الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الحزب الشيوعي العراقي عن إستشهاد النصيرة البطلة أنسام

أمير أمين

2015 / 9 / 5
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


مفرزة من أنصارنا البواسل تتعرض لإعتداء من الجندرمة الأتراك

إستشهاد النصيرة الشيوعية البطلة أنسام



تعرضت مفرزة من أنصار حزبنا الشيوعي العراقي , كانت متوجهة من بهدينان الى سوران , وإذ كانت تسير في رقعة من أراضينا العراقية قريبة الى الحدود مع تركيا , تعرضت في السابع من أيلول الجاري الى كمين واسع , نصبته وحدة من جيش النظام العسكري الأطلسي الحاكم في تركيا ..وقد صب الجندرمة الأتراك نيران أسلحتهم الحاقدة , المتوسطة والخفيفة , على رفاق المفرزة , الذين ردوا على الرصاص بالمثل وتصدوا بشجاعة للإعتداء الغادر , في صدام إستمر عدة ساعات . ولم تتوفر معلومات عن الخسائر التي تكبدها الجندرمة المعتدون , أما مفرزة أنصارنا , فقد فقدت الرفيقة النصيرة والمناضلة الشيوعية البطلة أنسام التي تسامت شهيدة خالدة , وأصيب عدد من رفاقها الآخرين بجروح طفيفة .

ولدت الشهيدة أنسام -وإسمها الحقيقي موناليزا أمين - في الثالث والعشرين من تموز عام 1951 , لعائلة شيوعية عريقة في النضال بمدينة الناصرية , وفي أحضان هذه العائلة الكادحة المتنورة , نشأت وشبت , وتربت بروح الحب والإخلاص اللامتناهي للشعب والوطن , والكفاح الدائب غير الهياب في سبيل قضية الطبقة العاملة وسائر الكادحين , قضية الشيوعية المنتصرة .

في عام 1969 تخرجت من دار المعلمات , وفي السنين اللاحقة كانت معلمة محبوبة من طالباتها ومن زميلاتها المعلمات على حد سواء . كانت الشهيدة أنسام شيوعية مقدامة , كادراً نادر المثال من كوادر الحزب , إبنةً بارة بشعبها وحزبها ومدينتها وأهلها , في مدينتها - الناصرية - , كانت وجهاً شيوعياً نسائياً جماهيرياً . وقد إختارتها رفيقاتها ونساء مدينتها لقيادتهن , وإحتلت عن جدارة موقعها في أعلى هيئة قيادية لرابطة المرأة العراقية , منظمة نساء العراق المجاهدة.

خلال حياتها النضالية تعرضت لإستدعاءات وضغوط عديدة من جانب أجهزة الأمن الفاشية , وكانت تواجهها دائماً بصمود وأباء الشيوعي الذي لا يلين , وحين أفلتت في أواخر السبعينات من قبضة الجلادين , الذين شنوا أنذاك هجومهم الوحشي على حزبنا , وتمكنت من عبور الحدود الى الخارج إعتبرت خروجها حدثاً عابراً , وصار كل مكان تحل فيه محطة مؤقتة , فقد كان قلبها وعقلها وعيونها شاخصة صوب الوطن , وقد عقدت عزمها الذي لا يتزعزع على العودة اليه , لتواصل الكفاح في صفوف حزبها وشعبها , ضد كارثة الدكتاتورية الفاشية وحربها وبطشها الهمجي , وعادت بالفعل .. وكانت بين أوائل النصيرات الرائدات في هذا النوع الجديد من النضال , وهنا أيضاً , في صفوف النصيرات والأنصار إحتلت أنسام مكانة مميزة.

كانت باسلة في نشاطها الأنصاري , وعملت في واحدة من أدق المهام الأنصارية , وعرفها رفاقها جميعاً , أختاً حنون , شجاعة تهزأ من المصاعب , شخصية شعبية , سمحة , مرحة , طيبة الحديث , جمة التواضع , يحيطها الكل - حيثما حلت - بالحب والإحترام والثقة , جابت العديد من طرق كردستان الصعبة , وعرفت جبالها الوعرة , وكانت بين أنصارنا الذين عبروا جبل قنديل الجبار , وقطعت عدة مرات طريق بهدينان - سوران الشاق , الذي إستشهدت فيه منذ أسبوع .

قبل عودتها الى الوطن والتحاقها بالأنصار , وبعد عودتها وحتى آخر أيامها , عملت الشهيدة أنسام على مقربة من قيادة الحزب , وكانت مثالاً للكتمان والحرص على أسرار الحزب , وشغلت في الوقت نفسه مواقع حزبية مسؤولة , في مختلف الوحدات الأنصارية التي نسبت اليها , ومارست مهامها القيادية فيها بتواضع وكتمان .

كانت الشهيدة على الدوام , نموذجاً للإلتزام والطاعة الواعيين في عملها الحزبي , نشيطة متفانية في تنفيذ سياسة الحزب , شاركت في مؤتمري الحزب الثالث والرابع , وهي أول عضو من أعضاء المؤتمر الرابع يشمخ شهيداً على طريق تنفيذ سياسته ...إرتبطت في السنوات الماضية بحركة الأنصار إرتباطاً كاملاً , وعن قناعة وإيمان عميقين , مدركةً تماماً ما في النشاط الأنصاري وحياة الأنصار من مخاطر ..كانت تعرف معنى التضحية في سبيل قضية الشعب والحزب , وقد إستقبلت برباطة جأش الخبر المؤلم الذي تلقته قبل شهر تقريباً , عن إستشهاد شقيقتها الصغرى سحر , على يد القتلة الفاشيين في أقبية التعذيب ..لقد كللت أنسام حياتها النضالية الحافلة بهذه النهاية المشرفة , بالإستشهاد في سبيل الشعب والحزب , في سبيل الشيوعية , وقد ودعها رفاقها , معلنين إفتخارهم وإفتخار حزبهم وحركتهم الأنصارية بها ..وطمأنوها بأنهم سيتمسكون بالعهد , وسيحققون بنضالهم حلمها الزاهر بعراق حر وشعب سعيد .

المجد لأنسام -- موناليزا أمين -- !

المجد لشهداء حزبنا وحركتنا الأنصارية , شهداء الشعب والوطن !

/ أذيعت من / صوت الشعب العراقي

بتاريخ/ 14 /9 /1986/



ملاحظة.. هذه هي رسالة قيادة الحزب الشيوعي العراقي التي أذيعت من إذاعة صوت الشعب العراقي التي تبث من دمشق وهي وثيقة تنشر لأول مرة .

عن إستشهاد النصيرة الباسلة أنسام في كردستان على يد جندرمة الجيش التركي في السابع من أيلول عام 1986








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لكم المجد آل منشد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 9 / 5 - 05:35 )
الشهيد واقفاً نام
تلقى بصدره السهام
ليفتدي الجياع والأيتام
نام قرير العين نام
تصوروا بموتك تعقد الأرحام
وتعتكف حمامة السلام
وتكثر الأحزان وتختفي ألألحان والأنغام
تصوروا بقتلك تقتل الأحلام
نام
ففكرة أنجبت مثلك لاتضام
نام فقبلك أكثر من مليون ضرغام نام
نام


2 - الشهبدة أنسام مثال على انسجام الانسان مع نفسه
جاسم الحلوائي ( 2015 / 9 / 5 - 11:40 )
خلال اختفائي في بغداد، حل بي المقام في آذار 1979 للإقامة مع رفاق جميعهم من الناصرية والشهيدة أنسام كانت معهم. وقد كتبت بالتفصيل عن إقامتي تلك في كتابي - الحقيقة كما عشتها-، و جاء فيما كتبت حواراً بيني وبين أنسام بحضور الشهيد أبو كريم، أتذكره كلما جاء ذكر الشهيدة أنسام وهذا نص ما كتبت: -وفي هذا البيت شعرت بأن شيوعيي الناصرية لديهم مشاعر حب خاصة تجاه الحزب الشيوعي العراقي. فلأن الرفيق فهد من الناصرية ولأن أول خلية شيوعية ولدت في الناصرية، فإن الناصريين يشعرون بأنهم أم الحزب الشيوعي العراقي وأبوه معاً. وعندما واجهت أنسام برأيي هذا، متصوراً بأنها ستنفي ذلك، وإذا بها تؤكده، فقلت لها:

ـ ولكن ذلك يحملكم مسؤولية إضافية.
ـ ونحن جديرون بها. قالت ذلك وصدر بريق خاطف من عينيها يتحدى الموت ويشعرك بمصداقية التحدي.
ـ -والنِعم-. قالها الرفيق أبو كريم الذي كان يتابع حديثنا موجهاً نظرة ثاقبة نحوي... لم تزوغ إلا بعد أن قلت: -وثلث تنعام-.

واستشهد الاثنان وهما يقاومان نظام البعث الدكتاتوري. الرفيق أبو كريم تحت التعذيب، وموناليزا في حركة الأنصار في أيلول 1986.

اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري