الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو السر وراء تديُّن النساء رغم امتهان الأديان لهن؟!

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2015 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تميل النساء لتأدية الشعائر الدينية، بدرجة تزيد عن ميل الرجال لتأدية هذه الشعائر. ولدى النساء ميل عام للتدين، يزيد عما لدى الرجال. لكنهن في الوقت ذاته، لا يظهرن التزاما مظهريا بمتطلبات التدين، إذا امتلكن الحرية الاجتماعية التي تسمح لهن بذلك، إو إذا تعلق الأمر بالحفاظ على مظهر أنيق، تحرص النساء على الظهور به، في الأماكن والمناسبات التي تجمعهن معا، أو تجمعهن بالرجال.
رغم أن المتدينات من المسلمات، يعرفن أن دينهن يمنعهن من حفّ حواجب العين، أو استخدام المساحيق التي تطلى بها الوجوه، إلا أن الغالبية الساحقة منهن، يتجاهلن ما يفرضه عليهن الدين، في هذا الشأن، ويبحن لأنفسهن رخصة لا يبيحها الدين. من غير تأنيب ضمير، ولا شعور بالإثم. كما تحرص المسلمات المتدينات، على ارتداء ملابس تستر كل جسدهن، كما يوصي الدين، لكنهن يحرصن أيضا على أناقة مظهرهن، التي لا تمنع إغرائهن للرجال، بل قد تغري المرأة بأناقتها الرجال الذين قد لا تغريهم، لو عرضت نفسها سافرة.
تشترك الأديان، ذات النسب الإلهي، والتي لا تنتسب إلى إلاه الأديان الإبراهيمية، في أنها تضع المرأة في مرتبة دون مرتبة الرجل، ما قد يكشف عن امتهان لكرامة المرأة، تتقبله المرأة، وتتماهى به، وتحفظ ولاءها له، وتواظب عليه.
في الدين اليهودي، تتحمل المرأة المسئولية عن معصية آدم لربه، ما نجم عنها طرده من الجنة.
وتؤكد الديانة المسيحية، المؤمنة بالدين اليهودي، تحقير المرأة، وإدانتها بتهمة مساعدة إبليس لإغواء آدم (الذكر) بارتكاب المعصية الإنسانية الأولى، التي استجلبت سخط الرب، وطرد الإنسان من الجنة. وفي المسيحية، بعث الرب الأب، ابنه الرب الإبن، ليخلص الناس من الخطيئة التي لازمتهم، منذ اشتركت حواء مع إبليس لإغواء آدم وإسقاطه في جريمة معصية الرب. فالرب أبا وإبنا، ذكر لا أنثى!
وفقا للمسيحية الرسمية، اتخذ الرب (الذكر) ابنا وحيدا له (ذكرا). واستغل الرب الذكر، المرأة مريم، لتحمل، وتلد له ابنه الذكر. وتخاطب المسيحية النساء بالقول إنكن كلكن حواء، المسئولة، بتحالفها مع إبليس، عن إغواء آدم الذكر، ومعصيته، وإخراجه من الجنة.
تعود للمرأة، وفقا للمسيحية، ما وقع على الرجل من دمار. وتصف الرجل بأنه "صورة الله"، مؤكدة بذلك، ذكورية الله.
ويقدم الإسلام، نموذجا للإله الذكر،الذي يتعامل مع النساء، باعتبارهن موضوعات للذكر، لا موجودات لذاتهن. تتضح هذه الصورة بجلاء، في الخيال الديني الذي يرسم علاقة الرجل بالمرأة في الجنة. يملك الرجل في الجنة ما لا يحصى من النساء، اللواتي يلعبن دورا وحيدا، هو دور موضوع جنسي للرجل. بينما يجازي الله في الجنة، الرجل بنساء كثيرة، يمارس معهن الشهوة الجنسية، يصادر حق المرأة في المماثلة العادلة، ولا يكافئها على إيمانها به، بتعدد الرجال، كما يكافيء الرجال بتعدد النساء.
في الدنيا أيضا، يحق للرجل المسلم، اقتناء نساء عديدات، منهن زوجات شرعيات، ومنهن إماء خليلات، عليهن أن يمنحن أنفسهن للرجل، كلما اشتهاهن. لكن لا يحق للمرأة أن تجمع بين رجلين زوجين معا. هذا التقييد لحرية المرأة، خاص بحرائر النساء. لكن فقهاء الدين الإسلامي، يجيزون التعدد للمرأة الأمة. ويمكن للمرأة الأمة، أن تمارس علاقة جنسية مع مالكها، وغير مالكها، بشرط موافقة مالكها. يحق للمرأة الأمة أيضا، أن تمارس الدعارة، بموافقة مالكها، وموافقتها هي أيضا.
ويغلب على القرآن، أنه خطاب موجه للرجال. وحينما يتحدث بخصوص النساء، فهو يستخدم ضمير الغائب: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ). واضح هنا، غياب النساء، وحضور الرجال.
إحدى النساء، وفقا لرواية هي من نساء النبي، اشتكت من الله لانحيازه إلى الرجال، لغيبة اهتمام القرآن بالنساء كما يهتم بالرجال. واستجاب الوحي المحمدي، لشكوى المرأة، ذات الطبيعة الاحتجاجية، فتلى محمد:
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
لكن استجابة النبي، لشكوى النساء، لم ترفع التمييز ضد المرأة، الذي ظلمها عند قسمة الميراث، أو معادلة شهادتها بنصف شهادة الرجل. وبقيت المرأة، في الفقه الديني الإسلامي، مبطلة لصلاة رجل تمر من أمامه خلال صلاته، وساوت رواية عن النبي، بين المرأة والكلب، في بيان عن مبطلات صلاة الرجل، التي منها، مرور أي منهما، من أمام الذكر وهو يصلي. وينفر المتديون الذكور، تحت تأثير ديني، من المرأة الحائض، بيد أن المرأة، في حيضها، تكون بحاجة نفسية لاقتراب زوجها منها، وبذله مزيد من الحب لها. الحيض، مع كونه إدماء جسدي طبيعيي، هو جُرح نفسي يسببه شعور المرأة بفشلها الأمومي! القرآن يسلب الطهارة عن المرأة الحائض، ويصف الحيض بأنه أذى للحائض وشريكها، ويأمر الرجل باعتزال الحائض! هذا، وروي عن النبي محمد، أنه كان يخالط نساءه خلال حيضهن، ويضاجعهن نائيا بِذَكَرِه عن فروجهن!
رغما عن موقف الأديان من المرأة، تقبل النساء الدين، وتتمسك بشعائره. لماذا؟
تسأل المسلمة عن رجل يتقدم لخطبتها: هل يلتزم بالصلاة؟! وتعتقد المسلمة، أن الرجل الذي يصلي، يخاف الله، ولن يظلمها، ولن يغشها، ولن يطلقها، ولن يتزوج عليها من مرأة أخرى، وسيبذل أقصى جهده لتوفير السعادة لها، ولأبنائها منه.. تعتقد أن كل ذلك سيفعله، لأنه يخاف الله!
تريد المتدينة، رجلا يخاف الله، فتضمن مخافته اللهَ لها، أمنها!
المرأة تعاني من عقدة الخوف، أشد مما يعاني منها الرجل. يعود ذلك، إلى خصوصية المرأة البيولوجية، التي تكرس المرأة لوظيفة الحمل والولادة ورعاية الأبناء. خوف المرأة على نفسها، وعلى نسلها، يدفعها للبحث عن الأمن، الذي تعتقد أن الرجل قادر على توفيره لها. والرجل في اعتقاد المرأة، الظاهر والباطن، ليس الرجل الآدمي فقط؛ لكن الله، بذكوريته، رجل يملك قدرة فائقة على توفير الأمن لها، وفي معتقدها، فالله يوفر الأمن لمن يؤمن به، ويتقرب إليه بالشعائر.
الخوف من الموت وما يحمله من فناء، دفع الإنسان لابتكار الأديان، والأرباب، والشعائر والشرائع التي تقرب للرب، وتستجلب رضاه، وتضمن الخلود الذي يدفع خطر الموت والفناء، في الحياة، وبعد الحياة.
لكن الخوف عند المرأة أشد من خوف الرجال، ما دفع المرأة لمزيد من الخنوع للدين، متجاهلات ما يهينهن به الدين. المرأة أحرص على البقاء بحكم دورها البيولوجي الأمومي، وهي أقوى من الرجل شكيمة، وحكمة، ما يدفعها للتسامح وتجاهل المهانة، في سبيل استمرار الحياة.
ورغم تدين المرأة فإنها لا تقبل ما يسمح به الدين من تعدد الزيجات للرجال. ولا تسامح عليه. المرأة تقبل من الدين ما يوفر لها ولأبنائها الأمن، وترفض زواج ذكرها من امرأة أخرى، ستتقاسمه معها... هذا تهديد وخطر وخط أحمر!
كنا قد أشرنا، إلى حرص المرأة على مظهرها الأنيق، وقبولها بالحرية التي يتيحها ذكور مجتمعها لها، ما يتيح لها حضورها الأنيق المغري، متجاهلة بذلك ما تأمر به تعاليم الدين. وهذا مفهوم في ضوء خوض المرأة لمعركة البقاء، التي تشترط توفر الأمن لها، يأتي من رجل ذكر، أو إلاه ذكر!
تحيا المرأة حالة تنافس مستمرة، مع بنات جنسها، بهدف الفوز برجل، يوفر لها الأمن الذي يخلصها من مخاوفها.. تخاف المرأة من الفناء، وتعتقد أن الرجل قادر على أن يخلصها من الفناء، إذا وفر لها أمنها العاجل بالإخلاص لها وحدها من دون النساء، وإذا منحها من نفسه، قدرته الإنجابية؛ فالأبناء بقاء للمرأة، يخلصها من خوفها من الفناء في الدنيا. أما الدين، في اعتقادها، فإنه يوفر لها، خلاصها من الفناء الأبدي.
تريد المرأة المتدينة بقاء أبديا، لكنها لا ترضى بحرية زوجها الجنسية في دار البقاء الأبدي.. رغم ذلك تقبل مكرهة بحكم الذكورة في داري البقاء الزائل والدائم دينيا، فهذا القبول، حكمة عميقة منها، يضمن لها البقاء الأبدي الموعود.. على أي صورة كان البقاء!
ومع هذه الحكمة النسائية العميقة، حكمة الحياة الشجاعة، حكمة التسامح العميق.. تبقى المرأة في فقه الدين، ناقصة عقل ودين!
الدين، بذكوريته، يعاير عقل المرأة، بمعياره العقلي. دماغ المرأة، بتعبير أدق، دماغ الأنثى الآدمية، مختلف عن دماغ الذكر الآدمي، إختلافا ينتج اختلافا في العقل بين الجنسين، ما يقضي بعدم صحة قياس عقل المرأة بمعايير العقل الذكري.
تمتلك المرأة حكمة حياة أمومية. تهديها حكمتها الأمومية لقبول وضعية اجتماعية، تمنحها مساحة اجتماعية تحت حماية الذكورة، وتحظى برضا الذكورة. الذكورة خلقت دينا ذكريا منحازا لمصالحها. هيمن الدين الذكري على المجتمع الديني، وفرض على المرأة، بقوة الذكورة، القبول به، وبقهره وظلمه، مقابل أن يتوفر للمرأة أمنها بما لا يهدد أمن الذكورة المجتمعي. تمنح الذكورة للنساء، حق الانتماء للمجتمع الذكوري المتدين. والانتماء للمجتمع، وسيلة لبلوغ الأمن، ومكافحة الخوف وخطر الموت، تقبله المرأة بحكمة الحياة، وتحرص عليه، بالتدين، رغم ما ينطوي عليه تدينها من مهانة، تشير إلى ضعف أنثوي ظاهري، برأي الذكورة، لكنه في الحقيقة، يكشف قوة أصيلة، تمتلكها المرأة، هي قوة الحكمة الأمومية، التي تنطلق نحو هدف البقاء، غير عابئة بأوهام الذكورة، ولا عابئة بقوة الذكورة الوهمية..
على باب الحياة الأنثوي السفلي، تنبطح الذكورة ذليلة وقد فقدت حكمتها وأوهام القوة كلها.. تُذل إرادةُ الحياة، وَهمَ القوة الذكرية، لتنتصر الحياة..
الأمومة انتصار الحياة المبين!
حكمة الأمومة سرّ تديٌّن النساء، رغم امتهان الأديان لهنّ!

21/9/2015
____________________
*جاء في اسباب النزول - أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي
قوله تعالى: { إِنَّ ٱ-;-لْمُسْلِمِينَ وَٱ-;-لْمُسْلِمَاتِ...} . الآية.
قال مقاتل بن حيان: بلغني أن أسماء بنت عُمَيْس لما رجعت من الحبشة معها زوجها جعفر بن أبي طالب، دخلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن: لا، فأتت رسول الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن النساء لفي خيبة وخسار، قال: ومم ذلك؟ قالت: لأنهن لا يذكرون بالخير كما يذكر الرجال، فأنزل الله تعالى: { إِنَّ ٱ-;-لْمُسْلِمِينَ وَٱ-;-لْمُسْلِمَاتِ} إلى آخرها.
وقال قتادة: لما ذكر الله تعالى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، دخل نساء من المسلمات عليهن فقلن: ذُكِرْتُن ولم نُذْكَر، ولو كان فينا خير لَذُكِرْنا. فأنزل الله تعالى: { إِنَّ ٱ-;-لْمُسْلِمِينَ وَٱ-;-لْمُسْلِمَاتِ} .
وجاء في تفسير بن كثير
عن أم سلمة رضي اللّه عنها أنها قالت للنبي صلى اللّه عليه وسلم يا نبي اللّه: ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن، والنساء لا يذكرن؟ فأنزل اللّه تعالى: { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} ""رواه النسائي في سننه عن أم سلمة رضي اللّه عنها"". وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال، قال النساء للنبي صلى اللّه عليه وسلم: ما له يذكر المؤمنين ولا يذكر المؤمنات؟ فأنزل اللّه تعالى: { إن المسلمين والمسلمات} الآية "أخرجه ابن جرير عن ابن عباس رضي اللّه عنهما".

**Negative Religious Views of Women

Hinduism

It is the nature of women to seduce men in this (world)-;- for that reason, the wise are never unguarded in the (company of) females. For women are able to lead astray in (this) world not only a fool, but even a learned man, and (to make) him a slave of desire and anger.
(When creating them) Manu allotted women (a love of their) bed, (of their) seat and (their) ornaments, impure desires, wrath, dishonesty, malice, and bad conduct.
Laws of Manu 2:213, p. 69-;- 9:14, p. 330)

Theravada Buddhism

‘How are we to conduct ourselves, Lord, with regard to womankind?’
‘As not seeing them, Ananda.’
‘But if we should see them, what should we do?’
‘No talking, Ananda.’
‘But if they should speak to us, Lord, what are we to do?’
‘Keep wide awake, Ananda.’

(Maha Parinnibana Suttana, 5:9, Digha Nikaya 2:141, in Rhys Davids, Dialogues of the Buddha, vol. 2, p. 154)

Mahayana Buddhism

You should know that when men have close relationships with women, they have close relationships with evil ways…
Fools lust for women like dogs in heat..
Women can ruin the precepts of purity.
They can also ignore honor and virtue.
Causing one to go to hell, they prevent rebirth in heaven.
Why should a wise delight in them?

(Speech of the Buddha to King Udayana, from the Mahratnakuta, quote in Paul, Women in Buddhism, pp. 30, 31, 41-2.


Christianity

Do you not all know that each of you (Women) is also an Eve?...You are the Devil/s gateway, you are the unsealer of the forbidden tree, you are the first deserter of the divine law, you are the one who persuaded him who the devil was too weak to weak to attack. How easily you destroyed man, the image of God! Because of the death which you brought upon us, even the Son of God had to die.
(Tertullian, Church Father, in De Cultu Feminarum 1:1, quote in D. Bailey, The Man Woman Relation)


Islam

Men are the maintainers of women because Allah has made some of them to excel others and because they spend out of their property-;- the good women are therefore obedient, guarding the unseen as Allah has guarded-;- and (as to) those on whose part you fear desertion, admonish them, and leave them alone in the ing-places and beat them-;- then if they obey you, do not seek a way against them-;- surely Allah is High, Great.
(Qur’an 4:34)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح