الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسقاط دولة ام تحقيق مطالب؟

انور الموسوي
مهندس كاتب وصحفي

(Anwar H.noori)

2015 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


العراق الآن بين اربعة جبهات او أزمات وجميعها مصيرية لايمكن تأجيل احداها على حساب الأخرى :
1-الحرب مع داعش : مجرد فكرة حرب هي كفيلة ان تُدخل كل مؤسسات الدولة وهيأتها ومجتمعها عند اي دولة بالعالم في حالة تعاطي مع تطورات تلك الحرب وتأثيراتها وانعكاساتها على مجمل الأداء الحكومي والفردي الشخصي والعام المادي والمعنوي فكيف بحرب تجر اذيال اخطبوطية مدعومة دولياً على شكل منظمة كداعش وتأثيراتها على الواقع هنا نتكلم حول الخطوط العامة لكن لو دخلنا اعمق بالرصد تكون العبارة كيف بنا بحرب تراجعة بها قواتنا الباسلة في يوم من الايام مما ادى الى احتلال محافظتين والسيطرة على شعب بداخلها ونزوح آخرين والسيطرة على عدة من الموارد البشرية والعسكرية ولازالت الدولة برجالها وحشدها ترفع اعلام النصر والقتال ضد هذي المنظمة المدعومة دولياً ولازالت الحرب قائمة.
2- اشكالية عدم التوافق المرن بين الإقليم والمركز وعدم الإستجابة لا الى الدستور لعدم وجود النصوص الصريحة التي يمكن لها ان تحل النزاع ولا الى المنطق الوطني في الحوار من جانب الاقليم كونهم يشعرون دوماً ومهما ما قدمت لهم من تنازلات وتسهيلات حتى لو كانت غير دستورية تجدهم يطمعون بالأكثر خافين تحت عبائتهم مشروعهم الذي يلوحون به عند كل ازمة تخنق البلد او عند كل مرحلة من مراحل استراحة المحاربين او الإسترخاء بالوضع العام.
3-السوق وتدهور اسعار النفط التي تعول عليها حكومة العراق في رفد بقاء الدولة والمجتمع بشكل عازل عن محيط الضياع. وهذه ازمة جداً خطرة وجائت متزامنة مع الظروف الإستثنائية التي يمر بها البلد وكان سببها اغراق السوق بالمنتوجات النفطية من قبل بعض الدول.لا اود ان اناقش موضوع النفط وازمته على واقع البلد اجتماعياً او عسكرياً لسببين الاول ليس من اختصاصي الخوض بالجانب الاقتصادي فقط اشرت اليه كأزمة بديهية والثاني ليس هذا محور مقالي.
4- الفساد وتظاهرات الإصلاح
بين كل تلك المعادلات غير المتكافئة في صناعة الازمات وبين حالات الطوارئ الضمنية التي يتفرد بها العراق دون غَيْرُه تفردت صراعات الكراسي واحتراب المناصب وجشع المتسولين وجهل العاملين وترهل مفاصل الدولة بسبب الفساد مما انتج ازمة وطن ازمة شعب ازمة خبز ازمة تأريخ ومستقبل للمؤسسات الحكومية وللأفراد كانت لهذه الازمة عدة أنعكاسات لم يكن من بين تلك الانعكاسات ماهو ايجابي منها. سوى اختناق الفساد في رحم مموليه وبلوغه الى حالة من حالات البديهية اليومية مما انتج رد فعل ايجابي وغاضب بنفس الوقت من قبل صحوة شعب كان ممتعض ورافض واقعه لعدم توفير مايلزمه كبشر عادي يتمتع بأبسط حقوق الإنسانية بينه وبين محيطه. توحد ذلك الشعب الصابر الحزين جداً مع أشياءه حتى في مراحل فرحه حزين على ماض ذهب ليس بيده امر في ذهابه سدى. وعلى واقع مريب حتى في لحضات ابتسامته خوفاً من حصد حياته بواسطة جيوش الموت. وخائف من مستقبله مالذي ينتظره؟ اذ لا امل يرتجى مع الذين حصدوا رؤوس اموالهم بواسطة اصابع بنفسجية وتركوهم يقاسوا حتى في ابتسامتهم مرارة المجهول! هنا لابد من الاشارة الى ان العقل الجمعي توحد حول الدولة برمتها حول كل من اشترك بالعمل السياسي حتى لو كان له يوم واحد في العمل وهذا امر يكاد يكون طبيعي في ضل كل تلك الضروف لأن محصلة الاهمال والتعدي على الحقوق تنتج الغضب بالجملة على الجميع هنا يجب ان يبرز دور العقلاء في خوض مضمار دور المنطقية وتحكيم ماهو عقلاني مماهو هادف لإزالة المؤسسات الحكومية هناك فرق بين الثورة وبين الإحتجاج والتظاهر وايضاً هناك فرق بين الدعوة لإصلاح وتصحيح مسار دولة وبين تسقيط واغراق المطالب بتوجيهات فردية او شخصنتها.
علينا ان نتجه نحو الهرم بدل من اتجاهنا نحو قاعدته فالهرم مركز ويحوي بؤرة المشاكل بينما القاعدة ستجد بها فرعيات كثيرة ومشتتة وتكاد تكون غير مؤثرة وكثيرة الجدل وستسبب مضيعة للوقت دون تحقيق هدف مركز يحوي على مجمل قضايا الإصلاح المنشودة.
هي احتجاجات اصلاح وليست ثورة انقلاب هي سلمية كون الشعب يمارس حقه الدستوري في التعبير عن استيائه لما وصل اليه بلد كان ينعم بميزانيات انفجارية!! كما كانوا يصرحون.
اننا في حرب اسنزاف لكل شيء فعلى العقلاء ان تتخذ الهرم طريقاً لا القاعدة ان تُصلح الجماهير بوفرة طاقاتهم الوطنية غير المؤدلجة تُصلح الكابينة الحكومية لا اسقاطها تصحح مسار دولة وتوظيف تلك الأصوات الحالمة بدولة مواطن دولة انسان وارشادهم نحو المسار الصحيح في الإصلاح. تستمر التظاهرات الإحتجاجية بعيدة عن اصوات الشواذ الحالمة بفوضى التخريب او الباحثة عن اللادولة!
مطالب واقعية منطقية تهدف الى أحداث اصلاح حقيقي افضل من مطالب فلكية تحلم بتدمير وهمي واعادة صياغة العراق كبلد فضائي على المجرة الكونية.مطالب مؤسسات واصلاحها لامطالب استهداف افراد. من الصعب جداً ان تنسحب كل المتناقضات السياسية والاختلافات الرعناء للكتل السياسية على ساحة التظاهر لتكون ساحة تصفية حساب وليست تصفية فَسَاد وتقويم اداء.
هنا تكمن الحزورة هل نحن نسير بالتظاهرات نحو المعلوم ام نحن نسير نحو اهداف مجهولة او مخفية هدفها ارهاق فقط للمؤسسات وتحيدها ومن ثم الانقضاض عليها وابتلاعها؟
وضوح الرؤيا لدى المنسقين للتظاهرات يجب ان يكون عال الدقة جداً وحذر في اختيار مفردات المطالبة بحقوقه وتوجيه الرأي العام الشعبي كمسؤولية وطنية لحثه نحو الأهداف الحقيقية وليس إيهامه بالإستشعار وخدعه بالمضمون. وهذا مايخشاه كل عراقي ان تتبع التظاهرات طريقة فردية وتشكل احتجاجات جبهة ثأر شخصية بدل من ان تكون مسيرة نحو احداث جبهة عمل جماعية عامة على مستوى الدولة واصلاحاها وتعديل مسارها المترهل.
على الجميع ان يعي ان التظاهرات خرجت من اجل اصلاح مافسد من الدولة وما تراجع منها لا إسقاط دولة او توظيف خلافات ضيقة لتصفية بعض الحسابات.
انها تظاهرات مواطن وليست تظاهرات عقيدة أحتجاجات من اجل البنّاء السليم وليس من اجل الغاء دين او محاربة عقيدة.
هي اختناق مطالب خرجت الجموع تنادي بها وتطالب بحقوقها لتوفيرها لهم قبل ان تكون اختناق فكر او اختلاف عقيدة.
فـ بعيداً عن صراعات المعتقدين هي فقط تظاهرات سلمية اصلاحية تظاهرات خدمات وتعديل مسار ماافسده السياسيون وعلى اساس هذا المنطق اذن هي مقدّسة ومباركة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح