الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمال والموت المجان

عايد سعيد السراج

2015 / 8 / 30
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا





ماذا نقول للعمال في بلادنا ؟ هل نقول لهم كلّ عام ٍ وأنتم بفقر ؟ أيّ مأسات تلك التي هم فيها ! أم نقول لهم استمروا في الحياة ليغتني أسيادكم أكثر فأكثر ، وتدفعون أنتم ضريبة ذلك الفقر والجهل والمساوات التامة في القبور، القبور التي تذهبون إليها غرباء حتى من الكفن ؟ ماذا نقول للعمال في عيدهم ؟ أنقول لهم أنّ الكل يكذب عليكم، والكل يتحدث باسمكم ، لأنّ الجميع عرفوا أنكم الوقود الذي به يستمرون في هذا الثراء الفاحش ، ماذا نقول للعمال ؟ أنقرأ عليهم الديالكتيك وقوانين نفي النفي، أم نظريات الصراع الطبقي ، أم المادية التاريخية, أم رأس المال المالي , أم التراكمات الكمية والكيفية التي حَوّلتهم إلى أجراء منبوذين ؟ هل نحدثهم عن اختراعات الفضاء والالكترونيات ذوات العلوم الهائلة التي أضحت أصدق من الخيال، بأية لغة سوف نُسِمَعَهم أصواتنا ونحن لا نجيد إلا لغة " البَرْبَرَة" التي تشبه هرير القطط، هل نقول لهم نحن الذين جَهَّلْنَاكم بقوانيننا، ومفاهيمنا التي أضحت طلاسماً وتعويذات ؟ أم بأحزابنا المهترئة التي رفعت شعاراتكم وكنتم وقودها وتحولت أسوء من أنظمة القهر في قهركم والضحك عليكم ؟ أم نقول لهم لقد دَجّنْاكم وحوّلناكم إلى قرودٍ ترقصون وأنتم ترددون الهتافات التي تستخف بعقولكم,وإنسانيتكم ، وكراماتكم ، وخبز أطفالكم ؟ ماذا نقول لفقراء بلادنا ؟ وكراماتهم تسبق جثثهم المتعفنة على قارعة الطرقات ؟ أم نقول لهم لقد أكثرنا لكم المزابل ولأولادكم المخدرات , والأفيون , وطرقاً جديدة إلى الموت بالمتفجرات باسم الدين ، واختصرنا لكم الحياة بالحور العين والجنائن الموعودة؟ أنقول لهم لقد عَرِفْنا أنّ وحدتكم ترعب كل أنظمة الطغاة في العالم فمزقناكم شر تمزيق وخلقنا لكم ما تلتهون به من بُهْرج الحياة ونفايات الحضارة البراقة، والجنس الرخيص المُدْمج مع الدخان المسرطن ؟ وعَلَّبْنا لكم لحوماً فاسدة ، وأدوية مغشوشة تقتلكم ببطء شديد ؟ ماذا نقول لفقراء العالم في عيدهم ؟ هل نقول لهم أن أكثر دعاتهم في العالم الصغير والكبير كانوا من أشد الناس خيانة لقيمهم ، سقوطاً أمام السياسة وسيدها المال ؟, والثروات يجمعها الأقلة والأذِّلة من العالم ، وصنع قمر فضائي ، أو قنبلة موت ٍ، تساوي أرواح ملايين البشر، إذ بثمنها تنقذ الملايين من الجوع ، والمال لا يذهب إلى صُنّاع الحياة، بل إلى تجار الموت ، هل نقول لهم إننا بفضل فهمنا وثقافتنا والقدرات الهائلة من العلم المسيّس، حوّلناكم إلى أكثر فئات الناس عداوة لأنفسكم ولقيمكم ولمبادئكم ؟ ثم جلسنا نضحك على ذقونكم وأنتم اسْتَمْرَأتم الكذب الذي صنعه لكم تجار السياسة ، وأَلّفْنا لكم الكتب الفكرية المبهمة التي تتجادلون فيها وكأنكم جهابذة الزمان ؟ ماذا نقول لكم أيها العمال في بلادنا الشرق أوسطية ؟ هل نقول لكم , كلّ عام ٍ وأنتم بـِشَرٍ لأنّ الخير هرب من دياركم ومنازلكم بلا رجعة ؟ أم نقول لكم عودوا أقرأوا ما كتبناه لكم لتتذكروا ما قاله الشاعر " محمد الماغوط" عندما أرسل رسالته المشهورة باسمكم إلى ولي الأمر الأعلى ، كل ما أخشاه أن يكون " السيد " أمياً – إذن اعذروني أيها الأحبة إذا قلت لكم كلّ عام ٍ وأنتم في فقر ٍ وجوع ، اذا استمريتم في ادمان الركوع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا