الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وجهة نظر الى فقهاء السياسة
محمد عبد الله دالي
2015 / 9 / 6مواضيع وابحاث سياسية
منذ تأسيس الدولة العراقية ،نسمع فلان هاجر إلى الدولة الفلانية وفلان رجع عائداً وقبل الأرض التي ولِدَ عليها ، وهذا لم يحدث في العراق فقط ،بل أغلب بلدان العالم ، لكن حصة العرب كانت الأكبر في هذا المجال ،ولأسباب كثير يصعب احتوائها في المقال القصير ، أما الهجرة في البلدان العربية فلها أسبابها الملموسة ،وما خفي تحت عباءة السياسة كان أعظم .لو سألنا السياسيين لماذا هاجر العراقيون في زمن حكم البعث وعاشوا في بلدان العالم مشتتين بالمنافي؟ ،والبعض حاول الرجوع لكن ما رأى من أحداث في وطنه العزيز منعه من ذلك ،ألم يهاجر المتأسلمون و الإسلاميون هربا من طغيان صدام ؟ ،وخاصة الأحزاب الدينية الحاكمة الآن ،وأغلب القوى التقدمية والمثقفين ومن حاملي أكبر الشهادات ، وحتى البعض الذي رفض الانصياع لحزب البعث ،ومن بقي كُسِرَتْ جناحيه ، ألم يدفن النظام المقبور الناس أحياء ؟وأرض العراق تشهد على ذلك وخاصة ارض الجنوب ، وكيف هَجًر النظام السابق الناس مشيا على الأقدام إلى الحدود الأيرانيه، وضاع من ضاع ومات الكثير ؟ وهل الحرب التي فًرِضت على العراقيين بين الجارين كانت بموافقة العراقيين ؟ حيث ساق النظام الشباب إلى محرقة الموت بالجملة ، ومن لم يحارب يموت رمياَ بالرصاص بتهمة التخاذل وتؤخذ ثمن الرصاصات من أهله ، هل نسينا ذلك ؟ فاضطر الجندي إلى الهروب اوالتسليم إلى إيران ، وعاش في قفص الأسر مهاناً وأنتم أعرف بذلك ، والآن نحن نعيش أتعس الظروف
المعيشية ،بانعدام الأمان ،والحروب المتواصلة ،،والخطف ،وسيطرت بعض القوى على مراكز الدولة ،وأما الفساد فحدث ولا حرج ،أما إن كنت خريجاً من إحدى الجامعات ،فلا عمل ولا راحة ،فذهبت جهودك ودراستك سداً ،وإذا حاولت التعين أما أن تكون قريب أحد المسئولين أو من عشيرته ،أو تدفع دم قلبك حتى تحصل على وظيفة تسد بها رمقك وتعيل اهلك .وتحمي عائلتك .وأما محاربة الطوائف الأخر ى وتهميشها والضغط المستمر عليها أدى بها إلى مغادرة البلد خوفاً على أبناءها وأرواحها .
إن بيع العراق علنا وبدون محاسبة ألا يكفي ؟ وهل نعبث بالإناء الذي نأكل به جميعا وبين فترة وأخرى يظهر علينا سياسيا ،كان هارباً منذ زمن هو وعائلته ،ورجع يأخذ حصته من كعكة العراق المظلوم ،وهو يحمل جنسيته الأجنبية وعند أي حدث سياسي يهرب بما يحمل من أموال العراق ،وهذا ما صَرًح به أغلب الساسة من كل الطوائف ، وما حدث علنا أمام أعين السياسيين ورجال الدين والمجال لا يسمح لذكر العشرات بل المئات منهم .
فلماذا أموت حتى تعيش أنت بأمان ونعمه ؟ ولماذا أخدمك ولا وتسلمي اجري الشهري ، ولماذا أحارب وأنت وأولادك وجميع أقاربك تعيشون خارج البلد ،وبراتب شهري تتقاضه من مساعدات الدول الاوربيه التي تدعون إنها كافره .أليس من حقي أن أعيش بسلام وأمان .ليس هينناً أن يترك الإنسان أرضه التي ولِدَ عليها ومسقط رأسه ،وان يترك هواء وسماء بلاده ويهاجر ويموت غرقاً ،إن العرب في زمن الحكام كصدام والقذافي وحسني والملوك والأمراء ،هرب الوطنيون والتقدميون والمثقفون والمفكرون والعلماء ، أم خوفاً من بطش الحكام ،أو خوفاً على غوائلهم والتخلص
من أنياب الذئاب المنتشرة بالوطن العربي ،تسرح وتمرح ،نعم أيها السادة الوطن عزيز ،لكنه لم يحمني ،نعم الوطن هو الخيمة التي نستظل بها جميعاً لكنه لم يحميني من أشعة الشمس ،ولم يوفر لي أبسط مقومات الحياة ،وما ذنبي لا حول لي ولا قوة ،وأنا أرى بلادي تُسرق وتُنهب على يد أبناءِها وكأنهم يطلبونها بثأرٍ قديم ، للأسف بلد تحكمه الطوائف بلا تخطيط ولا اقتصاد ولا زراعة ولا صناعة ولا أمن اجتماعي وعيش كريم ، نعم الوطن عزيز أيها السادة ، لكن كيف السبيل لحمايته ؟
الكاتب والقاص
محمد عبد الله دالي الرفاعي
5/9/2015
*********************************************
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مقتل عشرات العسكريين السوريين في غارات إسرائيلية على حلب
.. بوليتيكو: البنتاغون في -محادثات مبكرة- لتمويل قوة حفظ سلام ف
.. رغم استمرار خطر الهجمات.. النازحون الفلسطينيون يريدون العودة
.. رئيس الأركان الأميركي: إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبت
.. بحضور أوباما وكلينتون.. بايدن يجمع 25 مليون دولار لحملته الا