الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعذيب الساعدي القذافي، على طريقة الربيع العربي.

ناصر ثابت

2015 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


منذ اليوم الأول لم أكن معجبا بالربيع العربي ولا بفكرته.
ليس لأنني لا أعترف بحق الشعب في تغيير حاكمه، فهذه مفروغ منها مهما كان هذا الحاكم صالحا أو طالحا، ولكن لأن شعوبنا العربية مارست هذا الربيع تحت قاعدة أننا شعوب ماشاء الله عنا، ملائكة نمشي على الأرض، وأن المشكلة الصغنونة الوحيدة التي تعترض طريقنا هي حكامنا، مع شوية مؤامرات ضدنا من الغرب والصهيونية العالمية وحكام الواق واق، والامم المتحدة وبروتوكولات حكماء صهيون، الى آخر القائمة.
نحن لسنا كذلك أبدا، بل نحن شعوب متخلفة وبعيدة عن الواقع التاريخي والعالمي الحالي. نعيش في ماض سحيق، ولم نتجاوز العصور الوسطى في أحسن حالاتنا. نتباهى بما تخلصت الشعوب الأخرى من سطوته، ونمارس حياتنا بعيداً عن المواطنة واحترام القانون، والنظام.
أقول هذا الكلام بمناسة الفيديو المعروض لحفلات التعذيب التي تعرض لها الساعدي القذافي وهو في سجون الثوار، بالإضافة إلى إجباره على الظهور على التلفاز والحديث عن المعاملة الطيبة التي تعرض لها، والاعتراف بجرائم لم يقترفها.
كل هذا يظهر في عصر عربي عجيب غريب نعيشه، تظهر فيه داعش وأخواتها، ويُقتل فيه البشر بلا رحمة، وتتصارع فيه الأفكار بدموية وقسوة، وبلا ضمير ولا حتى انتماء إلى الإنسانية.
كنت تحدثت قبل بضعة أعوام مع أحد الأصدقاء الليبيين المناصرين للثورة الليبية، بعد ظهور الفيديوهات التي عرضت على الإنترنت للطريقة البشعة والشريرة التي تم بواسطتها قتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وكان هذا الصديق طبعا منتشيا، ويعيش حلاوة الانتصار، والزهو والفخر بهذه المشاهد، على أساس أن القذافي نال ما يستحق لأنه ارتكب الجرائم بحق الشعب الليبي.
قلت لصديقي، لا تكن مثل القذافي الذي تدعي أنك ثرت عليه. إن كان هو ديكتاتورا متعسفا، وهو كذلك، وكان مجرما وقاتلا وظالما، فلماذا تكون أنت مثله؟ ولماذا لا تتصرف بأخلاق تختلف عن الأخلاق والتصرفات التي ثرت عليها؟ إن كان هو ظالما فكن أنت عادلا، وإن كان هو متعسفا فكن أنت منصفا، وإن كان هو مجرما لا يتبع قانونا ولا شرعة فكن أنت مثالا للقانون ولاحترام حقوق الانسان، ولمعاملة الآخرين بطريقة إنسانية مهما كانوا مخطئين.
وما يعزز نظريتي حول التشابه والتطابق بين الشعوب العربية وحكامها، أن هذا الصديق الثوري غضب من انتقادي لها، وكاد أن يحول ألفاظه إلى المستويات الدنيا من الكلام، ما اضطرني إلى إنهاء الحوار حالا وأنا أتمتم في سري: مافيش فايدة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا