الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساحة التحرير...

جمال حكمت عبيد

2015 / 8 / 20
الادب والفن


على أبواب السنة الثالثة عشر من خراب بلادي، وفي كل يوم يمضي أبحث في اليوم التالي عن فجر يوقظني، ينتشلني من بين أكوام الحطام .. غبار الأتربة المتصاعدة في السماء يخنقني، وعتمة المستقبل تؤرقني، لا صورة تمرّ على نظري سوى صور الظلام .. ظلام الجهل وظلام الليل يلاحقاني حتى كادا أن يسلبا أفكاري، وضوء نهاري يسير بي نحو العدم ..سأعود الى بيتي مكتوف اليدين وأنام اني أحاول النوم.. اني أنام .. كلا اني لا أنام، إن غالبني النوم رأيت صوراً تُنعش أفكاري، وأعود الى سالف مخيلتي وأحلامي ، وإن لم أنم يصرخ في داخلي ضميري، يحاسبني لِما هذا السكوت هل هو جُبْناً وخِذلاناً؟؟ وأعود مرة أخرى أبحث في خيبة أملي وأحزن ثم أنام .. ما زلتُ في نومي العميق أتذَكَر تلك الصور المرسومة في مخيلتي تُذَكرني في الماضي الجميل.. صوتٌ يصرخُ مرةٌ اخرى في أذني يقطع حُلمي ..إنهضْ لِمَ كل هذا النوم؟. أعرف هذا الصوت أنه صوت جميع حواسي يصيح بيّ إنهض هل نسيتَ نفسك وطموحك واستسلمت الى قوى الشر والفساد؟ هل تتركهم ينهبون خيرات البلاد، هل نسيتَ زملاء دراستك ورفاق الحرب الشهداء، واصدقاء طفولتك الذين ماتوا مغدورين باسم الطائفية؟ هل تصورتَ كيف سيغدو حالك وحال ولَدك عند بقاء الظلمة في البلاد؟. إنهضْ وتحدى أفكار التخلف والطغيان .. إنهضْ .. .هدير أصوات عالية في الشارع قطعت عليّ حُلمي " لا للظلم ..لا للفساد.. لا مكان للفاسدين والسرّاق بعد اليوم " وأفزُ مفزوعاً من نومي، أسمعها قريبة عني. نهضتٌ لمّا استقرَ رأسي، وأخذَت سرائر الفرح تملأ قلبي، وغطاء الخوف زال عني.. خرجتُ مسرعاً والحماسة تأخذني، انظر اليهم شباب بعمر الورد وشيباً أكبر مني خرجوا الى الشارع متظاهرين يهتفون باسم" الحرية والعدالة والمساواة" ،ملّوا من الساسة ومن دعاة الدين الفاسدين ..
دنوت من الرّكْب المتظاهر سألت متظاهراً كان يحمل عَلَم العراق مندفعاً يلوّح به : ما هذا وأين أنتم ذاهبون ؟؟
يقول : انها ثورة التغيير!!
- وهل هناك المزيد من الثوار؟
يقول: نعم انها ثورة الشعب .
- أين مكان الثورة والثوار؟
لفّ جذعه نحوي وقال: انزعْ خوفك واتبعنا الى ساحة التحرير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا