الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلط بين الإسلام و السلفية و داعش

محيي الدين محروس

2015 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



أمام تصاعد عدد اللاجئين من سوريا إلى أوروبا، و بعد بعض العمليات الإرهابية في أوروبا وغيرها من دول العالم التي قام بها "الإسلاميون"، و أمام تصاعد إرهاب تنظيم داعش في سوريا و العراق من صلبٍ و قطع رؤوس و بيع للسبايا، تصاعدت الحملات السياسية في أوروبا المنددة باستقبال اللاجئين، مشيرة إلى خطرهم على مجتمعاتهم،وخطر القيام بعمليات إرهابية جديدة! من حيث و جود إرهابين مندسين بينهم، و من حيث خطر فرض " الشريعة " على مجتمعاتهم … و صولاً إلى أسلمة أوروبا! وهذا التيار السياسي يقوده اليمين المحافظ و الأحزاب القومية في المجتمعات الأوروبية... !

من هنا، تأتي أهمية التمييز بين الإسلام و السلفية و داعش. و ربما عن جهلٍ أو لأهداف سياسية محددة ، يتم الخلط بين هذه المفاهيم، و وضعهم في سلةٍ واحدة، ليصلوا إلى التنديد بالإسلام و المسلمين و العرب … و اعتبارهم كلهم ( أو معظمهم في أحسن الأحوال ) ..متعصبون و إرهابيون!

- بدايةً لا بد من التوضيح بأن الإسلام هو دين عالمي،و ليس حصراً ديناً للعرب! حيث يؤمن به أناس من مختلف القوميات في العالم،من تركيا إلى أفغانستان و باكستان و اندونيسيا و... و داغستان و أوزابكستان و … أرتيريا و كينيا .. غيرها من الدول العديدة. حيث يقدر عدد المسلمين في العالم ب 1,62 مليار نسمة. و هو ثاني أكبر الأديان في العالم بعد المسيحية.
- الإسلام فيه، كما في بقية الأديان العديد من المذاهب و الطوائف و الفرق: السنة ( المذاهب الأربعة: الحنفية و المالكية و الشافعية و المالكية ) ، الشيعة( الجعفرية و الإسماعيلية و الزيدية و …. ) . كما توجد العديد من المدارس الفكرية والأحزاب و التنظيمات! ( ليس الهدف هنا الدخول في تفاصيل و تعداد كل المذاهب و الطوائف والفرق ( حواي التسعين !) - إنما الإشارة إلى ذلك تخدم موضوع البحث.
- السلفية و هو ما يهمنا في الموضوع، كونها الأساس الفكري لداعش.
لغوياً: هي من سَلَفَ و هو ما مضى و انقضى. و سلف الرجل: أباؤه المتقدمون.
السلفية هي مدرسة فكرية ( عقيدة) تدعو إلى العودة إلى فهم الكتاب و السنة حسب فهم السلف، و هم الصحابة و التابعين و تابعي التابعين. تاريخياً: بدأ السلفية أحمد بن حنبل في القرن الثامن الهجري، في مواجهة المعتزلة الذين اتخذوا مناهج عقلية في قراءة النصوص و تفسيرها، حسب الفكر في عصرهم. من هنا، السلفية هي ذات نشأة سنية و مذهب حنبلي، و لا تمثل كل الدين الإسلامي بكل مذاهبه و فرقه و مدارسه و تنظيماته!
- مراحل السلفية باختصار: انحسرت شعبياً و سياسياً، بعد انقسام الفقهاء الإسلاميين، حتى مجيء ابن تيمية في القرن السابع الميلادي، حيث أعاد انتشارها. و من ثم انحسرت لتعود على يد محمد بن عبد الوهاب ( 1703 – 1791 )في القرن 18 ميلادي – الوهابية. و من المفيد هنا، التذكير بتحالف محمد بن عبد الوهاب و محمد بن سعود ( مؤسس الدولة السعودية الأولى) و دعوتهما " للجهاد"، حيث قاما بالغزوات ضد كل خصومهم في شبه الجزيرة العربية! و كانت أعداد كبيرة من الضحايا في صفوف المسلمين! و هي تعتبر نقطة الإنطلاق في نشر الفكر السلفي – الوهابي بقوة السلاح و تحت شعار " الجهاد " و " تنقية الإسلام من البدع"! و " تكفير" عامة المسلمين الذين لا يؤمنون بفكرهم!
و تبنى السلفية -الوهابية حسن البنا و سيد قطب (الإخوان المسلمون) و أيمن الظواهري و أسامة بن لادن( القاعدة )و من ثم داعش و غيرها من المنظمات، مع بعض الاختلافات الفكرية الطفيفة، و التي لا تمس جوهر السلفية – الوهابية.

مما تقدم، نلاحظ الفروق الجوهرية بين الدين الإسلامي بعمومه، و بين إحدى المدارس الفكرية السنية السلفية- الوهابية . بكلمات أخرى: كل سلفي هو مسلم سني – حنبلي، و لكن ليس كل مسلم هو سلفي!
الاستنتاج التالي هو: تنظيم القاعدة و داعش يقوم على أساس مدرسة فكرية سلفية ( وهابية )، كتنظيم يحمل السلاح لمحاربة كل خصومه.. من المسلمين و غير المسلمين! كتنظيم إرهابي تحت شعارات دينية و " جهادية" ! و هنا نجد الفرق الجوهري: ليس كل من يحمل فكراً سلفياً هو إرهابي!
و إنما من يحمل هذا الفكر، و ينتمي إلى تنظيم مسلح يحمل هذا الفكر السلفي هو إرهابي!

الخلاصة: إن الخلط بين الإسلام و السلفية و داعش هو بعيد عن العلمية والموضوعية! الفكر الداعشي هو الفكر السلفي المتطرف المربوط بالإرهاب واستخدام السلاح في فرض هذا الفكر ( و يحمل أهدافاً سياسية - سلطوية). ليس كل تصرف فردي أو جماعي يحمل طابعا دينيا مُتعصباً هو إرهابي بالضرورة !

نعم، علينا التنديد بالفكر السلفي كونه أرضية خصبة لنشوء تنظيمات إرهابية! علينا محاربة التعصب للطائفة لأنه أرضية خصبة لنشوء الطائفية والإرهاب! علينا محاربة التعصب القومي لأنه أرضية خصبة لحمل السلاح ضد قوميات أخرى! علينا محاربة التطرف و التعصب في كل مناحي الحياة !

اللاجئون السوريون ينتمون إلى ديانات مختلفة، كما أن فيهم اللامتدين. أما من ناحية الإنتماء الإسلامي ، هو ايضاً انتماء إلى مختلف المذاهب و الطوائف و الفرق و المدارس الفكرية، و ليسوا كلهم سنة حنبليون و سلفة و وهابيون! فيهم المعتدل .. وفيهم من يؤمن ولا يمارس عقائده، و فيهم من متعصب لدينه، و لكنه ليس سلفياً و لا إرهابياً!
هؤلاء اللاجئون هم هاربون من استبداد الأنظمة السياسية و ملاحقاتهم، هاربون من الحرب، هاربون من إرهاب ما يُسمى الدولة الإسلامية داعش، و من القاعدة و من المنظمات المسلحة المتطرفة والإرهابية ! مثل هذا الإنسان اللاجيء لا يمكن أن يكون إرهابياً!

من واجب كل المثقفين السوريين ، توضيح هذه الفروقات الجوهرية للمجتمعات الأوروبية ، في كل وسائل التواصل الاجتماعي، و الإعلام المرئي و المسموع و المكتوب، للتصدي لحملات الأحزاب و الشخصيات السياسية التي تقوم " بتخويف" مجتمعاتهم من استقبال اللاجئين السوريين!

حق اللجوء هو من حقوق الإنسان المقررة من هيئة الأمم المتحدة، و هو موقف إنساني. موقف الإنسان من الإنسان بغض النظرعن انتمائه الديني و القومي و لون بشرته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دور المثقفين
هانى شاكر ( 2015 / 9 / 22 - 19:46 )

دور المثقفين
_______

يتفضل السيد الكاتب بنصيحة الى المثقفين:

من واجب كل المثقفين السوريين ، توضيح هذه الفروقات الجوهرية للمجتمعات الأوروبية

حسناً .... يقوم أيضاً جيش من المدافعين الأجانب بنفس المهمة ، الا وهى توضيح الفروق بين الارهابى و السفلى و المسلم ... و عن هذا يعلق واحد من المعلقين بقوله محذراً:

ويجب علينا جميعاً ان نُسرع فى شرح الفروق ، قبل ان نموت جميعاً و حالاً

We should hurry in teaching the public all these fine shades of ideologies , as we are gonna all fall dead and soon


دى مصيبة سودة يا جدعان

...



2 - الارهاب يتعشش في جميع الامم
الدرة العمرية ( 2015 / 9 / 23 - 02:13 )

هناك الكثير ممن يعادون الاسلام ولا يؤمنون بهذه التقسيمات التي اوردها الكاتب.منهم من يعادي القران ويدعو الى ازالته من الوجود ومنهم من يدعو الى ترميم القران والاخذ بالايات المكية ونبذ الايات المدنية ومنهم من يعادي المسلمين بشكل عام ظانين ان كل مسلم هو ارهابي فالمسلمون اليوم بشكل عام في مشكل كبير وعلى كل مسلم ان يتبرأ وينبذ التطرف والارهاب.ولكن كلمة حق يجب ان تقال ان الحكومات الدكتاتورية العربية وبمساندة الدول الاستعمارية هم من انتجوا الارهاب


3 - نعم قلت حقا ونطقت صدقا ياالدرة العمرية!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2015 / 9 / 23 - 11:44 )
نعم اتفق معك في ما بينت. اقتباس
ولكن كلمة حق يجب ان تقال ان الحكومات الدكتاتورية العربية وبمساندة الدول الاستعمارية هم من انتجوا الارهاب . ولكن ما هو واجب الشعوب؟؟.
اليس واجب الشعوب التنديد بالارهابيين وبمن يساندونههم ام السكتوت والسكوت من علامات الرضى؟؟. اذا كانت داعش لا تمثل الاسلام فيجب على جميع المسلمين التجمع في الاماكن العامة من بلدانهم منددين بافعال الارهابيين ام اطع الامير وان جلد ظهرك وهتك عرضك.اي دين هذا دين يامر اتباعه بالركون للخونة والمجرمين والحرامية وعملاء الصهيونية والامبرالية؟؟.نحن نسكن القبور وحكامنا يسكنون القصور مع القيان الملاح وعمى البصر والبصيرة فقيه البيت الابيض يصف المتظاهرين في القطيف المطالين ببعض حقوقهم بالخوراج؟؟.اين عدالة الصحابة التي تتشدقون بها ام هي حبر على ورق. هل ياتي اليوم الذي نرى فيه الخونة واقفين امام العدالة ام سنمضي في تقهقرنا باسم السماء و السماء بريئة مما نحن فيه. الا تدل الاحدث الجارية في بلدان المسلمين ووقوف رجال الدين بجانب الحكومات بان الدين حبكة سياسية استغلها الاذكياء لتدجين القطيع؟؟.


4 - هل قرأنا التاريخ
ماجد سرحان ( 2015 / 9 / 23 - 12:51 )
لا أدري هل يقرأ القوم التاريخ ؟ اقرأوا يا كرام تاريخ قيام الدولة السعودية ، اقرأوا حروبها كما أوردها أحد أهم مؤرخيها (ابن غنام) ستجدون قتل المخالف و نهب الممتلكات كغنائم و سبي النساء و كذلك كانت فتوحات السلف : قتل و نهب و سبي ، و كذلك كانت الغزوات زمن النبوة منذ غزوة بني المصطلق عدا فتح مكة كلها قتل و سلب و نهب (أنفال ــ غنائم) و سبي ، بني المصطلق ، بني قريظة ، خيبر ، هوازن و سبايا أوطاس ... ما الجديد الذي فعلته داعش و لم يقم به صلعم و السلف الصالح و الدولة الوهابية ؟ فقط لم تكن هناك كاميرات و اعلام يصور .


5 - هل تغشم نفسك سيد فهد لعنزي
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 9 / 23 - 21:29 )
يبدوان أن فكرك كما فكر التكفرين مع الاعتذار-فالتكفيرين يبيحون تفجير النفس في الاسواق العامة ضد ألمدنين ألابرياء بكل شرائحهم-أطفال نساء شيوخ-بذات الحجة التي أشرت أليها -بقولهم كل من لايحكم بما أمرالله من الحكام فهو كافر وأن نطق بالشهادتين وأن صلى وصام_ وشعبه ألذي سكت فسكوته علامة رضا فهو أيضا كافر حلال الدم والمال والعرض-كما تصف الشعوب ألمغلوبة على أمرها ألمقهورة بألحديد وألنار -التي يقابل تململها الحكام بالقتل وبألاعتقال في اقل ألحالات فقط فكيف اذا ثارت- فدعك من الشعوب ألمستضعفة ألمغلوبة ‘لى أمرها
كن منصف وخلي رحمة في قلبك- لك التحية-


6 - ماجد سرحان صلعم عبد ألمأمور
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 9 / 23 - 22:20 )
الرسول صلى الله عليه وسلم مكلف برسالة نبي مرسل من ألله هذا مايؤمن به كل مسلم- وهو عبد ألمأمور كل فعل قام به أمر من ألله سبحانه وتعالى ويوحى أليه من ألله ومن قتلهم بأمر من ألله فالله يعلم أن هؤلاء لافائدة فيهم ولاينفع معهم ألا القتل-أما الدواعش فهم ليسوا أنبياء ولايوحى أليهم وغير مأمورين من ألله لايحق لهم فعل مايفعلونه- فالرسول عليه الصلاة والسلام- صفح عن كثير ومنهم اهل الطائف واهل مكة-رغم ان هناك أية قرآنية تقول- واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم -سورة البقرة واهل مكة اخرجوا المسلمين من ديارهم وقتلوا كثير من ألمسلمين-فلماذا لم يلتزم الرسول (ص)
بالنص الحرفي لهذه الاية ولم يقتل من قتلهم ومن اخرجهم من ديارهم عندما تمكن من اهل مكة عندما فتحها اذا هناك فهم للايات غير فهم الدواعش- انت من لايقراء التاريخ وان قرآءه لايفهمه كما الدواعش

اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس