الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبروت

عبد الرزاق عوده الغالبي

2015 / 9 / 1
الادب والفن


الجبروت

عبد الرزاق عوده الغالبي

سمراء تنسل من وراء الانبهار، سيف هندي يحمله فارسا هماما، ويتوقف كل شيء ، ايقنت حينها ان القوة تحرك الزمن وتخلق التوازن بين الخير والشر وتفعل اشياء تفوق قدرات العقل البشري....ارى من بعيد تجمع الغيوم وتكاتف خيوط الشمس وتزاحمها حول المشهد فقد تركت مسافات كبيرة خالية في السماء واكتظت فوق تلك المساحة الصغيرة تحدق بترقب واعجاب نحو هذا الفعل المبهر الانيق ، تغمز بعيونها فرحا وغبطة وتتجاذب اطراف الاشارات مع الزهور والاشجار وهي تتمايل مع نسمات صباح خريفي ، توقفت لتشهد هذا الخضم الهائل من الانبهار والغرابة ايضا ، القوة دوما تتسيد الموقف في اثارة الاعجاب وسرقة الانتباه لتعلقها الفطري بالشجاعة والاقدام ...ومن لم تبهره الخوارق...!؟
بدأ سيل التساؤل يحفر في جرفي اليقين و ويطلق اشرعته ليبحر بعيدا في محيطات الفضول ولمحت عقارب ساعتي الخجلة وهي تهدم استار الصبر، تهم باللحاق بوحداته المهرولة نحو المجهول وتتناثر الدقائق والساعات على الدروب تتبعها الايام والسنين ، وسالت دقيقة سقطت في كفي سهوا :
- "ماذا يحدث...!؟" اجابت :
- " انظر ...! ..انها تبرز في الافق فجأة كالسيف فيتوقف الزمن و كل شيء...!"
نظرت باتجاه الافق ورأيت سيفا مسلولا بخمسة اصابع يأمر الاشياء والزمن بالتحرك والتوقف والكل يمتثل وينفذ ويطيع باحترام اسطوري . بدا الصراع بداخلي بين عقلي وضميري ونفسي واحساسي وثارت ثائرة هذا الرباعي المتناقض وبدا زعيق الصمت يشق اخيلتي ويهز كياني ويرصفني في كل مرة مع واحدة من هذا الرباعي الهائج المجنون حتى وجدت نفسي اعبر الشارع الى الضفة الاخرى دون ان احس، وانا افكر بعقال ابي الذي لا تزال اثاره تؤلمني حين رفعت قدمي لأعتلي ناصية الرصيف ، كان سلاحه الوحيد ،رحمه الله ، حين يغضب منذ عقدين خلت ....ليته يحضرني الآن....؟.... تعالت حدة العراك حتى صار داميا و توصلوا اخيرا الى نتيجة فاصلة بعد التقصي والاختلاف ، انهم فشلوا من ادراك انهم فعلا فشلوا....وسوف يستمر البحث والتساؤل مرة اخرى....واخرى....!
اخذني التمعن والفضول في الموقف نحو التقصي الدقيق فقمت بجرد عام لجميع ممتلكاتي المعرفية للبحث عن مصدر تلك القوة ، وكان استهلالي هو الثورة الفرنسية وجرفني الزمن وانا انظر في وجه ماري انطوانيت ، باروكتها الشقراء المنفوشة وهل قطعتها المقصلة حين نزلت على عنقها الرقيق وهل كانت فعلا تحب لويس السادس عشر...؟ وحييت بسمارك بتحية المترجم العابر ونزلت قليلا في الساحة الحمراء مستذكرا ماركس ولينين ولحيته المدببة والديالكتيك وابتسمت حين تذكرت انه لا يدري بان الشعب الروسي قد حطم تمثاله بعد ان اكتشف ان الاشتراكية ان طبقت بدقة تصبح رأسمالية دولة(State Capitalism) ..... وفعلا ادرك الشعب الروسي تلك الحقيقة وانقلب عليها.......
ختمت رحلتي بقساوة ستالين وطموح هتلر ..... ومع غيبتي الطويلة تلك ولم اعثر في جعبتي عن جواب لجميع تساؤلاتي المائتة قبل ولادتها .....وانتبهت اخيرا من غفلتي حين نزلت من عليائها الوردي فانطلق كل شيء بنظام وانسيابية مبهره تجلب الانتباه ، وقفت مأخوذا بهذا المشهد السرمدي ، اتفحص تلك الحركة النشطة والمليئة بالحياة ، وعند ومضة وعي من لائحة الممنوع المنتصبة امامي بشموخ ابتسمت ، ادركت ان الحياة المنضبطة معلقة بين عمودي ، الممنوع والمسموح وابتسمت حين ذكرت ولدي ذي العاشرة وهو يحلم ان يكون اقوى رجل في العالم.....!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أشرف زكي: أشرف عبد الغفور كان من رموز الفن في مصر والعالم ا


.. المخرج خالد جلال: الفنان أشرف عبد الغفور كان واحدا من أفضل ا




.. شريف منير يروج لشخصيته في فيلم السرب قبل عرضه 1 مايو


.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح




.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار