الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسم الهجرة الى المجهول المقدس..؟؟..

اكرم هواس

2015 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية




موسم الهجرة الى المجهول المقدس..؟؟..

ليست لي شكوى في الذهاب الى الحج.... و لم انبذ يوما ممارسة دينية او غيرها مما يحبه الانسان و يؤمن به... لكني افهم المواسم الكبرى بأنها حشر مع الناس.... مناسبات لجمع الناس و التقرب منهم ... و الحج بالذات و خاصة في الاسلام هو مناسبة للالتقاء بالاخوة في الدين من كل بقاع الارض و الاحتفاء بهم و الاستماع الى همومهم...

الحج هو موسم الهجرة الى الله... موسم الهجرة الى لحظة صدق مع الذات و مع الله... و لحظة الصدق تستدعي التخلي عن احلام السلطة و المصالح و القوة و الهيمنة .. لحظة الصدق تعني التعامل بالمسؤولية...مع الناس.. مع الارض.. مع الخيرات... مع الفقر .. مع الغنى...لحظة الصدق هي الفاصلة بين الحياة و الموت... و بين الحرب و السلم... و بين القيم الاخلاقية و الانانية.... بين المسؤولية و اللا مبالاة....

في هذه الأيام حيث يهاجر الملايين الى الحج معبرا الى الله...ثمة هناك هجرة اخرى... هجرة الى الذات ... هجرة تموج فيها الأرواح و الاجساد بين الغرق في البحر و الوصول الى بر الأمان ... بين الضياع و الوجود الذاتي... حيث يتهاوى جدار الاختيار بين "الوطن الطارد" و "الغربة الحاضنة"... لكن ربما يتعانق فيها الوجود و المقدس...

في أوروبا... و بعيداً عن المصالح و الاستراتيجيات...يخرج الكثير من المواطنين...نساء و رجالا و حتى الجماعات... يتحدون ضعفهم و احتياجاتهم الذاتية... بل و حتى قوانين مجتمعاتهم... ليقدموا الخدمة لهؤلاء المهاجرين بكل أنواعها من مأكل و مشرب و احتياجات الأطفال و شراء تذاكر قطارات و حتى التوصيل بالسيارات الخاصة الى حيث يرغب اللاجئون.... و رغم ذلك يصرخ رئيس الاتحاد الاوروبي: " لا تنسوا اننا كلنا اولاد مهاجرين"... و تقول موگريني منسقة العلاقات الخارجية:" اننا امام تحدي اخلاقي لإثبات مصداقيتنا في ادعاء حقوق الانسان".... و يدعو بابا الفاتيكان اتباعه بضرورة تقديم كل المساعدة الممكنة لهؤلاء الهاربين من الحروب... بل و يقرر ان ان يأوي مقر الفاتيكان عائلتين ... و يقرر رئيس وزراء فنلندا ان يقدم بيته لإيواء اللاجئين ..و..و... الكثير من الأمثلة ... و أكثرها تأثيراً هو " اذا لم يحسن الاتحاد الاوروبي التعامل مع هذه الازمنة الانسانية فان الاتحاد سيواجه الانهيار"... ليس بسبب الكلفة الاقتصادية بل بسبب عدم تحمل المسؤولية الاخلاقية....

هذه الجدليات الاخلاقية تجد طريقها الى حياة المواطن و المهاجر في ارض الغربة... اما في ارض الوطن الاسلامي و ارض الحضارات التاريخية التي يفتخر بها الجميع فلم نسمع من يتحدث عن المسؤولية الاخلاقية... لم يتحدث احد عن لماذا تطرد الاوطان التاريخية ابنائها... لماذا يتخلى التاريخ عن نفسه... لم اختزلت الحضارة الى طائفيات قاتلة... و لماذا اقتصر الحج على ذبح الاضاحي و دفنها في الصحراء... و ذبح آمال الناس و أحلامها و رميها الى السماء...؟؟؟...

لأن كانت المزايدات و الصراعات تطغى على الخطاب السياسي في العالم العربي و الاسلامي .....لنا ان نتساؤل: هل يمكن لرجل مثل عبد الرحمن السديس الذي عادة يبكي و يدعو الله بصوته الشجي الجميل ان يحفظ اوطان المسلمين ... هل يمكن ان يرقى بحكم موقعه المهم خطيبا للحرم المكي الى لحظة الصدق و يتوجه خطابه في موسم الحج هذه السنة الى ملايين الحجيج و الى عامة المسلمين .... و يقول:

"أيها المسلمون... اطلب مغفرتكم... أنتم مخدوعون و نحن القائمون على أمور دين الله نعمل على تضليلكم... نسفه عقولكم... ندعوكم ان تخربوا بيتكم و أوطانكم بأيديكم... نمنع عنكم الخيرات و نحرمكم من رحمة الله في النفس و العرض... بإسم الحق نهجركم و نستولي على اموالكم و نغتصب نسائكم... أنتم قانعون و نحن منافقون... اعلموا أيها المسلمون اعلموا ان طريق الله يمر عبر انفسكم و الهجرة الى الله تبدأ من معرفة الرحمة و ترسيخها في قلوبكم و سلوككم... آيها المسلمون ارجعو الى أوطانكم و اعملو على بنائها و احبو جيرانكم فالنبي محمد وصى بهم دون ان يذكر شيئا عن ديانتهم أو معتقداتهم أو ألوانهم أو أعراقهم "....

هذا خطاب خيالي يمكن ان يطول كثيرا و يأتي على ذكر العديد و العديد جدا من المحطات الجميلة و المصائب... مما يجمع الناس و مما يشكل محل اختلاف... من دروس التاريخ و دور القيم الاخلاقية ....مما يشكل تقاطعا مع الواقع و يتماشى مع حكم السلطان و الاطماع و الطموحات التي تنبع من "النفس الإمارة بالسوء"...

هل الغربة هي وطن الفقراء و المعذبين... و هل الوطن هو سجن الأحرار و محرقة المستضعفين ...؟؟.. هل الهجرة الى الله هي هجرة الى الذات .... و هل الذات وحدها تملك القدرة على معرفة الله في ذاته... و هل تتساوى الغربة عند المعدم مع الله في توفير الأمن و سد الجوع..؟؟... فلنتذكر القرآن ..." سلام قولاً من رب رحيم.... و امتازو اليوم أيها المجرمون" (يس 58-59)... هل حان يوم الاختيار بين "الرحمة" و "الجريمة"...؟؟... او يوم الامتياز و التفريق بين "المجرمين" و الذين "يدّعون الإيمان بهتاناً" ...حبي للجميع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - والد الطفل السوري أيلأن هو سبب غرق القارب
أشورية أفرام ( 2015 / 9 / 10 - 19:59 )
http://www.non14.net/64356/


2 - أمة الوهم
ماجدة منصور ( 2015 / 9 / 10 - 20:59 )
لقد تنفست وجعك أيها المحترم..نحن امة قد أدمنت الوهم لحد الجنون0
احترامي


3 - حب الانسانية هو عدم التعارض مع المصلحة!!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2015 / 9 / 11 - 04:47 )
اولا مع احترامي لما يقوم به الغرب من اعمال انسانية (؟؟؟؟) تجاه المهاجرين من اوطانهم طلبا للسلامة من اتون حروب مدمرة ولكن هل ما يقوم به الغرب هو لوجه الله ام لوجه آخر؟؟.لماذا يقوم الغرب بهذه البهرجة الاعلامية تجاه المهاجرين ويغمض عينيه ويصم آذانه عما يجري في اليمن مثلا وهو يرى طأئرآت التحالف تدك المدنيين وتخرب البنية التحتية من مستشفيات ومدارس ومعاهد وهو القادر على ايقافها؟؟. اما كان الاولى بالغرب المدافع عن حقوق الانسان ان يطلب من مجلس الامن اصدار قرآر لايقاف الحرب وتقديم المعتدي الى المحاكمة؟؟.لماذا يسمح الغرب للسعودية وحلفآئها بمحو اليمن من الخارظة كما يسمح للصهاينة في فلسطين ويتغاظى عن اجرامهما؟؟.اليست هي المصالح واستغلال غباء المسلمين لان رؤساء دولهم ما هم الا دمى بيدهم يحركونها لمصالحهم؟؟. الا تعتقد ان السديس ودار الفتوى في السعودية تبع للديوان الملكي الذي هو بدوره تبع للبيت الابيض يوججه حيث شاء لتنفيذ خططه ومصالحه؟؟. من يمول الارهاب واين اموال السعودية؟؟. اليست هي في البنوك الامريكية؟؟.لماذا الحظر على ايران وليس على السعودية؟؟.دعنا نكون صريحين ونقول ان الغرب وعلى راسه امريكا


4 - حب الانسانية هو عدم التعارض مع المصلحة ـ تابع
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2015 / 9 / 11 - 04:47 )
لا يهمهم الا مصالحهم وليس حقوق الانسان وان ما يقومون به من استقبال المهاجرين هو ذر الرماد في العيون ولاغراض ساسية بحتة ليست خافية على احد وعليهم ينطبق قول الحكمة العربية.
وكافلة الايتام من كد فرجها ** لك الويل لا تزني ولا تتصدقي.
ولكن على من تقع المسؤولية في المقام الاول؟؟. المسؤولية تقع على المسلمين انفسهم لمشيهم كـ القطيع ورأء الديكتاتوريين باسم الدين وتشريعاته:
كـ اطع الامير وان جلد ظهرك. لا يجوز الخروج على الحاكم وان كان ظالم. ولي امر المسلمين اعرف بمصلحة بلده وان كان لا يفهم كوعه من بوعه.
اخي الكريم: ان تقاطع المصالح بين الدول هو دين الحضارة وليس حب الانسانية.
اما الحج فهو طقس وثني والهدف منه ليس اجتماع الامة بل هو ريعه المالي على الاسرة الحاكمة اولا والتجار ثانيا واهل مكة ثالثا وان المجتمعين من الحجيج في ربوع مكة تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ولولا حرمة البيت والامن السعودي لتقاتلوا في الحرم.
اما لماذا ينفق الحجاج امولهم على الحج ولا ينفقونها على الفقرآء والمهجرين فان غفرآن الذنوب لا يكون الا على الوقوف على جبل عرفآت.


5 - نرفع القبعة احتراما لرايك يافهد!!
ابو علي آل ثائر ( 2015 / 9 / 11 - 07:45 )
نعم انها والله الحقيقة ومن يعتقد غير ذالك فهو واهم. نعم الانسان وحقوقه هو مواطن بلدهم فقط وعند تغليب المصلحة لا حق حتى لمواطن بلدهم الا ان يكون كبش فداء كما تفعله داعش الارهابية بصحفييهم وهذا يعني البيع بالربح الوفير. اقتل صحفي ولكن مدنا بالنفط المسروق من حقول الموصل واشتر السلاح وهو شعار المسلمين الغاية تبرر الوسيلة مع الفرق في التطبيق من قبل الفريقين.
راس الارهاب السعودية وحلفآؤها ولكنهم دولا معتدلة في التصنيف الامريكي اما ايران وسوريا فهما من محور الشر.
هذا هو تعريف حقوق الانسان الشرقي.

اخر الافلام

.. إيقاد شعلة دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024 في أولمبيا الق


.. الدوري الإنكليزي: بـ-سوبر هاتريك-.. كول بالمر يقود تشيلسي لس




.. الصين: ما الحل لمواجهة شيخوخة المجتمع؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. إسرائيل تدرس -الأهداف المحتملة- للرد على الهجمات الإيرانية




.. سلاح الجو الأردني ينفذ تحليقًا استطلاعياً في أجواء المملكة م