الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلفية الجديدة والنيوليبرالية وجهان لعملة واحدة (4-4)

فلاح علي

2015 / 9 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا بد من الاقرار بحقيقة التحالف الغير معلن فيما بين السلفية الجديدة والنيوليبرالية , وذلك لوجود ترابط فيما بينهما في المصالح الاقتصادية والتوجهات السياسية الاستراتيجية . ان الفكر النيوليبرالي الذي يمثل نظرية العولمة المتوحشة والتي تمثلها مصالح الشركات الاحتكارية العابرة للقارات . دائماً يبحث عن حلفاء في هذا البلد او ذاك وهذا التحالف يتمثل في بلدان الشرق الاوسط بشكل خاص مع السلفية الجديدة . من هذا انهما وجهان لعملة واحدة , وذلك لأن الترابط والتحالف قائم بينهما على وحدة المصالح وتكمن وحدة المصالح هذه على الصعيد الوطني. بوجود المشتركات والتوجهات فيما بينهما , واذا اخذنا العراق مثالاً نجد ان الخطورة من ذلك الترابط تكمن من الخشية من تصفية القطاع العام وخصخصة ثروات الوطن وربط الاقتصاد العراقي بالاقتصاد الراسمالي وازماته وتأثيراته الخطيرة على الفئات الفقيرة من شعبنا وعلى اقتصادنا الوطني , لان وحدة المصالح هذه تبيح لهم صلاحية فتح ابواب الوطن امام الاحتكارات الراسمالية ومنحهم حرية التوسع في استغلال وخصخصة الثروات الوطنية ومنها النفط والغاز والمعادن . كما ان وحدة المصالح هذه تضمن لكلا الطرفين في التعاون المشترك على صعيد المصالح والسياسات الاستراتيجية . حيث تدعم النيوليبرالية السلفية الجديدة في هذا البلد او ذاك من الوصول الى السلطة او مساعدتها على استمرارهيمنتها على السلطة مقابل ضمان المصالح الاستراتيجية وهذا ما حصل في العديد من بلدان الشرق الاوسط . وعلى الصعيد الفكري يلتتقيان في منظومة فكرية تكمن في تشويه الديمقراطية الحقيقية امام الشعب والمضايقة على الحقوق والحريات والغاء دور المواطن ومحاصرة وتهميش وعزل الاحزاب الشيوعية واليسارية والديمقراطية,وتزوير تاريخها النضالي والاسائه الى الفكر الماركسي . وبنفس التوجه تهدف الى : الضغط الاعلامي والفكري والنفسي للتأثير السلبي على عموم الشعب وبشكل خاص على المثقفين والشباب في تضليليهم لأجل تبني توجهاتها الفكرية و السياسة النيوليبرالية الداعية الى لبرلة الحياة السياسية والتنظيمية ومن خلال العمل على :
- العمل على عزل الاحزاب الشيوعية عن الجماهير .
- الترويج لفكرها النيوليبرالي وبشعارات براقة تستهوي الشباب , ولكن بنفس الوقت ان جوهرالفكر النيوليبرالي و معه السلفي هو العداء للفكر الماركسي واي يسار جديد يتبنى الفكر الماركسي .
وبالعودة الى كاتب المقاله ( السلفية الشيوعية ضد ارادة التغيير والاحتجاج )
لاحظوا ماذا خرج به هذا النيوليبرالي في مقالته :
(ان من يصنع التغيير سيكون لليسار الجديد واليسار الالكتروني والليبراليين والمتنورين منعامة الشعب )
دون معرفة ورط حاله بالدعاية للفكرالنيوليبرالية وللترويج لوصفته المعادية للاحزاب الشيوعية و لليسارالحقيقي الماركسي . لم يقل لنا في مقالته ما هو المقصود باليسارالجديد ؟ وما هو فكر اليسار الجديد وما هي توجهاته واهدافة لكي يصنع التغيير ؟ , علماً ان كل حزب ماركسي وكل يسار حقيقي يدعو الى التجديد في الفكر والسياسة والتنظيم , ولم يذكر في مقالته اي يسار الكتروني واي ليبرالية يصنعان التغيير ايها المغفل الجديد ؟ . سؤال لكاتب المقاله ممكن ان توضح لنا ما هو المقصود باليسار الالكتروني وكيف يستطيع هذا اليساران يغير ؟ في عصر المعرفة والتطور العلمي والتكنولوجي بلا شك توظف الاحزاب الشيوعية وقوى اليسار والديمقراطية التكنولوجيا للاعلام الجماهيري والتواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والسكايب والتيوتر لنشر فكرها وسياستها ومواقفها .... الخ ويعرف الجميع انه يوجد اعلام الكتروني وتوجد مواقع الكترونية يسارية وديمقراطية . وضح لنا كيف لهذا اليسار الالكتروني ان يغير ويكون بديل عن الجماهير وعن التنظيم ؟ ان كاتب المقاله يحمل في جعبته وصفة الفكر النيوليبرالي التي تهدف الى محاصرة الحزب الشيوعي وقوى اليسار وعزلها عن الجماهير . في الجزء الثاني من المقاله اكدت لك انك ليس فقط لم تفهم فكر الحزب وتاريخه وسياسته ولم تفهم السلفية والنيوليبرالية وانما لا تفهم حتى الحراك الجماهيري . وها انت الآن تبرهن على ذلك . انت لا تدرك الى الآن ان الحراك الجماهيري انطلق في بدايته مطالباً بالكهرباء لعدم توفرها في العراق ومحاربة الفساد ..... الخ , سؤال هنا يطرح نفسه اذا كهرباء ما موجوده كيف لجماهير شعبنا ان تطلع على هذا اليسار الالكتروني وتتبناه لكي يستطيع ان يغيرهذا اولاً ؟ وثانياً ان غالبية الارياف في العراق لا توجد فيها كهرباء اذن كيف بهم ان يطلعوا على هذا اليسار الالكتروني ؟ وثالثاً ان غالبية ابناء الشعب العراقي هم من الفئات الفقيرة والكادحة ويكدحون طول النهار من اجل توفير العيش لعوائلهم هل تعتقد ان لديهم الوقت الكافي للاطلاع على اليسار الالكتروني او ان لديهم المال الكافي لشراء الاجهزة الالكترونية هذا مع افتراض توفر الكهرباء ؟
هذا هو هدف الفكر النيوليبرالي بعزل الاحزاب الشيوعية وقوى اليسار فكرياً وسياسياً وتنظيمياً عن الجماهير لكي لا تكون احزاب مؤثرة وتصنع التغيير , ولغرض تحويلها الى احزاب نخبه كما هي فكرة اليسار الالكتروني . لكي ينفردوا بالجماهير ويؤثروا فيها وينشرو فكرهم بينها ويبسطوا هيمنتهم على الدولة والمجتمع . قل لنا كيف يصنع التغيير بدون الجماهير وبدون نضالها السياسي الجماهيري وبدون الفكر والتنظيم والتوجه السلمي الضاغط والمؤثر نحو تحقيق الهدف وهو التغيير ؟ وها انك قد اكدت طوعاً من خلال مقالتك انك مضللآ بفكر النيوليبرالية وانك ليس فقط معادي للحزب الشيوعي وفكره وانما لكل قوى اليسار . وها هو انت تقف في صف واحد مع السلفية الجديدة والنيوليبرالية المتحالفان. حتى اليسار الجديد تردد كلماته لكنك لم تفهم محتواه وتوجهاته واهدافه الحقيقية ان الاحزاب الشيوعية واليسارية مع الجديد دائماً في الفكر والسياسة والتنظيم ولكن الجديد هو بالارتكاز الى الماركسية وفكرها وتطويره حسب ظروف كل بلد . لا بالانعزال والعمل الفردي الالكتروني النخبوي .
الشيوعييون يواصلون نضالهم لبناء عراق جديد :
رغم كل ما واجهه الحزب من حملات بوليسية شرسة في ظل الانظمة الدكتاتورية ورغم عمليات التصفيات الجسدية والسجون والمعتقلات , ورغم الحرب النفسية الاعلامية وما رافقها من تزوير لتاريخة النضالي ولفكره وسياسيته ومواقفة ..... الخ . التي مارسها السلفيون الجدد والليبراليون الجدد وكل اعداء قوى اليسار والديمقراطية ورغم ماكنتهم الاعلامية الضخمة وما تنفقه عليها من مليارات الدولارات ورغم تضليلها وتجنيدها للكثير من المغفلين واعادة صناعتهم ثانية لمحاربة الحزب الشيوعي وكل قوى اليسار والديمقراطية , الا ان الحزب الشيوعي لا يزال هو الاقرب الى الجماهير من هذه القوى المتحالفة والتي تربطها مصالح مشتركة .
كيف تجذر فكر الحزب في المجتمع وتناما حضوره لكي يمضي في نضاله:
هنالك عناصر وقيم وعوامل وظروف موضوعبة وذاتية شكلت وتشكل مصدر قوة مادية للحزب و مكنته من الصمود بوجه كل الهجمات والمنعطفات الحادة التي مر بها خلال تاريخة النضالي , وبها استطاع النهوض ومواصلة النضال, اشير هنا الى بعض منها :
- فهم الواقع الذي يعيشة الشعب العراقي وظروف بيئته , حيث اوجدهذا الفهم لهذه البيئة اواصر للعلاقة والترابط بين فكر الحزب وسياسته وجماهيرالشعب العراقي , و نظراً للتفاوت الطبقي الحاد في العراق و تصاعد حدة الصراع الطبقي فيه ظهرت الحاجة الموضوعية لوجود حزب شيوعي جماهيري قوي ومؤثر سياسياً وجماهيرياً وفكرياً , رغم وجود العديد من الثغرات والصعوبات والمعوقات .
- ان فكر الحزب يتسم بعراقته وتوجهاته الوطنية الديمقراطية ودفاعه عن مصالح الشعب والوطن وضمان الحقوق والحريات والعيش الكريم وبناء دولة المواطنة . وبانهاء الاستغلال وتحقيق العدالة الاجتماعبة . وبثقافته الديمقراطية ذات المحتوى الاجتماعي وبعلميته المتمثلة بالماركسية وبمعرفته الدقيقة بظروف الواقع العراقي السياسية والاقتصادية والقومية والدينية وصحة طروحاته ومواقفه .
- جسد الشيوعيين في سلوكهم وممارساتهم القيم الاخلاقية والانسانية الثورية الثورية للفكرالماركسي واليساري والانساني, وهذه القيم لا تزال محفورة في ذاكرة الشعب عن الشيوعيين العراقيين وحزبهم.واصبحت ارثاً للشيوعيين منها النزاهه والصدق والاستقامة والاخلاص وحب الانسان والوطن والعدالة والمساواة ونكران الذات والتضحية والعطاء الدائم والدفاع عن مصالح الجماهيرالكادحه والشجاعة والمثابرة والاقدام والوفاء لفكرهم ولألتزاماتهم ....الخ , لهذا اصبح مناضلي الحزب رمزاَ يقتدى به في اوساطهم لان الممارسة العملية لهذه القيم اكدت على قوة المثل الذي تميز به مناضلي الحزب في فترات تاريخية النضالي والى اليوم .
- بهذه السمات التي تميز بها الشيوعيين بتحليهم بمنظومة القيم النضالية والانسانية , وبفكرهم الديمقراطي وبهدفهم الاستراتيجي ذات التوجه الاشتراكي وانهاء الاستغلال وبالتنظيم والمعرفة , وبمواقفهم الوطنية وتاريخهم النضالي المشرف . بهذا وغيره امتلك و يمتلك الشيوعيين قوة مادية ورصيد جماهيري وسياسي وفكري واجتماعي , مكنهم من مواجهة الصعاب والصمود بموجه المنعطفات الحادة , ان هذه القوة المادية تشكل اليوم امضى سلاح فكري , لمواجهة مخاطر السلفية الجديدة والنيوليبرالية واعداء اليسار والديمقراطية , والمضي بثبات في النضال للدفاع عن مصالح الشعب والوطن , وبناء الدولة المدنية الديمقراطية .
- على الارض اليوم في العراق تنشط منظمات الحزب المتجذرة في بيئتها الجغرافية في المدن والارياف, وان هنالك جماهير غفيرة على طول البلاد وعرضها تحتضن فكر الحزب وتدافع عنه . والحزب ينمو وينهض ويتقدم على ارض الواقع طالما ان جماهير الشعب تلتف حول الحزب وتحترم تاريخ هذا الحزب وسياسته الصائبه ومواقفه وتوجهاته الوطنية الديمقراطية . ان احفاد فهد وسلام عادل ينشطون ويتكاثرون ويسيرون واثقي الخطى الى الامام نحو مستقبل جديد لعراق مدني ديمقراطي فيدرالي , بمؤسساته الديمقراطية وبقضائه المستقل وبقوانينه الديمقراطية بلا محاصصة طائفية واثنية وبلا فقر وجوع ومرض وبلا بطاله واستبداد وهيمنه واستئثار وقمع وارهاب يكون فيه دور للمواطن في صنع القرار وبناء الوطن الحر الذي يسود فيه الامن والاستقرار والسلم الاهلي والتقدم والازدهار .
27-9-2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يوجد تشرذم
فلاح علي ( 2015 / 9 / 29 - 09:45 )
الى حيفارا ماركس الاسم المستعار لصاحب التعليق الاول
لا يوجد تشرذم كما عبرت عنه في تعليقك اما كثرة الاحزاب اليسارية في اي بلد كان هذا هو التنوع وليس التشرذم ولكن التوجه لهذه الاحزاب هو واحد هو بناء الدولة الديمقراطية وانهاء الاستغلال وهل تعلم ان روسيا فيها احزاب يسارية عديدة اكثر من اي بلد وهي قوية ومؤثرة والحزب الشيوعي الروسي يحتل الموقع الثاني في البرلمان ولكن يوجد تنسيق فيما بينهما لا الحزب الشيوعي العراقي ولا احزاب اليسار الاخرى ولا القوى الديمقراطية تقبل لنفسها ان يستمر نظام
المحاصصة الطائفية والاثنية هذه القوى تسعى لبناء الدولة المدنية الديمقراطية
مع التحيات


2 - الى وليد يوصف عطو
فلاح علي ( 2015 / 9 / 29 - 10:03 )

من حقك ان تعود للموضوع ثانية وهذا هو يدخل ضمن حرية الراي وهذا هو الحوار ويفترض ان يكون حوار بناء بعيداً عن الاسائه والاتهام والتشكيك والتزوير وان يكون الحوار قائم على اسس فكرية وسياسية حوار ناضج يستفاد منه الجميع وليس كما هو يرمي الحجر في الهواءوهذا هو كان الاسلوب الذي مارسته في مقالتك اتهام واسائه وتشويه وهذا سلوك يتنافى مع الوعي والديمقراطية وعبارتك ادناه
دعهم يقولون مايريدون ونحن لنا معهم كلام ثاني عزيزي ( جيفارا ماركس ). ا.شكرلمساندتكم لي ولنا عودة الى الموضوع
رغم انك في عبارتك تتحدث بلغة الجماعة ولكن من حقكم ان تعودوا ثانية ولكن على اساس الحوار وليس الاسائة والتشكيك والتشويه المنافي للحقيقة
مع التحيات.

اخر الافلام

.. حول العالم | سياحة البراكين في أيسلندا


.. حفل شواء لجنود إسرائيليين بجوار دبابة تقصف غزة




.. حريق يلتهم 19 مركبة متوقفة في مطار نينوي أكينو في مانيلا بال


.. كاميرا العربية ترصد الأوضاع بمنطقة الحطبية في بيت لاهيا شمال




.. نشرة الرابعة | دراسة حديثة تحذر من ارتفاع وتيرة الأمطار الغز