الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصلاحات العبادي قطرة في بحر الفساد وعساكره المروعة

صادق الازرقي

2015 / 9 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عندما انطلقت الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ تموز الماضي، سارع الفاسدون في الطبقة السياسية الحاكمة وزعماء دينيون، وداعموهم من المتنفذين والمسؤولين وموظفيهم في المؤسسات الحكومية الى محاولة ركوب الموجة، والادعاء بانهم يناضلون ايضا ضد الفساد؛ لذا رفعوا اصواتهم في مناسبة او من دونها بالزعم بمساندة الصوت الشعبي الهادر، واثر بضعة قرارات اصدرها رئيس الوزراء حيدر العبادي من دون ان يكون لها وقع فعلي على صعيد الواقع، جلسوا على الناصية وراهنوا على انتكاس الاحتجاجات ليتسنى لهم اعادة الاوضاع حتى على صعيد الكلام الى نقطة الصفر وجرت افعالهم بأشكال عدة؛ منها ان زعماء سياسيين ودينيين ادعوا في البداية انهم مع التحرك الشعبي و جاهروا بدعمهم لإصلاحات العبادي، ثم سرعان ما تراجعوا عن ذلك بعد رؤيتهم ان الاحتجاجات تقتصر على ايام الجمع فنسوا دعاواهم بمساندة مطالب الشعب المشروعة، وطفقوا يتحدثون عن ضرورة الرجوع الى الدستور لتنفيذ الإصلاحات برغم ان الدستور ولد اعرجاً واصبح اداة لتنفيذ المحاصصة وتقاسم اموال الخزينة من قبل السياسيين واقاربهم ومؤسساتهم المشبوهة، ورأينا كيف تمثل ذلك بتسابق شخصيات واطراف للالتقاء برأس مؤسسة كان تغييرها احد المطالب الرئيسة للمتظاهرين ونعني بها القضاء؛ وفسر المراقبون ذلك بخوف الطبقة السياسية من انكشاف فضائحهم وسرقاتهم في حال تغير القضاء.
اما الفئة الاخرى التي جندت لقتل الاحتجاجات فتمثلت في افواج من الاعلاميين المستفيدين من الوضع الحالي عن طريق مؤسسات تتسمى باسم الدولة او تظهر مظهر الاستقلالية، في حين انها تمثل الحكومة فسمح لهم بتصوير التظاهرات فأخذ مصوروها ومن بينها قنوات حكومية بالتقاط زوايا ميتة من صور الاحتجاجات لمحاولة الايحاء بانها ضعيفة، كما كرس اعلاميون اقلامهم لمحاولة الاستخفاف بالمتظاهرين والتظاهرات والسخرية منهم؛ ولم يخجل هؤلاء من انفسهم حين يستهزئون بشباب طافح بالحياة بمنزلة اولادهم او احفادهم؛ شباب أبوا الركون الى استلاب الكرامة مثلما رضى بها كثير من منتقديهم، فحاول هذا الجيش الاعلامي الاساءة الى المتظاهرين وتلويث سمعة الناشطين منهم، كما جرى تحريك اياد خفية لإحداث البلبلة في صفوف التظاهرات وجرها الى الاصطدام مع الاجهزة الامنية؛ هذه بعض صور مجابهة الاحتجاجات الجماهيرية و كثير غيرها في جعبة الفاسدين والمتواطئين والخانعين، بما لا يمكن الاحاطة به في هذا المقال كما لا يمكن التكهن بردود افعال المتفسخين الاخرى.
ان الفاسدين بشتى اصنافهم يراهنون على الوقت لقتل التظاهرات، معولين على بضعة ظواهر لإماتة الروح في الشباب المنتفض ومنها الهجرة الى اوروبا كي تتواصل دوامة الخراب العراقي المتفاقم بوساطة عملية سياسية بائسة، بنيت على الحقد والكره والتربص بالآخر المختلف دينيا وطائفيا وقوميا بحيث اصبح الحديث عن المواطنة مدعاة للتندر، ودعمت ذلك التوجه افواج من الكتاب الذين يتصورون انفسهم في مركز العالم وهم وحدهم يمتلكون الحقيقة وان جميع افراد الشعب من الهمج، وهو ذاته منطق الدكتاتوريات التي يدعون معاداتها؛ يأمل السياسيون والمسؤولون حتى موظفون حكوميون في مواقع المسؤولية ان تنتهي ازمة التظاهرات التي ارقتهم واقضت مضاجعهم لكي يتواصل مسلسل افقار الناس وسرقة اموالهم وقتلهم بالتفجيرات والامعان في تكريس نمط العملية السياسية الطائفية المتخلفة؛ واستمرار دوامة النهب والاثراء على حساب فقراء العراق الذين تكاثرت اعدادهم بشكل مفزع وفي ظل انعدام السكن الملائم ووسائل الدعم والضمان الاجتماعي والصحي وتغييب مظاهر الروح الانسانية وتعزيز الكراهية التي افلح السياسيون في ادامتها ولكن حتى حين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن