين للثورة المصرية- عليهم ان يقفوا ضد قادتهم و السياسات التي مارسوها طوال السنة التي حكموها من 2012 الي 2013 و الا سيكونوا تماما كشباب الاشتراكي الديمقراطي الالماني الذين رأوا تفسخ الحزب و سياساته و مبأدئه امام اعينهم و وقفوا مدافعين عن فضائح حزبهم حتي احرقهم هتلر مع الشعب الالماني. علي قواعد الاخوان ان يراجعوا فضائح حزبهم و يعزلوا قادتهم و يتبنوا سياسات ثورية بدلا من سياسات دعم الرأسمال التي يعلنها حزبهم. و اشرت الي كتابي الدولة و الثورة لفليدمير لينين و الثورة الدائمة لليون تروتسكي عندما سألوا عن بدائل سياستهم و ما اقصده الاجراءات الثورية التي يفترض ان تنفذها الحكومات الثورية.
الحل فقط في الحكومة العمالية الخالية و المعادية لرجال الاعمال و عليكم القراءة لماركس لفهم كيفية الانتصار في حركة التحرر الانساني التي تمتد لاكثر من 500 عام من الان و ما زال العبيد مهزومين و الطواغيت مالكين العبيد تتوالي انتصارتهم . هنا انضم الاخواني محمد خالد و بدأ في ترديد جمل: نحن شرفاء و ابدا لم ندعم الضباط و الحكومة نحن الاخوان المسلمين، و رفض تذكر خطابات مرسي عن الضباط و وقوف قواعد الاخوان مع البوليس لفض مظاهرات الاتحادية و الاضرابات العمالية التي وقفوا يحاربوها بدعوي تعطيل الاقتصاد..الخ.
كما شرح اننا نحن الاشتراكين الثورين كنا نسعي لمشاركتهم المظاهرات المعادية للسيسي بعد 30 يونيو 2013 في جامعة الاسكندرية، كما شرح اننا وقفنا داعين للضباط و الجيش و للسيسي ثم اعلن الشعار الذي يبرر به فضائحهم امام نفسه: الجميع اخطأ، كل الاحزاب اخطئت!! هكذا اعلن بعد ان شرح ان الاخوان ابدا لم يدعموا الضباط!!
اشك ان يرد محمد خالد علي هذا المقال رغم إخطاري له بالكتابة لكن لن يجد ابدا بيانا واحدا لنا نحن الاشتراكين الثورين يدعم ضباط البوليس و الجيش بينما تمتلأ بياناتهم قبل 30 يونيو 2013 بعبارات التأييد لضباط البوليس و الجيش. صحيح ان جميع الاحزاب السياسية المصرية وقفت وراء متاريس الثورة المضادة لكنني اتحدث عن الاشتراكين الثورين، نحن نستند الي الصراع الطبقي دليلا لمواقفنا بينما الاحزاب الديمقراطية و الليبرالية و العسكرية و بكلمة واحدة جميع الاحزاب الجمهورية لا تستند لأي خطة سياسية ممكن ان تتنتصر للثورات الشعبية ببساطة لان النظام الجمهوري هو نظام معاداة المواطنين و تنظيم قمعهم لصالح الرأسمال الذي يتحكم في كل المصانع و المعامل و الصحف و المدارس و الجامعات ..الخ. كل الاحزاب التي تدعم النظام الراسمالي و حرية السوق حرية ان يشتري الرأسمالي قوة عمل المواطنين تفهم معاداتنا نحن الاشتراكيون الثوريون لضباط و رجال الاعمال. الموت لهم بقوة الانتفاضة المنتصرة.
ان جميع الاحزاب السياسية الداعمة للنظام الجمهوري تسعي لقيادة الحكومة عبر ما يسمي " التداول السلمي للسلطة" بينما الاشتراكين الثورين حول العالم يكافحوا و يناضلوا لاستلام عبر الاستيلاء علي السلطة، الاستيلاء الثوري عبر الانتفاضة الشعبية، هكذا فقط سنضمن الخلاص من ضباط البوليس و رجال الاعمال بشكل نهائي عبر دفع انتفاضة الجماهير للانتصار بكامل صداها. سنطارد السياسين العملاء لنفضحهم. الموت للأحزاب المدافعة عن النظام الجمهوري و الجماهير ستتبعنا.
. كل الاحزاب الداعمة للنظام الرأسمالي لابد ان تقف ضد الثورة في مرحلة من مراحلها و هذا ما حدث في الثورة المصرية كما جميع الثورات. لكننا نحن الاشتراكين الثوريين ابدا لم ندعم اي من جلادين الثورة المضادة " الرؤساء و الوزراء و الضباط" ببساطة لاننا نعادي النظام الجمهوري لصالح الحكومة و السلطة العمالية الثورية لصالح جمهورية المجالس الثورية المنتخبة من مؤسسات الوطن. فليئت محمد خالد او اي من الاخوان ببيان واحد للاشتراكين الثورين يدعم اي حكومة او ضابط مصري، و طبعا لن يجدوا اي دليل علي ادعاء: لقد اخطأ الاشتراكين الثوريين و دعوا الضباط في البوليس و الجيش و القضاء.
اما قصة سعي الاشتراكين الثوريين في الاسكندرية لمشاكسة الاخوان و مسيراتهم المعادية للسيسي، يمكن شرح ملابسات هذة المشاكسة في مجموعة من النقاط: 1- لقد سعينا دوما لتوحيد الحركة الثورية علي شعار ضد السيسي ضد الاخوان النصر للثورة، و كل محاولتنا لتوحيد الحركة الثورية بالجامعة تحت شكل علني قدر المستطاع بحيث نزلنا كل المظاهرات و الفعاليات المضادة للحكومة العسكرية لنخطب وسطها عن عمالة جميع القادة و الحكومات السياسية "سيسي-مرسي-مبارك".
2- لن يستطيع اي اخواني ان يعلن محضر اجتماع واحد موقع مننا نحن الاشتراكين الثورين بالاسكندرية، و منهم هم اعضاء الاخوان المسلمين. ابدا لم نتفق مع دعايتهم و ابدا لم نشاركهم التحريض و دائما ما كان لنا بياناتنا و دعاوينا الخاصة.
3- و الاهم، نحن لم ندعوا المظاهرات بقدر دعوتنا لتبني خطة ثورية عن كيفية الإطاحة بحكومات الفساد. دائما ما شرحنا: ماذا بعد المظاهرات؟، ماذا بعد اسقاط الحكومة؟، كيف تنتصر الثورة؟، ما شكل و سياسات الحكومة الثورية الحقيقية؟. لكي تكون ثوريا يجب ان تحمل الاجابة عن هذة الاسئلة و ليس الهتاف و قيادة الاشتباكات بصدور عارية امام الضباط المسلحين كما يفعل الاخوان و يظنوا انهم ثوريين.
تعالت اصواتنا بينما اشرح هذة النقاط و محمد خالد يقاطعني : نعم نحن دعمنا مرسي و كرمنا الضباط في البوليس و القضاء و الجيش ماذا ستفعل انت؟. ان ارتفاع الصوت يعد جريمة بسجن الاسكندرية تستحق -في نظر ضباط المباحث- السجن الانفرادي بعد الضرب المبرح. و بدأ المسجونين -جنائيين و سياسين- يطالبونا بالهدوء قبل ان نلفت نظر سجانينا. و هكذا بالظبط فأن سلطة انهاء النقاش تماما كما السلطة الفعلية في مجتمعنا بيد ضباط البوليس و الجيش.بصفتهم الرجال المسلحين بالمجتمع. و هؤلاء بالذات من نكن لهم نحن الاشتراكين الثوريين العداوة و كل من يعرفني بالسجن.


الشفاء للمصابيين والمجد للشهداء والحرية للمعتقلين والنصر للثورة.
الثورات تظل دائمة.
تسقط حكومة رجال الأعمال.
الموت للبوليس والقضاء والجيش.
لا حل سوى الثورة الإشتراكية والحكومة العمالية لإنتصار الثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط