الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


! مس... كول

أماني محمد ناصر

2005 / 10 / 17
كتابات ساخرة


يحكى أنّه في حديث الزمان... في زمن الفضائيات والموبايلات، في عصر الوصول إلى المريخ... كان هناك بلداً من عصر ألف ليلة وليلة... وُلِد فيه السندباد البحري، وحكايا ألف ليلة وليلة... فطالما أمتعت في هذا البلد شهرزاد شهريار بأروع القصص وأحلاها...
البلد الذي ولد فيه علاء الدين الشجاع، وعلي بابا الطيب، وياسمينة البريئة...
سمعت نساء إحدى أعظم الدول عن هذا البلد الرائع وعن عجائبه... فأحبت أن تذهب إليه لتراه عن كثب وتمتّع ناظريها بما سمعته أذناها...
اتصلت بمستشارها لتشاوره في الأمر، فاقترح عليها الذهاب إلى هذا البلد في طائرة خاصة...
وصلت هذه السيّدة إلى البلد الذي طالما حلمت برؤيته... وكان يرافقها رجل من بلادها يتحدث اللغة العربية ولكن بركاكة... ويكاد لا يميز بين صيغة التذكير وصيغة التأنيث...
وكانت هذه السيدة أينما تحط قدماها تتعثر بشهيد، أو بطفل رضيع يبكي والدته التي أسلمت روحها لبارئها... فلم يرق لها ذلك... فاقترح عليها مرافقها أن يذهبا إلى المريخ ليريها هذه البلد من بعيد... وليقال عنها أنّها أول امرأة صعدت إلى المريخ لتنعم برؤيا هذا البلد دون سماع أصوات بكاء الأطفال الرضّع... أو مشاهدة منظر شهيد ملقى على الأرض... أومنظر الدماء الطاهرة... أو...
وهناك... أي في المريخ... أُقيم لها مأدبة غداء فاخرة... وانشغلت عن الطعام بمنظر البلدان المتجاورة الرائعة...
سألها مرافقها:
_ ما بال سيدي...سيدتي... لم تأكل...لم يأكل شيئاً حتى الآن؟ إن كان الطعام لا يعجبه... لا يعجبها نغيره فوراً كرمى لعيونها.... لعيونه...
أجابته:
_ كيف لي أن أنشغل بالطعام عن هذه المناظر الجميلة...
وراحت تسأله عن هذه المدينة وعن هذا البلد...
نظر مرافقها إلى الأسفل وقال لها:
_ انظر يا سيدتي... انظري يا سيدي... إلى هذا... هذه النقطة الصغيرة... هذا دمشق الآمن، أقدم عاصم في التاريخ... والتي نحاول جاهدين إركاعه ولكنه صامد... وهناك في جنوبه لبنان وفلسطين...وطالما قاومتا أصدقاءنا...
ولكن... ولكن لماذا لم تتناول الطعام؟
قالت له متأففة:
_ تابع.. تابع حديثك...
فتابع قائلاً:
_ وهناك... على يمين دمشق... هذا النقطة الصغيرة أيضاً... هل رأيته؟
أجابته سيّدته:
_ لا!!! أين؟!
وفتحت حقيبتها وأخرجت منها المنظار السحري ووضعته على عينيها ثمّ قالت:
_ نعم نعم... هذه التي تنبعث منها تلك الحفر العميقة؟
فقهقه مرافقها عالياً وأجابها:
_ هذا ليست حفر يا سيدي وإنما هذا آثار الدمار الذي خلفتها جيشك...
وناداها قائلاً:
_ مس...
التفتت إليه قائلة:
_ نعم!
قال لها:
_ كول!!!
سألته مندهشة:
_ ماذا؟!!!
تابع حديثه قائلاً:
_ مس، إن لم يعجبك المأدبة التي أقمناه لكِ، كول، كول ما شاء لكِ مما تقع عيناكَ عليه، مس... كول! كول دمشق... كول فلسطين... كول العراق!!! فمعروف عنك أنك تحب الأكل كثيراً!ً كول ما شاء لكْ!!!... كول!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا