الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(7-12)

ماجد الشمري

2015 / 8 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


"استطاعت الجماعة الحاكمة ان تغدو اوليغارشية لاتتزحزح ولايمكن قلبها،وان تحل محل الطبقة والحزب،وذلك بفضل اساليب تحطيم المعنويات،وقلب المفكرين الشيوعيين الى آلات،وقتل الارادة الشخصية والكرامة الانسانية"..
-راكوفسكي-



اعتبر ستالين شعار بوخارين:"اغتنوا"الذي رفعه ووجهه الى الفلاحين.ماهو الا تعبير عن جوهر تفكير صاحبه"الكولاكي"!وان من طرحه ل"جذب الكولاك الى الاشتراكية".هو في الحقيقة،ليس اكثر من "عدو للاشتراكية"!.اذا كان بوخارين في تصور ستالين:عدوا للاشتراكية!.
نقب ستالين في اوراقه وذاكرته-كتاجر مفلس يبحث عن ديون قديمة منسية!-لعله يجد مايدين به بوخارين،اي شيء:كلمات،مواقف،نصوص،اخطاء،كأدلة دامغة على انحراف بوخارين ومروقه!.بحث ستالين في تلك الذاكرة الزئبقية المعتمة،والتي كانت تؤرشف:الزلات،والمآخذ،والانحراف،والخروج على التابو الستاليني!.ووجد واحدة من تلك الادلة الجديدة التي توسم بوخارين بتهمة الخيانة!.ففي احدى الاجتماعات العامة للجنة المركزية-ومتى؟!-في عام1924!!.واثناء نقاش عن مشاكل الريف،حيث اقترح بوخارين-مفاجئا الجميع!-ب"استعمار"الريف!وطبعا كان قصد بوخارين من اقتراحه هذاسليما ومنطقيا،وهو ارسال30الف عامل من المدينة للعمل في الريف.ولكن غالبية اللجنة المركزية-ومن ضمنهم ستالين طبعا!-ان استعمال بوخارين لمفردة"استعمار"كان خطيئة كبيرة تستحق(الحرم)!فقد كان هذا الاصطلاح"استعمار"مشبوها بامبرياليته!.في حين كانت نية بوخارين وجوهر اقتراحه هو مساعدة الحليف الفلاحي من قبل العمال،اي مساعدة الريف بخبرات ومهارات عمال المدن.ولكن ستالين المتجاهل،او الجاهل،كان ماهرا في اصطياد التفاهات والسفاسف من كلام،ليحولها الى"هرطقات"و"جرائم"و"قضايا وتهم سياسية خطيرة"وبأثر رجعي على ماضي انقضى!.
كانت الضربة القاصمة لل"الانحراف البوخاريني"قد وجهت في اجتماعي اللجنة المركزية ولجنة المراقبة المركزية في نيسان(ابريل)وتشرين الثاني(نوفمبر)عام1929.كان اول سوط جلد به ستالين بوخارين هو ماقاله ستالين في خطابه ساخرا من بوخارين كمنظر،حيث قال:"انه كمنظر ليس ماركسيا تماما،والمنظر يحتاج لدروس"!.وانتقى ستالين مقتبسا من لينين عبارته التي وصف بها بوخارين قائلا:"يوجد شيء من السكولاستية"!واشار ستالين غامزا من قناة بوخارين قائلا بتهكم:"انه ليس من المستغرب ان:"المنظر السكولاستي"يأخذ دروسا من تروتسكي..وحاول في الماضي ان يشكل تكتلا تروتسكيا ضد لينين"!.-ملمحا بذلك الى لقاءات بوخارين لكامينيف!!.ومن المثير للسخرية،بل الرثاء ان يستخدم ستالين قولا للينين لايعرف معناه،ولا دلالته!.ويجعل منه دليل ادانه وتجريم،وحكم قاطع بعدم ماركسية بوخارين!-هل نقول(عدم ستالينية بوخارين)كتعبير ادق!-فاذا كان بوخارين(سكولاستيا)!فان ستالين يخلو من هذه الصفة ويفتقد للحد الادنى منها،وكماركسي ميكانيكي مبتذل!.
كان خطاب ستالين المذكور مفعما بالتندر والسخرية وكيل الاتهامات والتهجم غير المبرر ليس ضد بوخارين فحسب،بل شمل ايضا:ريكوف،وتومسكي!.وكانت حصيلة قرارات اجتماع اللجنة المركزية هو:تنحية بوخارين،وريكوف من منصبيهما مع احتفاظهما بعضوية المكتب السياسي.
وقد وزع قرار اللجنة المركزية على جميع المنظمات الحزبية،ونشر في الصحافة..
اثر ذلك بدأت حملة مطاردة واصطياد السحرة البوخارينيين"اليمينيين"!في كافة ارجاء البلاد!!.
في تشرين الثاني(نوفمبر)1929اعتمد الحزب قرار تأميم الاقتصاد الزراعي الذي امر به ستالين كأجراء فوري والزامي!.فقد كتب ستالين قائلا:"يأتي الفلاحون الى الكولخوزات،ليس ضمن مجموعات صغيرة كما في السابق،بل كقرى ومناطق ومقاطعات كاملة"!!.
وهذا طبعا بروباغندا رخيصة وفاضحة،فالامر جرى على العكس من ذلك تماما!.
كان بوخارين مصرا على رفضه"الندم"فتم طرده من المكتب السياسي في17/11/1929..ولكنه بعد اسبوع من ذلك وانصياعا للانضباط الحزبي،والحفاظ على وحدة الحزب-التي هي في الحقيقة مشيئة وارادة ستالين!-.اعلن بوخارين،وريكوف،وتومسكي"ندمهم"!في رسالة قصيرو الى اللجنة المركزية جاء فيها:"نعتبر انه من واجبنا ان نعترف انه في هذا الموضوع كان الحزب ولجنته المركزية على حق.واتضح لنا ان آرائنا خاطئة،معترفين،وسوف نناضل بحزم ضد كل الانحرافات عن الخط العام للحزب،وخاصة ضد الانحراف اليميني"!!.
-استسلم غاليلولقرار الكنيسة،ولكن الارض كانت تدور رغم ذلك!!-.
تضايق ستالين من تلك الرسالة،لانها تجاهلته-ومركب النقص هذا عانى منه ستالين كثيرا!-ولانهم لم يذكروه او يشيروا اليه،هو ستالين لاغيره معصوم من الخطأ ودائما على حق!.ولكن هذا لم يعد امرا مهما بعد الان ،فبوخارين يقترب حثيثا من المقصلة فكل اوراقه احترقت!.وستالين اضمر قراره الدموي وحسم الامر.
قلائل جدا من ادركوا ان هزيمة بوخارين هي الوقت نفسه هزيمة للخط المعتدل والتوفيقي داخل الحزب،كما كانت هزيمة تروتسكي وزينوفييف هي ايضا هزيمة للمعارضة اليسارية العمالية والاكثر راديكالية في الحزب.وكانت ايضا هزيمة للنيب(السياسة الاقتصادية الجديدة)التي وضع لها لينين،مدى زمني طويل الامد،ولكن ستالين اختصرها بحماقة والغاها بقرار ارادوي بيروقراطي قصير النظر!.وكانت ايضا هزيمة لاخر ماتبقى من هامش لتعددية الافكار والرؤى وتقبل المختلف ومقارعته بالحجة لابالمسدس!
اما اراء من هم خارج الحزب،وخصومه فقد كانت اكثر عمقا ونبوئية وصواب،فقد نشرت"الاخبار الاشتراكية"في عددها الثامن عام1931-وهي نشرة كان يصدرها مارتوف في الخارج-مقال يحلل نتائج السياسة الاقتصادية الجديدة جاء فيها:"ان ستالين يفعل المستحيل كي"يقتل حلم عودة السياسة الاقتصادية الجديدة،وحلم التطور".الامين العام-كما جاء في المقال-حاول مرارا ان يتخلص من الشيوعيين اليمينيين،ولاسباب داخلية مختلفة لم يقض نهائيا-حتى الان-على ريكوف،وتومسكي وبوخارين.لم تنتهي بعد عمليا ازاحتهم كليا من الحزب.ومؤيدو"السياسة الاقتصادية الجديدة"الذين يتعاطفون مع مطالب الفلاحين(رغم انهم غير قادرين على دحر الديكتاتورية)نحوامن مناصبهم،ولكنهم لم يعلنوا اعداءا للشعب بعد،وهذا لن يدوم طويلا"!.وفعلا لم يدم ذلك طويلا!!.فالتحضير للمجزرة كان يعد لها خلف الستار!!!..
..................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي