الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستحرك صورة إيلان الضمير العالمي الانساني

صباح محمد أمين

2015 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



صورة الطفل الوديع أيلان ستدخل التاريخ ضمن الألبوم .... الطفل محمد عمر خاور ( حلبجة ) الذي إحتضنه والده خوفا عليه من إستنشاق الغازات السامة إنها صورة رُعْب دفع بأهلِ المدينة الى هول الفرار بإتجاه بطون الجبال هربا من الجحيم.. ورائحة الخردل المميت
ففي الألبوم ( قتل الطفولة ) صورٌ مُرعبة لجثث أطفالٌ بأعمار مختلفة ، وأصوات إستغاثة عجز عن تلبيتها الهامدون على الأرض على مد البصر ،
رُعْبٌ وهروبٌ من الطائرات القاصفة، المِحملةِ بمواد كيمياوية حارقة ومميتة مُستهدفة كل عروق الحياة في المدينة .. حيوانات وأشجار وطيور والزهور ، كل شي في حلبجة أُستشهدت ..
تلك الصورتين مثال لمآسي التي تعرض لها الشعب الكوردي ، فالصورتين تتداخل بعناصر الاستدلال والتشبيه يُصعَب التفريق بينهما لانها تعنيان الموت ، وبالأحرى تدفع بالذاكرة الى أنه هناك شعبٌ يقع تحت نير الظلم وحكم الإستعباد، فصورة إبن الحلبجة تحكي عن أب يحاول الهروب الى بُقعة آمنة خالية من السموم
وهناك صورٌ ناطقة مُتجسدة بالقبور والجرحى المعاقيين وولادات” هيروشيمية “ او” حلبشيمية “ هناك حالات التشوه وإضطرابات نفسية وإحباطات إجتماعية وهناك دورٌ تتداخلت في هيكلتها وجدرانها آثار الدمار
تلك الصور تقرصُ قلوبنا فهي ليست لذاكرة فحسب ، بل واقع لقتل الطفولة بمسلسل تراجيدي نتيجة لعبة الأمم القذرة التي يتكرر فصول المأساة على مسرحها يوميا صعبَ على الضمير الإنساني الإستيقاظ والصحو من ثباته ، لانه لم تتحرك أصلا قبل حصول الكوارث ، فالطفل الكوردي إيلان نجى ببدنه مرميا في العراء على شاطئ البحر منكبا على وجه كأنه يريد ان يخبرنا بأنه زعلٌ من هذه الدنيا ولا يُرِيدُ أن ينظرَ الى عالم تحكمهُ الحيتان التي لم ترحَمهُ وترحم أخيه ولم يسع لوالده أن يأتي به اليه ما يلهو به من اللعب في الحياة . كأنه تعمد أو أنكر ليوجه حذاءه بوجه رعاة الظلم ومدبريه في العالم ، وبتلك إستقطبت ضمائر العالم المُنفصلة عن الانسانية لحين أمد غير معروف بصلةٍ لمصالح مدفونه في عالمنا القذر هذا ، حيث إستقطابه ، وبالتأكيد يتخذه أصحاب المقام والحُكام إرجوحة لعبٍ ، تلك هي من ُلُعبة الأُمم . .... ! نعم تلك الصورتين ، مُرفقةٌ معهما صور للألف من أطفال اليمن الذين يقتلون من خلال القصف جواً وأرضا وأطفال غزة المجهولة قضاياهم !
هي صور ذبحتها الشياطين لترميها على صخور الذاكرة .. ولكن علينا ان نسأل :/
هل تُغير تلك الصورتين مسار التاريخ ؟. وهل وجود الضمير الإنساني له دور في رسمِ سياسات الدول عندما تضع مخططاتها ومشاريعها ؟ أم التوجه الى وقف تدفق السلاح وأموال مشيخات الخليج الى شذاذا الأفاق والقتلة الذين يعبثون بالبشرية والإنسانية ، ستعطي الأمل !
لقد سئمنا من تلك اللُعب والتصريحات التي تُقام في قاعة البنتاغون , وتشريفات لحكومات العربية والإسلامية واللقاءات الصحفية .. فالخَطبُ جللٌ والجُرم عظيم ونحن نشاهد في كل وقت وحين ، تـنتهكُ الانسانية بإسم الإسلام والديمقراطية والوحدوية وأبناء جَلدتنا يُقتلون بأبشعِ الطرق في سوريا والعراق واليمن وفلسطين ، وفي أماكن أخرى من العالم , وحكام العالم في غيّهم يعمهون , كأن الامر لا يعنيهم .. أشكُ بل اجزم أن صورة الطفل ” ايلان الكـردي كما حصل مع صورة محمد عمر خاور .. او غيره ” أن تحركَ في نفوس من شاهدها من حكام العرب والعثماني أُردغان ، وغيرهم من سلاطين العصر شيئا . فهؤلاء تحجرت قلوبهم وتبلدت أحاسيسهم وماتت عواطفهم .. لا يهمهم أن يموت الملايين غرقا أو يقتلون حرقا أو يذبحون ذبحا في مشاهد هوليود - داعشية . الذي يهمّ هؤلاء الرهط هو إستمرار عروشهم وبقاء كراسيهم , ولتذهب الشعوب بأطفالِها ونِسائها ورجِالها الى الجحيم .. علينا أن نستفيق ونقول لحكام الغرب والعرب والمتاسلمين ... أنتم من يقتل في حقيقة الأمر أطفالنا وشبابنا ونّسائنا وشيوخنا . إن لم يكن ذلك بأيديهم مباشرة فهو بتواطئهم ، مع أنظمة الإستبداد والفساد ، التي تمدونها بالسلاح وتتسترون على جرائمها في منظمات الباطل التي انشأتموها .. ماذا يصنع مجلس الامن , والامم المتحدة والمنظمات الدولية الأُخرى , عدا التفرج على جرائم النظم الفاسدة والخادعة لشعوبها , وأضحت همومها ، تمويل جماعات القتل والتدمير في سوريا والعراق واليمن وليبيا ؟؟. فما دمنا نُحكم من قِبل عصابات نهب المال العام والمفسدين سيموت غرقا وحرقا وذبحا ، ملايين البشر الهاربين والمعارضين لحكمهم الفوضوي الغير العادل , ستُهدر دماء الملايين من البشرية حتى زوال تلك الأنظمة ..
..والآن إذا قُلْنَا أن الضمير الإنساني العالمي صحى من غفوته ماذا سيحصل ؟
هل سيقف دعم وتمويل التنظيمات المسلحة الارهابية مالياً وعسكرياً وإعلاميا وإعدادا وتدريبا و التي هجرت الشعب السوري والشعب العراقي والليبي من مواطنهم الأصلية ؟ فمآساة ومعاناة أهلنا في فلسطين منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين ولتاريخ اليوم مازالت مستمرة ماذا فعل هذا الضمير الإنساني العالمي غير الصمت والتجاهل وفي أقصى حالاته الشجب و الإدانة والاستنكار لماذا لم يضعْ حد لهذه المعاناة و المأساة المستمرة طوال تلك السنين الماضية الجواب بكل بساطة هو ،، للانعدام ضمير إنساني عالمي ، ولعمالة الحُكام لقوى الاحتلال ، ولأنهم أدوات في أيديهم يستخدمونهم لتنفيذ سياساتهم ومخططاتهم ومشاريعهم الإحتلالية
رحم الله الطفل الكردي ايلان وشقيقه غالب وامهما، رحم الله الطفل الكردي الآخر محمد حلبجي ، ورحم الله كل أطفال العالم الذين سقطوا والذين سيسقطون في لعبة الامم، ورب الكون لا توجد كلمة أقوى من العار العار العار لكل حكام الشرق والغرب، إنهم عفن الحاضر وعفن المستقبل ….

ولي في بعض من سطور هذا المقال ان أروي الحلم الذي رأيته ، وأنا مع محمد وايلان ،وهما يصرخان أحدهما بوجه الريح والآخر بوجه مد وجزر البحر ويقولان ::
شكونا أمرنا لرحمن ، ورفعنا قضيتنا ضد كل ظالم وعتيد ، ضد سُرَّاق الأوطان , ضد قاتلي الشعوب ، ضد كل حكام الترك والفرس والعرب وكل من إبتلينا معهم أن يكنْ جاراً من العقارب، وضد كل الشياطين الغرب ، وانا في الحلم ابتسمت معهما وقلت : ……
أيها حكام العرب والمسلمين ستبقى مأساة حلبجة وهجرة المواطنين أوطانهم شاهدة على العار و الذلّ و الهوان و البوار و النذالة… و..و….و….و…..و…….و….و…..و… فالله يـُمهل ولا يهمل …وقبل أن أصحو من النوم ، شعرت ان هناك كفان تمسح جباهي يرافقهما صوتٌ جهور ويقول
وداعا وسلاما ....
لاتتباكوا علينا الآن لأننا سعيدان بعد أنْ غادرنا عالمكم القذر، و لم نشأ أن نتركا لكم قطرة واحدة من دمائنا لأنّه أطهر من كل الكيانات التي تحكم البشر ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟ • فرانس 24


.. إدانات دولية للهجوم الإيراني على إسرائيل ودعوات لضبط النفس




.. -إسرائيل تُحضر ردها والمنطقة تحبس أنفاسها- • فرانس 24 / FRAN


.. النيويورك تايمز: زمن الاعتقاد السائد في إسرائيل أن إيران لن




.. تجدد القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة