الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذي باع القضية الفلسطينية ؟

عايد سعيد السراج

2015 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



القضية الفلسطينية , هي إحدى أهم القضايا الجوهرية منذ الاحتلال الى الآن وستبقى , وهي قضية ملأت الدنيا وشغلت الناس , بل هي الآن كما في الماضي , محور أي سياسة في منطقة الشرق الأوسط , وتداعياتها تحس بها وتتأثر جميع القارات في العالم , ولكن الأكثر حزناً وألماً للشعب الفلسطيني , وبقية الشعوب العربية , و الإسلامية التي تتأثر بها , أو التي جعلت سياستها مركّزة على القضية الفلسطينية, هي أن هذه القضية الجوهرية , تحولت من قضية شعب ووطن إلى قضية سياسية , إذ أصبح القاصي والداني يتحدث بها , ويذكرها إما عرضاً أو لماماً , وبما أن السياسة هي مصالح , فإن الكثيرين حولوا القضية الفلسطينية إلى قضية مصلحية , فإذا كانت هذه المصلحة أي السياسة توافق مصالحهم كانوا معها , وإذا كانت تعارض جنحوا إلى المراهنة والرياء, فلا بأس من ذكر فلسطين والعروبة , والنضال القومي الخ , أما البعض الآخر فقد فهم اللعبة تماماً وعرف مدى أهمية هذه القضية , عند الشعوب العربية , أو الإسلامية بشكل عام , وبدأ يظهر لهذه الشعوب أنّ جوهر سياسته هي القضية الفلسطينية , لاعباً على أهم وأخطر وتر عند هؤلاء الناس , وبذا يكون أيضاً جَانَبَ الحقيقة , وكذلك ساهم في موتها الرحيم, فالسياسات إذن لهؤلاء جميعاً تحاول أن تظهر أن القضية الفلسطينية هي حجر الزاوية في سياساتهم ومواقفهم ، هذا كان قديماً عند الشيوعيين , وكذلك الأحزاب اليسارية , واليمين بأشكاله المختلفة المتطرفة , أو الكامنة , أو التي تلهج بذكرها في الجوامع منفوخة الأوداج وتبسمل , وبعد ذلك يذهب كل ٌ إلى سوقه , ليسوِّق , مصالحه كما سوّق
بالعواطف الرخيصة القضية الفلسطينية , ويظل جوهر القضية ( هم الفلسطينيون) , أصحاب الشأن والمأساة , بآن , والمضحوك عليهم من الجميع , رغم التضحيات الهائلة التي قدمها هذا الشعب العظيم , الذي واجه ولا زال ومنذ البدء الرصاص بصدر مفتوح , ورخّصَ الدم والولد من أجل ذلك , وتفنن بكل أشكال العذابات ليصل إلى أي جزء من قضيته , ولكن دون جدوى وبلا أمل , لأنه ظلّ اللاعب الوحيد الخاسر بكل أطيافه وأنتماءاته والمضحوك عليه أبداً , لماذا؟ لأن الجميع بما في ذلك القسم الأعظم من الساسة بمن فيهم ( الفلسطينيون ), لم يفهموا أن هذه المسألة الخطيرة هي مسألة شعب / أي دم وروح وجغرافيا وانتماء , أنما فهموها قضية سياسية, أو تسيسوا مع المتسيسين , وتصالحوا مع المتصالحين , وتعاركوا مع المتعاركين وتعادوا مع المتعادين, إلى أن أضحت العائلة الواحدة , متعادية وتحمل السلاح بوجه بعضها البعض, وهذا ما جرى منذ بدء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي , أي منذ نشوء المنظمات الفلسطينية , والتي كل منها تتبنى سياسة حزب ٍ ما , أو دولة ما تدعم هذا التيار , أو هذا الفصيل , لذا كان ولا يزال بعض - الشعب الفلسطيني , متطرفاً مع المتطرفين , ومهادناً مع المهادنين, وموضوعياً مع الموضوعيين , ولكنه إلى الآن لم يكن يوماً فلسطينياً خالصاً , و الجميع أخذوا من القضية الفلسطينية بعض أطرافها , هذه الأطراف التي بعثروها على مساحة العالم العربي والعالم , وكأنّ القضية الفلسطينية كانت أكبر من الجميع , إذ أنها كانت ولا زالت أكبر من العواطف والدموع , وتموت قبلها الرغبات والنوايا الحسنة لأنها قضية شعب , شردوه في كل أنحاء العالم , ولكنه ظل أسير قضيته , على الرغم من أنه بشكل ما , لم يستطع على الأقل إلى الآن من القبض على بوصلة القضية , ومعرفة توجيهها – كما أراد الشاعر – مظفر النواب – وشهداء جوهر وروح القضية الفلسطينية – غسلن كنفاني – ناجي العلي – وكل الذين كبَـِروا عن الانتماء ضيق الأفق , وتماهوا مع قضيتهم الفلسطينية , وهم أكثر من أن يُعَدّوا , وربما على رأس هؤلاء جميعاً هم أطفال فلسطين , الذين ذهبوا شهداء على مذابح القضية المقدسة, ولم تستطع السياسات بانتماءاتها الداعمة من تكريمهم , لأنهم هم الكرامات, أما هؤلاء الساسة الجدد الذين يصرون على ذبح القضية الفلسطينية بسياساتهم المتهورة , أو تصدير أزماتهم الداخلية , على شماعة القضية الفلسطينية , فهم لن يزيدوا المسألة إلا أَوَاراً , إذ يصبون الزيت على النار , على الجثة الفلسطينية التي يتنعمون بخيراتها , ولا يهمهم من ذلك سوى ذر رماد جثتها في العيون , فهل أسياد الجهل والتخلف , والهمجية , والعودة بالمفاهيم إلى القرون الوسطى , واستخدام الولاءات إلى المنتَظر المجهول , قادرون على أكثر من دق آخر مسمار في نعش القضية الفلسطينية , حتى لو كان ذلك على حساب حرق المنطقة , وذلك تماماً كما يريد النهج الصهيوني , ويظل السؤال الجوهري هل الذين يتقاتلون بسيوف ملائكة الوهم وأجندة الشر, والتعصب الأعمى , لأجندة الرب المجهول والسياسي الخاذل والمخذول, هي التي تحرر أرض فلسطين, وتعيد الأرض إلى أصحابها , والمقدسات إلى طلابها , أم أنّ هذا الوهم المستشري , لا يريد أكثر من اللعب على ضعف الفارس الفلسطيني , الذي ظلمه الأهل, وبَرقَعَهُ الرومُ بِبُرْدةٍ مسمومةٍ , فلم تعدْ له سوى آلام قروح هذا الجسد المتهالك , الذي أصبح يباع في مزاد السياسات الرخيصة , والطوائف البغيضة
* لله درك أيها العظيم – ناجي العلي – كنت القابض على جوهر القضية لذى أدار- حنظلة – ظهره لهم جميعاً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان