الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة رجل طفل !! (قصه قصيره)

عدنان سلمان النصيري

2015 / 9 / 16
الادب والفن


عقدة رجل طفل !! (قصه قصيره)
كان صبيا مشاكسا، ذات نزعه استباقيه واستحواذيه ، لم يالفه زملائه باللعب معهم اكثر الاوقات ،
حاول يوما ان يجرب اكتشاف عالما غير عالمه بدافع التطفل والفضول الفطري للجنس الاخر .
بحدود هذا العالم كن منشغلات باللعب كل يوم مع عرايسهن الصغيرات بفناء الدار .
لم يلقى منهن باي ترحاب كلما اراد التقرب ، وكأنه زنبور احمر مفترس يريد افساد بهجتهن داخل خلية نحل.
امه كانت تحذره بعدم الاقتراب من عالم البنات ، لان عالمه ذكوري مختلف ، وكما لو كان هو من كوكب ثاني .
باحد الايام حاول ان يعيد الكَرّه ليجرب ممارسة شجاعة الرجال المغامرين ، فنسي بل تناسى كل تحذيرات أمه .
تقرب من خطهن الاحمر ليكتشف عن قرب اسرار عالمهن المجهول ، مثلما فعل من قبل كولمبس باكتشافه للامريكيتين.
وجدهن متحفزات يلذن عن عرينهن بانيابهن المكشره مثل لبوات مفترسات ..
صارن يستعرضن من حوله بطقوس عويل وصيحات الهنود الحمر قبل سلخ جلده والتهامه . ولكن من غير دقات للطبول.
تسمر على لوح خيبته ، بارتباك وقلق جبان ، تحت اطلاق صافرة الانذار ،
اصبح بوضع لايُحسَدْ عليه ويصب اللعنات على حظه العاثر ، وخصوصا بعدما كانت تناديه امه بالرجل الشهم .
حاول ان يبرهن لهن انه مقدام لايهاب الخوف والتهديد ، و بكامل رجولته بالرغم من حجمه الصغير .
باجواء منغلقه جدا ..هرع جميع الكبار لاطفاء نار الفتنه والانتصار لعالم الاناث من هذا المتطفل المسترجل،.
حكموا عليه بالتوبيخ الشاق المؤبد.
غاب منهم الصواب واعتقدوا انهم من احكم حكماء العصر .
احس باجتثاث شخصية رجولته الترفه بدون رحمه .. وخصوصا امام بنات الجيران.
اصابوا ولدهم بجرح عميق لم يندمل طول السنين .
ساهموا جميعهم بمنحه وسام المشاكسه والزعرنه من الدرجة الاولى امام مرأى ومسمع كل الحاضرين .
ناهز عمره الاربعين ، ولازال يتخبط بحياته لايعرف اين يقذف مرساته بين الكُره والحُب ، والحق والباطل .
بقي يعيش نوبات شعور جامح بالانتقام من الجنس الاخر تحت حاله من الهستيريا المكبوته .
قضيته حيرت امهر اطباء النفس بالوقوف على حالته وشفائه . التشخيص جاء متاخرا جدا.
عقدته باتت مستعصيه العلاج حتى على قدرة جهاز السونار المفتت للحصى .
اخيرا وجد ضوءا بنهاية النفق املا بشفائه ، ولكن بعالم اخر..
وسط حورالعين ، وهو يلعب معهن، بعيداعن صرامة الكبار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في


.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة




.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد