الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللحظة التأريخية بيد العراقيين

حاكم كريم عطية

2015 / 9 / 1
المجتمع المدني


اللحظة التأريخية بيد العراقيين

اللحظة التأريخية لا تأتي جزافا، بل هو تراكم كمي ونوعي للظروف التي تعيشها الجماهير الشعبية ،وهي اللحظات التي يقرر فيها الناس تغيير مجرى حياتهم بأيديهم، بعد أن ينفضوا أياديهم من السلطات الحاكمة في تحقيق ذلك، وهي توفر للأحزاب والمنظمات المهنية فرصة للتلاحم مع الجماهير، لتحقيق ما تصبوا أليه لتلاقي الأهداف والمصالح المشتركة ، وأسترجاع دور الطلائع السياسية المخلصة والحريصة على بناء مجتمع مدني ،مجتمع يتمتع فيه العراقيين بالكرامة والحرية وفرص العيش، وتحقيق الحلم الذي عملت على تحقيقه الكثير من القوى السياسية ،منذ أنقلاب شباط عام 1963 ومجيء حزب البعث للسلطة ،وبعدها تولي صطدام حسين السلطة في العراق ،وما حل من خراب بعد ما يسمى بعمليات التحرير، التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على العراق، وسقوط نظام البعث ومجيء مجلس الحكم ،وبعدها حكم العراق على يد أحزاب الأسلام السياسي، التي أستلمت السلطة على طبق من ذهب من الأمريكان ،ولكن للأسف قفز لسدة الحكم من لم يستطع أن يدير عربة يقودها حمار على الجادة الصحيحة، وحرم عن مركز القرار وأدارة البلاد ،خيرة أبنائه من الخبرات التي توزعت على بلدان المنافي ،وبالمناسبة هؤلاء القافزين هم من بلدان المنافي أيضا ،ولكنهم من الشراذم التي عاثت ولعبت على قوانين البلدان التي عاشت فيها، وتعلمت أساليب النصب والأحتيال، لذلك تجدون الكثيرين منهم مسجل في تلك البلدان أما مخبول، أو معوق ،أو مريض نفسيا ،هل تريدون أمثلة لدي الكثير ولكني أكتفي بما هو موجود على صفحات الفيس بوك.
الآن أختلف الوضع واللحظة مؤاتية ،هناك هبة جماهيرية بدأت مصحوبة بأنحياز جماهيري كبير، حتى من قواعد أحزاب الأسلام السياسي ،لوقف حالة التدهور في الدولة العراقية ،ووضع حد للفساد وأستئصال مرض الطائفية وأفرازاتها في المجتمع، وأنهاء دور الفاسدين والفاشلين في أدارة الدولة العراقية ،وفي كل يوم تخرج فيه الجماهير الشعبية للمطالبة بحقوقها ،يكبر هذا الأنحياز ويزداد وعي الناس وتزداد أعداد الجماهير الرافضة لما يجري في العراق ،وأستمرار هذا الأنحياز للحركة الجماهيرية ،مرهون بأستمرار الأنتفاضة الشعبية ،ولن يحسم أمرها الخروج أيام الجمع فقط ، بل يجب أن يحدث هناك تحول نوعي وكمي في مسار الأنتفاضة الشعبية، وتتحول ألى فعل مستمر، وهو الطريق الوحيد لتحقيق أهداف المظاهرات ،ويقطع الطريق على قوى الفساد والطائفية ورموزها بأعادة أصطفاف قواها ،ومحاولة طرح حلول ترقيعية ،وكسب الوقت، واللعب على ورقة عزوف الناس على المضي مع حركة التظاهر، وهو ظرف يجب التوقف عنده من قبل اللجان التنسيقية للمظاهرات، لا يوجد أمام الحركة الجماهيرية سوى الأستمرار وبقوة ،وأن لا يقتصر هذا الأستمرار على أيام الجمع فقط، ويجب الحذر من وجود هذه الفسحة الزمنية الأسبوعية، حيث تقوم الكثير من قوى المليشيات المرتبطة بالقوى المتضررة بالتخطيط لأغتيال وأعتقال وخطف الرموز الأكثر تأثيرا على سير المظاهرات الشعبية ،الأستمرار هو الحل الأمثل لتفويت الفرص على أعداء العراق ،لأسترداد أنفاسهم والعمل مع شركائهم (أيران ،تركيا ،دول الخليج وعلى رأسها قطر) لوضع الخطط الكفيلة بأنهاء التظاهرات ،وهم قادرين أذا ما توفرت الظروف لهم، وهنا يأتي الدور القيادي المحنك للتظاهرات الشعبية ، وذلك بعدم أعطاء الفرص لتحقيق ذلك ،الوقت عامل مهم للأستمرار ،واللحظة التأريخية معنا، لنعمل معا لأستثمارها ،والنجاح حليف الجماهير التي تتحلى بقيادة واعية لا تملك غير سلاح الجماهير، أمام عدو طبقي شرس لن يتخلى عن المكاسب التي تحققت له خلال الحقبة الماضية ويمتلك من الأمكانات الكثير !!!

حاكم كريم عطية
لندن في 1/9/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا