الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يصفق العراقيون بيد واحدة .

ناهده محمد علي

2015 / 8 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يتساءل دائماً المثقفون العراقيون وحتى العرب منهم لمَ لم يستطع السياسيون العراقيون أن يتفقوا جميعاً على الصح وإتفقوا جميعاً على الخطأ ذاته ، فهم يسيرون بصف واحد نحو الكرسي ومتى ما وصلوا إليه تفرقوا كصفوف النمل التي تنحدر سريعاً نحو ثقوبها ناشطة بجمع ذخيرتها الخاصة بها . لكل عراقيي الأرض ترن كلمة الديمقراطية في كل خطاب سياسي وفي شعار كل حزب وفي تسمية معظم الأحزاب ، ولا نجدأي تطبيق حرفي أو معنوي لمعنى هذه الكلمة والتي فيها تتطور الشعوب وبدونها تنهار ، وبها تتقدم كل دول العالم ، منذ إنهار بسببها سجن الباستيل ، لكننا بها نتفرق وبها نختلف ، فها هم السياسيون يمسكون بشعارهم لكنهم يقولون من يخالفني هو ضدي ومن يحاورني هو نقيضي ومن يكشف أخطائي هو عدوي ومن يطالب بالتغيير السياسي أو الإجتماعي هو دكتاتوري . وعلى هذا الأساس تعددت أهداف السياسيين العراقيين وإختلفت نهاراً وتوحدت في ظلام الليل ، وعلى هذا الأساس أيضاً لم ينجزوا ولا هدف واحد وكل ما أراده الشعب البسيط هو الغذاء والدواء والماء ، ثم طمحوا فحلموا بالكهرباء خاصة في الصيف القائض ، وحينما طالبوا بالحد الأدنى لم يطمحوا أن تمتلئ ثلاجاتهم بأطعمة المنطقة الخضراء ، ولم يطمحوا أن يمتلكوا بيوتاً فاخرة كبيوت الوزراء ، ولم يطمحوا أيضاً أن يجدوا العلاج المجاني لأوجاعهم ، وكل ما أرادوه هو بيوتاً آمنة وباردة يهربون بها من لهيب الشمس . لكن الخُطب السياسية المشتعلة ظلت تلهب ظهورهم .
في كل دول العالم لا يستطيع أي رئيس وزراء أن يصمد ليومين متتاليين أمام أمواج المظاهرات الغاضبة ، وقد يسقط رئيس الوزراء لمطلب دافعي الضرائب أو لأجل توفير فرص عمل أكثر ، أما نحن العراقيون فلم نعد نحلم ، فالأحلام قد مُنعت في بلاد الأساطير السياسية ، وإلا لمَ لا يستطيع بلد يملك ثالث إحتياطي نفطي بالعالم أن يوفر التيار الكهربائي لكل فرد ولكل بيت ولكل كوخ ، ولمَ يظهر السياسيون العراقيون بشكل تهريجي مزيف أيام الإنتخابات ومن ثم ينتفخوا وينتفشوا كألنطيحة في صحراء العرب ، ومن ثم تنبعث من أجسادهم الروائح الكريهة . وقد يصفق إبن الشارع لهذا أو ذاك أملاً به ، ومن المضحك المبكي هنا أن هذا يذهب بسيارته الفارهة وحمايته إلى قصره وذاك يذهب بأحلامه الصيفية إلى كوخه وكل منهم يحلم على قدر حجمه ، وكل منهم يعتقد أنه يحلم بالأفضل ، فذاك يحلم بأرباح النفط وصعودها ونزولها وهذا يحلم بليلة باردة ينام فيها ولا يستيقظ أبداً .
من المعروف أن كل سياسي وقائد هو المربي الأكبر لشعبه لأنه يقع في بقعة الضوء ، ولذا تحول الكثير من العراقيين قبل حوالي عقدين من الزمن إلى لصوص وجزارين ، ثم تحول الكثير الآن إلى متسولين أو مرتشين وبقي الكثير وهم يعضون بأسنانهم على شرفهم ويحلمون فقط ، أما سياسيو العراق فقد جعلوا وبدهاء الدين وسيلة لكي لا يُناقشوا ثم وضعوا الحسين وسيلة لكي لا يُقتلوا ، ثم وضعوا أيضاً الإرهاب وسيلة لكي لا يُحاسبوا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم