الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين طفولتين ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 8 / 3
سيرة ذاتية


بين طفولتين ..
بداية أودُ الإدلاء بإعتراف صغير يتعلق بموضوع المقال ، وهو بأنني كنتُ قد كتبتُ سابقا مقالا يحمل نفس العنوان ، أجريتُ فيه مقارنة بين طفولة أبي وطفولة إبني، نشرته في الصحافة الورقية المحلية . ورغم أن كلاهما قد "عاشا" في قرنٍ واحد ، فليس الواحد كالآخر .
فبينما كانت طفولة أبي ، طفولة دامسة يلفها الظلام ، حتى بلوغه الستين أو ما بعدها بقليل ، حينما دخلت الكهرباء الى حياتنا ، كانت طفولة إبني طفولة تكنولوجية بإمتياز .. محوسبة بجدارة و"مكهربة "بكل ما في الكلمة من معنى .
لو أمتد العمر بأبي "لتعامل " مع السكايب ، واتس –أب والفايبر ، كتعامله مع رجز من عمل الشيطان الرجيم ، لكنني ورغم معرفتي بالمباديء الاساسية استعين وأتصل بإبني (الخبير )كلما واجهتني صعوبة مع "حاسوبي " أو أرجو صغيرتي أن تدلني على طريقة كتابة رسالة في الواتس – اب . لقد "تغيرت " الأدوار في العائلة ، فبعد أن كان الكبير هو صاحب "المعرفة " ، أصبح الصغير مالكها ..!!
عالم صغير ، لكنه أصغر في عالم الأطفال ايضا .
طفولتي التي كانت "ورقية " ، وكان الورق ثمينا ونادرا حينها ، لقصر ذات اليد ، كانت طفولة اتسمت بالحرص على الدفتر وقلم الرصاص ، كالحرص على بؤبؤ العين .
طفولة أبنائي غنية بالمثيرات الحسية والمحفزات على التفكير( وبالورق والتكنولوجيا ) ، لكنها بدأت تفتقد للتواصل الإنساني البسيط .
طفولتي كانت "مسطحة " ورتيبة لذلك كان كل تغيير بسيط فيها يحظى بردة فعل شعورية طاغية ، فرح عظيم ، حين الحصول على حذاء جديد ، أو عندما كنتُ أقضي أياما من العطلة الصيفية لدى خالتي هذه (في مخيم لاجئين) ، أو لدى عمتي تلك ، في قرية من قرى "العصور الوسطى " ..!!
حرية الحركة ، بل أقول الإفراط في الحركة ، هو ما ميز طفولة ابنائي ، فمن السيارة والى السيارة "تعودون" ، لا بل أقول الطيارة . أما أنا فعندما ركبتُ الطيارة لأول مرة، وكنت حينها شابا ناضجا ، خرج في وداعي باصان ممتلئان بالمودعين ..
طفولتي كانت فيها مساحة صغيرة فارغة ، قضيتها كما شئت أو كما تيسر ، لكن طفولة ابنائي مثقلة بالمهام!! مهامٌ جذبتهم فاستعبدتهم .... فالحاسوب يُطالب بحصة الأسد من حياة الصغار ، وربما الكبار ...
لكن ما مناسبة هذا الحديث ؟؟ لكي أُجري مقارنات بيني وبين أبنائي وأقوم ب"تلخيص " لحياتي الماضية..!!
غدا سأُتم الستين من عمري ، والذي أحسبه مرَّ مرور السحاب ، فكيف سيكون شعور أبنائي عند بلوغهم الستين يا ترى ؟؟ بل كيف ستكون طفولتهم مقارنة بطفولة أبنائهم ؟؟
ومع ذلك ، كنتُ وأبناء جيلي من المحظوظين ، لأننا عاصرنا فترتين متناقضتين ومختلفتين جوهريا ، اللهم إلّا القضية الفلسطينية فهي تراوح في مكانها ولا تتأثر بالتغييرات العاصفة التي تمر بها البشرية ..
وشكرا سلفا لكل من قال في سره أو في العلن ، عيد ميلاد سعيد ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 8 / 3 - 20:55 )
محبـــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــلام
عمرا مديدا مع امنيات بتام العافية
لكم و للعائلة الكريمة تحياتنا و تمنياتنا للجميع بالسلامة

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=312522


2 - مثلك يستحق الحياة
.ماجدة منصور ( 2015 / 8 / 4 - 03:36 )
.هابي بيرث داي...مع أنك تولد دائما في كل مقالة ممتعة نقرأها لك0
أتمنى لك عمرا مديدا فمثلك يستحق الحياة فعلا0
احترامي


3 - الزميل الغالي عبد الرضا
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 8 / 4 - 07:18 )
صباح الخير
شكرا على التمنيات وعلى القصيدة
مودتي الخالصة


4 - العزيزة ماجدة منصور
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 8 / 4 - 07:19 )
صباحك سكر
على هذه الكلمات التي هي احلى من العسل
شكرا ومع مشاعر المودة


5 - كل سنة وانت طيب
امال طعمه ( 2015 / 8 / 4 - 08:17 )
عيد ميلاد سعيد...
وعمرا مديد
ومبروك على الصورة ..اخيرا
منور
مش بس فكرة التكنولوجيا بل ايضا طريقة التعامل مع الاشياء اولادنا اليوم يريدون المزيد دائما ولايقنعون
بالاحرى لاتجد تلك الفرحة على وجوههم -وان وجدت فسرعان ما تزول- ان اهديتهم شيئا ثمينا مثلا او كانوا يرغبونه يعني شو ما عملت مقصر معهم هههههههههه

عندما يتحدث ابي عن ايام زمان اشعر ببساطتها ولكن ايضا كانت صعبة حقا ...لكن ربما ليس هنالك ضغوطات نفسية مثل اليوم يكفي انه لم يكن هنالك مثل داعش هههههههه
اتمنى لك كل الخير والسعادة والرضا لك ولعائلتك..


6 - كل عام و أنت بخير قاسم!!!!
نضال الربضي ( 2015 / 8 / 4 - 09:17 )
قاسم العزيز الطيب! أجود ُ الأمنيات القلبية بستين هادئة تتبعها أربعون َ هانئة بهمة و نشاط و عقل ٍ مستنير ٍ جميل كما عهدناك، مع عائلتك َ الغالية و أصدقائك َ و محبيك َ!كاسك مان!


تحياتي المشوقة للأعزاء:
عبد الرضا حمد جاسم
ماجدة منصور
و العائدة بإشراق: آمال طعمة

كل الحب للجميع!


7 - العزيز قاسم
عتريس المدح ( 2015 / 8 / 4 - 12:59 )
ذكرى عيد ميلاد سعيد ، متمنيا لك دوام الصحة والعافية بين أهلك وابنائك ومحبيك، وقد ضيقت من هامش الفرق التكنولوجي بينك وبين شباب اليوم خصوصا وانك مازلت شابا
تحياتي عزيزي ودام قلمك وغزير كتاباتك


8 - العزيزة امال طعمة المحترمة
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 8 / 4 - 16:53 )
شكرا للطفك وللطف كلماتك
عالمنا يحلق عاليا ونحن ننحدر الى الأعماق
خالص مودتي


9 - العزيز نضال الربضي سلامات وتشكرات
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 8 / 4 - 16:54 )
صحتك مع كاس من البيرة -منزوعة - الكحول .
شكرا عزيزي على الامنيات والكلمات اللطيفة
تحياتي


10 - الغالي عتريس تحيات
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 8 / 4 - 16:56 )
شكرا على الامنيات
والله يجبر بخاطرك جبرت بخاطري
مودتي


11 - قاسم محاجنة.. لك
جملة مفيدة ( 2015 / 8 / 21 - 17:47 )
ليه ما قلت من الأول-بعد 18 يوم

Happy BirthDay to you!

و بصراحة موضوع الكمبيوتر و أنا شابة عشرينية مش دقة قديمة خالص فعلا بكرهه الا من ناحية تفريغ الافكار- كتابه- بس الانترنت صار يخليني و بحالة خاصة محبطة
في العالم العربي- نتغير ببطء السلحفاة و الإنترنت سريع في توارد الأخبار و تناقل الافكار.. أليس كذلك؟

انسحبت من عالم الانترنت قليلا كي لا أعتمد عليه فحسب من أجل التواصل الإنساني

و هناك أمور أخرى تتعلق بما يسمى my own inceptions

بطلت اعرف أتعامل معاهم- و حبيت أرجع للطبيعة- ما في فريندز أو تواصل بشري واقعي- ما في فريندز اونلاين بس مش مقطوعة من شجرة...

بكيف حالي كل واحد على قده


12 - جملة مفيدة جداً
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 8 / 21 - 17:53 )
تحياتي لك عزيزتي جملة مفيدة
وشكرا على الامنيات بعيد ميلاد سعيد
وعالم الانترنت محيط عظيم ، تجدين فيه كل شيء
لكن ليس افضل من التواصل الإنساني .
شكرا مرة أخرى

اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية