الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احداث العراق المتسارعة بعد تظاهرات مطلبية

محمود القبطان

2015 / 9 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


احداث العراق المتسارعة بعد تظاهرات مطلبية
زلزل الشارع العراقي منذ اكثر من اربعة اسابيع ومازال باتجاه اصلاح ما يمكن اصلاحه في العملية السياسية ونتيجة لذلك تحركت الارض من تحت أقدام كبار الفاسدين بسبب قرب سقوطهم السياسي والنهائي ولذلك تصاعدت النعوت لهذا التحرك الجماهيري الذي انفجر بسبب تراكمات طيلة اكثر من 12 عام من الفساد وسرقة مليارات الدولارات وتهربيها الى الخارج وبناء امبراطوريات تفوق الخيال من العقارات والارصدة خلال فترة قصيرة لم يستطع جمعها اغنى رجالات العالم خلال هذه الفترة القصيرة.وبذلك انطلقت حناجر المترجفين في النقر على اسطوانة مسموعة منذ عقود خلت باتهام قوى بعينها وراء هذه الاحداث ولم ينسوا ان يعلقوا تلك التظاهرات على شماعة البعث ايضا لخلق هلع وخوف في قلوب البسطاء.
المطالب بالخدمات اولا ومن ثم تصاعد سقف تلك المطالب الى اصلاح الدولة بكل مؤسساتها ووصولا الى لب القضية الى اصلاح القضاء عبر ازاحة رئيس القضاء الاعلى مدحت المحمود والذي انتكس القضاء خلال فترته الى اسوأ ماكان عليه في زمن النظام الفاشي البغيض .لكن الملفت للنظر ,وكما يبدو, ان المصلح الجديد رئيس الوزراء ونتيجة الضغوط عليه اعتبر ذلك تسقيطا للحكومة والدولة برمتها ولكنه نسى او تناسى انه هو من طلب التفويض من الشعب للاصلاحات لابل حتى المرجعية وقفت الى جانبه ولكن سلفه يقف له بالمرصاد ان قام بصلاحات حقيقية قد تشمل القضاء وهو لب الفساد وربما يصل الاصلاح الى مفوضية الانتخابات وتنكشف كل عوراتهم السياسية خلال الثمان سنوات التي قاد بها البلاد المالكي من خراب الى خراب من تزوير الانتخابات الى سرقة المال العام وفقدان الخدمات الاساسية وتدهور التعليم الى ادنى مستوياتها واستيزار الغير كفوئين في مناصب حساسة ادت بالبلاد الى متاهات قد تطول فترة اصلاحها اعوام وليست اشهر وتقسيم الشعب الى مكونات وطوائف وسرقة كل المناصب الى احزاب تقود السلطة بطريقة المحاصصة البغيظة.
لم يكن لتلك التظاهرات اي قائد أو حزب تبناها وانما الجميع شارك بها ووجدت الاحزاب الاسلام السياسي نفسها في مأزق كبير خوفاعلى مصالحها لذلك اشترك البعض منها رافعا نفس المطالب التي ثار الشعب من اجلها لابل حتى الحزب الحاكم والذي يقود السلطة وبايعاز من المالكي ان تخرج وتهتف للقضاء على الفاسدين,والسؤال هو من كان يقود السلطة لثمان سنوات ومن ترك ثلثي البلاد بايدي داعش لتعبث الاخيرة بالعباد وبالوطن .لكن هذه الفئة الضالة لم تكن تترك فرصة إلا وتحركت اصابعها في التهديد والوعيد ضد المتظاهرين ومن يحركهم من الحراك المدني الشعبي وتهديد بعض النواب ,كما حدث مع النائب عن التيار المدني الديمقراطي وباشارة من رئيس كتلة دولة القانون بغية اسكات اصوات الشعب.العجيب ان احد نواب كتلة دولة القانون ومن فضائية الرشيد مع برنامج هيفاء الحسني قال هيثم الجبوري :سوف نجلب كل الفاسدين الى القضاء!! اين كنت ايها النائب طيلة 8 اعوام خلت لم يبقى للعراق لا مال ولا مؤسسات ولا اعمار نتيجة الفساد الذي استشرى في ظل سلطة المالكي الذي كنتم تدافعون عنها بكل وسيلة لابل دافعتم عنها حتى عندما ضرب تظاهرات شباط 2011؟ الم يكن كمال الساعدي,اختفى من البرلمان الحالي, واحمد نوري المالكي وقيادات كبيرة في الجيش منهم فاروق الاعرجي يتفرجون على ضرب تلك التظاهرات من على عدة طوابق من المطعم التركي؟هل هز ذلك التدخل الوحشي لقوات سوات ضمائركم حينها؟
اما الاسطوانة المشروخة والمسموعة في كل زمان ومكان هو اتهام الحزب الشيوعي العراقي بتلك التظاهرات..اولا هو وسام شرف وفخر للشيوعيين العراقيين وحزبهم اذا اتهموا بخروجه ضد الفساد والفاسدين ومطالبته بالاصلاح للعملية السياسية وثانيا هو اعتراف من جلاوزة الفاسدين والمترجفين من ان الحزب الشيوعي مازال يعيش بين صفوف ابناء شعبه ويستطيع ان يحرك الجماهير كما في اي وقت مضى بالرغم من ضربات الفاشست ضده سابقا وابعاده عن العملية السياسية وبالتزوير حاليا ولكن بالرغم من كل ذلك فالحزب الشيوعي العراقي لم يدعي ولن يدعي هو قائد التظاهرات وانما اشترك اعضاءه واصدقاءه ومن كافة الاعمار بتلك التظاهرات كما الآخرون من نشطاء الحراك المدني الشعبي,لكن يبدو الخوف قد وصل الى قلوب كبار الفاسدين من ان يوم الحساب يقترب يوما بعد يوم كما المطالب يتصاعد سقفها يوما بعد يوم مالم يلبي العبادي مطالب الشعب وان كان ذلك قد يستغرق بعض الوقت لكن الاصلاحات السطحية لن تلين من عود المتظاهرين.وعود فقط لا تفيد مالم تجري متوازية مع اصلاحات جذرية حقيقية.
ان بعض الكتاب التابعين "لمختار العصر" يريدون تزويق وترميم صورته عبر توقيعه على اعدام صدام وكأنه كان الوحيد المطالب بهذا المطلب الشعبي واعتباره,المالكي, المناضل الذي قدم التضحيات,ولم يقل الكاتب حزب الدعوة
واعتبار المتاجرة بهذا الحدث ,اعدام صدام,هو سر البقاء له ولكن الكاتب لم يذكر "انجازات" سيده على صعيد الخدمات والبناء والاعماروسرقة اموال الشعب وتهريبها الى الخارج,وحادثة على الشلاه مازالت حاضرة في ذاكرة العراقيين عندما اعتقل في مطار جنيف ومعه 75 مليون دولار واعترف للسلطات انها لدولة القانون وعقد مؤتمرات عديدة للعشائر لشراء الذمم وتوزيع الاراضي لكسب اصوات الناخبين ولم يستلموا منها شيئا,وفضيحة العقود العسكرية واجهزة كشف المتفجرات والذي حصر الامر بثلاث سنوات كعقوبة لاحد الرتب العسكرية في هذا الامر في حين بريطانيا حكمت على بائعها بعشرة اعوام سجنا,هل نستمر ونذكّر بمنجزات مختار العصر لايتام الولاية الثالثة,كما يسميهم النائب فائق الشيخ علي؟
ان التخوف من ان استمرار التظاهرات يؤثر على معنويات الجيش والحشد الشعبي في معاركهم ضد العدو المشترك داعش المجرمة هو تخوف لا مبرر له لان كل الفعاليات المدنية المتظاهرة تدعم الجيش والحشد الشعبي وكافة الفصائل المقاتلة ضد عدو العراق وشعبه مجرمي داعش وسوف تستمر كل القوى الوطنية في هذا الدعم.
الامر الاهم وهو استمرار التظاهرات والحيلولة دون حرفها عن مسارها السلمي من قبل بعض المغرضين وعدم الدخول في تحالفات بين التيارات التقدمية والديمقراطية مع قوى دينية تشترك في السلطة والفساد لانها سوف تسرق وبلا خجل كل مكتسبات هذه الانتفاضة الكبرى التي تجري حاليا.وفي اعتقادي ان عقد المؤتمر الوطني اصبح اكثر من ضرورة وان لم يرغب بها الفاسدون لان دورهم انفضح وسوف يحاسبون على تدمير البلاد خلال الحقبة الزمنية القريبة الماضية.
د.محمود القبطان
20150831








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254