الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش تستخدم إمدادات المياه ومشاريع السدود كسلاح تكتيكي في حربها في العراق وسورية

رمضان حمزة محمد
باحث

2015 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


إن المحاولات الحثيثة من داعش للسيطرة على امدادات المياه مثل مشاريع السدود وتوليد الكهرباء ومحطات مشاريع الصرف الصحي وتحلية المياه وجعلها في أولوية أهدافافها العسكرية وخاصة كون هذه المنطقة تقع ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة التي تواجه نقصا في المياه بانتظام، لذا فإن "التحكم في إمدادات المياه يعطي السيطرة الاستراتيجية على كل من المدن والأرياف وهذه إشارة واضحة كون أن أجزاء من منطقة الشرق الأوسط بدأت تشهد معركة الصراع والسيطرة على المياه وباستهداف الماء كهدف إستراتيجي لذا فإن ذلك يعني بعبارة اخرى إنها مسألة حياة أو موت للسكان في كل من العراق وسورية وخاصة كون المناطق التي تسيطر عليها داعش هي المناطق التي تضم معظم الروافد العليا الرئيسية لنهري دجلة والفرات، وهما النهران الكبيران اللذان يتدفقان من تركيا في الشمال وتصبان في الخليج في الجنوب والتي تشمل كامل الأراضي العراقية وجزء كبير من سوريا حيث يعتمد عليهما للحصول على المياه لأغراض الزراعة وتأمين الغذاء وإستخدامات المياه للأغراض المنزلية، البلدية والصناعة وغيرها. وهنا يظهر جليا بأن السيطرة على الموارد المائية في العراق وسورية هو أكثر أهمية من السيطرة على مصافي النفط، خاصة في فصول الصيف ومواسم الجفاف كون إمدادات المياه لها أهمية أساسية لديمومة الحياة.
الكثير من الخبراء أشاروا بان فترات الجفاف الطويلة كانت أحد الاسباب الرئسية لهجرة المزارعين مما سبب في زعزعة الاستقرار السياسي في سورية عندما تركوا أراضيهم الزراعية عند تقلص هطول الأمطار وعدم توفر البديل لري المزروعات.
وقد إستخدم المياه كسلاح تكتيكي على نطاق واسع من قبل داعش بإستهدافهم المتعمد لشبكات ومشاريع إمدادات المياه يضاف الى ذلك حالة البنية التحتية المتهرئة لإمدادات المياه والتي هي على شفا الانهيار وخاصة في العراق بسبب استمرار الحرب منذ ثمانينيات القرن المنصرم وهي مستمرة لحد الان مما جعل البنية التحتية للمياه في حالة حرجة والحالة هذه سيكون يكون الماء هو مفتاح السيطرة في المستقبل لاية جهة تريد إرساء وتثبيت قواعدها على الأرض حيث السيطرة على مصادر الماء في المناطق القاحلة في بلد مثل العراق أو سورية سيكون من السهل الإمساك بخطوط النهج الاستراتيجي للسيطرة على المدن والقصبات في هيت البلدين.
يضاف الى ذلك دور تركيا في دعم داعش للسير على خطى هذا النهج الإستراتيجي للسيطرة على مواقع السدود زإمدادات المياه الاخرى لإبراز دور تركيا كلاعب أساسي في المنطقة وإضفاء الشرعية على مشاريع تركيا ضمن مشروع جنوب شرق الاناضول العملاق المعروف يمشروع "الكاب" حيث تركيا من خلال هذا المشروع قلصت تدفق المياه الى العراق بنسبة 80٪-;- والى سوريا بنسبة 40٪-;-. وكل من العراق وسورية يتهمان تركيا بأنها تهدد إمدادات المياه الى بلدانهم بدون وجه حق مستغلة الظروف السياسية الهشة في البلدين وإستمرار حالة الحرب الداخلية.
النزاعات في الشرق الأوسط فد بينت بوضوح الدور الهام للغاية للمياه في العديد من هذه الصراعات كون المياه هي واحدة من المشاكل الأكثر خطورة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبالاخص العراق وسورية وإذا تم تقسيم البلدين سيكون هناك بالتأكيد حرب مكشوفة على المياه ولكن لا أحد يريد التحدث عن ذلك الان سيما وأن مستقبل نهري دجلة والفرات في ظل تغيرات المناخ وتكرار مواسم الجفاف وإستمرار مشاريع السدود التركية والإيرانية سيكون الجفاف بحلول عام 2025 ويتوقع حدوث كوارث طبيعية وبيئية وإنسانية لا تحمد عقباه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن