الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البقاء للأقوى أم للأصلح لدى المسلمين

ناهده محمد علي

2015 / 9 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تأتيك وكالات الأنباء لأخبار المهاجرين العراقيين والسوريين وفعل النفير الإعلامي فعله خاصة بعد إنتشار صورة الطفل السوري ( إيلان كوردي ) من مدينة كوباني المحاصرة طويلاً ، فتبلور الحس الإنساني النبيل لدى دول الإتحاد الأُوربي وأخذت هذه الدول تتبارى في إستقبال الآلاف من اللاجئين السوريين والذين كانوا يصلون إلى السواحل والحدود أشباه موتى ، وقد قرر الحزب الحاكم في ألمانيا تخصيص حوالي 7 مليارات دولار لإغاثة اللاجئين ، وأخذت دول طالما سماها الإعلام العربي ( الكفرة ، الفجرة ، الرأسماليون ، المستعمرون ) بالمساعدة الفورية وأثبتت هذه الدول أنها أكثر إيماناً وشرفاً منا نحن العرب والمسلمون ، وإلا لماذا لم يتوجه الهاربون من النار إلى دول الخليج الغنية ؟ ، ولماذا يُقتل المسلم بأيدي المسلمين ؟ ، ولِمَ نخشى إيواء اللاجئين داخل حدودنا ونكتفي بتقديم بعض الطعام والبطانيات والخيم والتي لا تحميهم من البرد والعواصف ، أيكون السبب هو الخوف من المشاكل السياسية وغضب اللاجئين كي لا تصيب العدوى أبناء البلد فيثور غضباً ، فقفلت الدول العربية أبوابها حتى لا يصلها ضجيج اللاجئين ، وإحتوى هؤلاء دول لا تمُت بصلة للدم العربي أو الكردي أو للدين الإسلامي بل تمُت بصلة عظيمة للجنس البشري . وهكذا فنحن مخطئون ، وإذا تساءلنا لماذا نقول : إن أعداءنا لم يعودوا غرباء عنا بل هو نحن أنفسنا من يعادينا ، فها نحن نُقتل بأيدي بعضنا في العراق وفي سوريا ومصر والسعودية واليمن والكويت وليبيا والجزائر وتونس ، ولا فرق هنا من القاتل فهو تارة بعمامة سوداء وبخمار أسود وأُخرى بعمامة بيضاء وخمار أبيض ، وقد يكون بملابس عسكرية أو مدنية ، وقد يُقتل المسلم بالسيوف أو بالصواريخ وكل هذه سواء ، فقد أصبحنا كمجمعات للذئاب كلما مرض ذئب أو ضَعف أكلته الذئاب الأخرى ، لكي نُثبت لأنفسنا بأن البقاء للأقوى ، فنتقاتل بالمخالب والأنياب لإثبات المقاطعات والمحميات ، وكلما إنخفض سعر النفط قليلاً لوحنا بتجويع شعوبنا وإيقاف مشاريعنا ، ولا أدري عن أي مشاريع يتحدثون ، وقد نضحك طويلاً هنا ، فشر البلية ما يُضحك . أجوع يا سادة في بلد يعوم على أنهار من النفط الخام . أخيراً بعد كل هذا العرق المالح الذي سال في أيام الجُمع الماضية والقهر الذي عاشه العراقيون من أجل ساعات قليلة من الماء والكهرباء يتعطف السادة على المتظاهرين بالقليل من قناني الماء البارد الفائضة من ثلاجات البرلمان ، أما الكهرباء فلا وألف لا ، ولأنه لا يمكن للعقول المظلمة أن تعيش إلا في الظلام ، والنور يعني هنا الرؤيا الواضحة وأن تدور دائرة الصناعة والزراعة وأن يرتفع مستوى النجاح المدرسي ، ويعني أيضاً إرتفاع معدل عمر العراقيين وإرتفاع حصيلة المولودين الناجين من الموت ، وهذا كله لن يكن أبداً في صالح الظلاميين ، وهم وإن فعلوا هذا كله فسيستطيع الفرد العراقي مؤكداً أن يقلب الموازين وهذا ليس في صالحهم طبعاً ، لذا فسيكتفون بالسماح بوضع بعض الثقوب في بالونات الضمير العراقي كي لا ينفجر ، ثم صب الماء البارد على الرؤوس كي لا تنفطر ولا أكثر من ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة