الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق : تجميل الوحش القبيح!

عبد عطشان هاشم

2015 / 9 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هل يمكن اصلاح العراق بوجود الاسلام السياسي؟
منذ خمسة اسابيع هناك حراك جماهيري كبير في بغداد والمحافظات يتحرك على سكة المطالبات الاصلاحية والقضاء على الفساد ، فكل العراقيين من صغيرهم الى كبيرهم يعرفون ان الطبقة المتأسلمة الحاكمة فاسدة حد العظم . هذه الطبقة قد تختلف على مسميات عديدة لكنهم يتفقون جميعا على استدامة وحش الفساد وبقاءه للابد ، وهكذا فانهم ربما يضطرون الى اجراء بعض الاصلاحات الترقيعية التى لاتمس جوهر الفساد من اجل ضمان بقاء اخطبوط الفساد حيا ومعافى .
الفساد في العراق لم ينزل من السماء ايها السادة ، بل هو بضاعة الاحزاب الدينية برمتها . الفساد هو جوهر الاسلام السياسي، فالمتاجرة بالدين والتصرف كوكلاء الله على الارض هو القاسم المشترك بين هذه الاحزاب ، ومادامت هذه الاحزاب باقية فسيبقى وحش الفساد يلتهم كل ثروات البلد ويحيله الى ارض خراب كما هو حاصل الان.
لايمكن اصلاح الظاهرة وبقاء السبب ، وتجربة الربيع العربي تعطي دروسا ثمينة في هذا المجال . عندما ركب الاسلاميون الموجة وتسلقوا اكتاف الشباب الاحرار الذين خرجوا من اجل غد افضل خالي من الفقر ورهاب السجون والمعتقلات السرية والعلنية . ربما تقول ان الظرف والمعطيات تتباين من بلد لاخر،هذا صحيح لكن الجوهر واحد وهو استخدام الدين كمظلة للفساد. وعندما ينزل الصدريون وغيرهم من تيارات الاسلام السياسي العراقي للتظاهر ضد الفساد فهذا نوع من الكوميديا السوداء . كيف تتظاهر ضد ماصنعت يداك؟ لايمكن للاحزاب الاسلامية اي كانت صفتها ان تقود او ان تشارك في حملة القضاء على الفساد والمفسدين وهي من صنعت الفساد وباركته وقمعت كل رأي حر يناهض الفساد والفاسدين. لايمكن للنمر ان يغير رقطه كما يقول المثل الصيني او كما يقول المثل العراقي (البيه مايخليه) ولن يكون الاسلاميون ابدا جزءا من اي مشروع للتغيير الا اذا كان للاسوء!
وهل هناك امل؟
نعم، فهذه هي المرة الاولى التي يتبلور فيها بوضوح تيار علماني مدني بين الشباب والناس العاديين غير السياسين ويتحدث الناس بدون خوف او اوهام عن العلمانية والمجتمع المدني . فالعلمانية الليبرالية هي الضمان الاكيد لمجتمع حر عادل يقوده التكنوقراط محمي من هيمنة تيارات الاسلام السياسي مهما اختلفت تسمياتها ، وهي كما هو معروف تتيح للناس ان يكونوا احرارا في معتقداتهم الشخصية شريطة ان لايحاولوا فرضها على الاخرين.
الطريق الى التغيير لن يكون سهلا ومعبدا بالورود ، سواءا في العراق او غيره من المجتمعات التي يجثم على صدرها كابوس الاسلام السياسي بمختلف اطيافه القبيحة. اذا اردنا وطنا ننعم فيه بالامان والحرية والمساواة كبقية العالم المتحضر ، ونصبح فيه مواطنين وليس رعايا يلتمسون بركة رجال الدين وهبات السلطان فينبغي ان نبدأ بقلع الجذور التي تعطي هؤلاء الحاكمين المشروعية وتضفي عليهم صفة القداسة الزائفة .
الكثير من الناس يأست من الاصلاح الذي لايأتي وتركت الجمل بما حمل، وهاجرت الى بلدان الغرب (الكافرة!) ، بحثا عن الحرية والكرامة والمساواة ومستقبل واعد لابنائهم . لقد تخلوا عن نعمة الاسلام الوهمية التي يتغنى بها شيوخ الاسلام ليل نهار. وفضلوا النموذج المتقدم الذي صنعته العلمانية عبر قرون من النضال المرير ضد سلطة رجال الدين وجبروتهم المطلق .
اما ان الاوان لكي نتعلم هذا الدرس الثمين من هذه البلدان المتقدمة ونبدأ حملة التغيير بفصل الدين عن الدولة فهي الخطوة الاولى والركن الاساسي لبناء دولة الانسان وليس دولة العبيد والجواري والسبايا والشيوخ والدعاة وكل ماانتجته الماكنة الاسلامية من خراب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم هى كذلك
على سالم ( 2015 / 9 / 4 - 05:54 )
اتفق معك سيدى تماما , الاسلام هو سبب كل المصائب والكوارث والمذابح والبؤس والفقر والمجاعات والحزبيات الدينيه ,احيانا اتخيل ان الاسلام اختفى تماما من العالم ,اسرح كثيرا فى هذا الخيال و اتمنى ان تحدث المعجزه ويختفى فعلا هذا الاسلام الشرير المدمر الكاره للحياه

اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل