الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاموضوعية سمة أعداء الحياة

عايد سعيد السراج

2015 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية




عندما حاولت إدراك محيطي انتابتني أسئلة كثيرة متداخلة ومتناقضة ، أسئلة ليس لها جواب وأخرى جوابها مثلوم أو مجزوء أو منكسر ، وأنا أتساءل وفي أحايين كثيرة أمسك بالجواب من عنقه فينفلت مني ، لماذا الذي يجري ؟ بل ما الذي يجري ؟ ما هذا الهوس بالسلطان ؟ ماهذا الهوس بالقتل ؟ هل هو قانون القطيع أم ماذا ؟ وهل النظريات الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية منها هي مجموعة من أكاذيب اخترعها بعض ممن تفهمنوا ؟ ، فأوحـت إليهم إن هذه النظريات هي مجاميع الخلاص التي اعتقدوا أنها مخلص البشرية أو الفئة أو الجماعة التي يريدون بها خيراً ( اقصد أصحاب النوايا الطيبة )
أم أنهم أرادوا الشرور بزعم منهم للخير ، او بزعم من أسيادهم أو الذين أوحوا إليهم هذه المسائل بفعل الأخلاق أو الإغراء أو المصلحة ، إذن لماذا تتحول النظريات الخيرة إلى شريرة هل لأن موتها فيها ، أم لأنها لم تكــــــن
تدرك كمية الخراب الذي في داخلها ؟ هل المصلحون والفلاسفة والمفكرون هم أشخاص نظروا وكتبوا الشعر الذي في دواخلهم ؟ أم أنهم كتبوا حقائق أرادوها أن تكون هكذا وصدقوا الذي قالوه ، فتحول إلى نظريات ومناهج تحولت
إلى قوانين كان لها أتباع ( وهذا ربما منه القوانين العلمية المجردة ) ، وهل المساكين الأتباع هم كانوا وسيبقون حطب النار التي توقد لتذكي المفاهيم والقنا عات التي تحملها النظريات دائماً أو أحياناً ؟
يا ترى أين يذهب هذا الإنسان المسكين المستسلم والراضي والمطمئن إلى هذا القطار الهائل الذي تحركه مفاهيم وأدمغة تغذيه بوقود الاقتصاد ويسيره ربابنة يتازعون بداخله على طريقة سيده الذي ربما يذهب بالجميع إلى الهاوية الجحيمية والشر المستطير ، هل هي لعنة أبدية وقودها الناس والحجارة ؟،
وهل الكائن البشري قـُـدَّ من خرافة لم يستطع عقله البسيط إلا أن يصدقها فراحت تغويه، أمّا جهلا" أو اساطير" أو عبودية وذلا" – وكأنه محكوم إلى أبدية الخرافة التي أصبح قادرأ على التوازن بدون تقديسها ،هل الأصنام أو النجوم أو السماء أو الكواكب الآفلة - أفلت لكي يجسدها بالإنسان الذي نعبد – اقصـد الآخر المجسد بالقوة و الرهبوت ؟
لماذا إذن لا نتحدث إلا عن الأخلاق والقيم والنبل والشهامة والفروسية والكرم والإيثار ، أليس لأننا نريد أن نكون كل هذا ؟ أليس الأديب أو المفكر أو الكاتب أو الشاعر ذو الصولجان الذي لا يأتي علـى جمهوره إلا وهو محلق على براق من المفاهيم أو القيم أو الكلمات لايجسد مفاهيمه وقيمـه ونظرياته ، ولكن احزن ما يحزنني هو أن دعاة الفكر المعاصر ،هم خارج العصرنة
إلاّ انني لا اعرف ماذا يعصرون هل يعصرون – خيبات شعوبهم أم خيبات قيمهم - أتصور انه آن الزمان لكي ننتقد انفسنا ونعيد حساباتنا من جديد إذا كنا فعلا ً لا نريد إن نخون شعوبنا – هذه الشعـوب الطيبة التي لا زالت تثق بنا ، خاصا ً إذا كنا كتابا ً واكادميين ومفكرين فلا غروَ أن نكون عربـا ً ومعاصرين ونستفيد من كل إشكال المعاصرة من أتمتة واتصالات وعلم فضاء وفكر وفلسفــة عند من سبقونا ونتمثل ذلك لكي نخلص خصوصيتنا ونتمدن من اجل إن نكون معاصرين
وتكون لنا معاصرتنا لا عصرنا ( من العصير ) وبعد إن تصبح لنا ذات معاصرة مستندة على أسس حضارية وثقافية ومعرفية ونقبل أللآخر شبيهنا في العصرنة وبعـــد ذلك تكون لنا هويتنا المعاصرة ، ونصبح عربا ً معاصرين لا عربا ً متقهقرين مرعوبين من كل شيء لأننا لا نملك مقومات الثقة بالذات عدائيين ومعادين لكل ما نراه سابقا لنا في العلم والمعرفة
(اقصد تكوين الأمة الوطنية ) هذا إذا حققت شروط مقوماتها أصلا ً ولا عيب إن لا نعرف بل العيب إننا لا نريد أن نعرف ، فلنتأمل إن امة ً ما بدلا ً من إن تملك كل مقومات استمرارها في البقاء الحضاري هذا إذا ما كانت تستطيع إن تكون منافسة فيه فأنها تبقى كما يقول المثل الشعبـي : (( دبكة حمادة )) أي تراوح في مكانها ، هذا إذا ما بدأت تنهار وتتفكك وتعود كما كانت قبائـلا ً متناحرة ً لا شعوبا ً متعارفة و متوالفة كما أوصى القران الكريم ،
فهذا الفكر التاريخي – اللمّام النمّام المتصالح مع الشيء ونقيضه – لم يعد تلك العباءة العروبية أو الاسلاموية السوداء التي كانت تغطي خصيان السوء وغلمان الخليفة – المتبجح بعدالة قطـــع الرؤوس وسبي الذين يشقون عصا الطاعة على ولي الأمر ، أو ولي النهي بالمعروف معروفهم والنهي نهيهم والمنكر منكرهم يوم لا ينقذ العاصيين لا ناكر ولا نكير
* أما ذاك المتعالي على جمهوره الحبيب (الكاتب او المفكر أو الشاعر الكبير جدا ً ) الذي لا يطل عليهم إلا من عورة السلطان ورنين المال , إذاً ماذا يريد كاتب كبير أو كبروه بحجم أوهامه وخرائط الوطـن المحزون ،أقول ما الذي يريد هذا حتى يكون أكثر صدقا ً وأخلاقاً مع جمهوره الذي أحبه والذي أينما جاب العواصم ترى جماهيره تفوق الإعداد التي تحضر ( حفلة لنجوى فؤاد في عز عنفوانها )
طبعا ً أنا لا أريد إن اسمي واحدا ً بعينه على الرغم من ان لدي مثلكم وقائع كثيرة على أدباء وشعراء ومفكرين كثر انزاحوا لإرضاء ( الملالي وبهلوانات السياسة والسلطان ) ومدعي الوطنيات الكاذبة التــي فصلوها على مقاسات مصالحهم وأرصدة بنوكهم ، ثم أليس هؤلاء الأدباء وسماسرة الدين والقيم والشرف هم ذواتهم الذين فرخوا ( صئبانا ً في هذا المحيط الرطب المظلم ) الذي يتلاءم معهـم
لماذا نحن الشعوب العربية والإسلامية نبقى خانعين مسالمين راضين بأسيادنا الجهلة الذين ينزون عقدا ًوفضيحة ، وتعصبا ً لأبناء جلدتهم الهمج ، فقط لأنهم تعودوا على شم روائح بعضهم ( ولا أريد قول غير ذلك - للأسف )


وتستمـر الترهات على العلوم الحديثة والانترنيت والفضاء والاختراعات -الخ
فبربكم يا أصدقائي هل بهذه العقلية المخجلة نستطيع إن نتعايش مع العالم ونُعصْرنه بالشكل الذي نريـد ؟ (وما ربكم بظلام للعبيد –قرآن كريم )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد