الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو تقييم آخر لصراعات الحزب

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2015 / 10 / 1
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني



نحو تقييم آخر لصراعات تبلور الحزب


ما قام به الاستاذ المناضل السر بابو بعرضه الشيق والجميل لملامح مرحلة انتقالية وتأسيسية في عمليات تبلور الحزب يعد بادرة لعملية ضخمة من عمليات تاريخ الحزب كون مقاله أجمل تاريخا لواحدة من أهم مراحل تأسيس التكوين الثالث –وهو تاريخ يختلف حوله- للحركة الشيوعية في السودان بعد تكوينات المرحلة الأولى التي بلورت جيل 1924 وصالح المطبعجي، ومرحلة المدارس الأدبية الموردة والأخوان عشري وغريمتها الهاشماب وجيل الاستاذ العلم عرفات محمد عبدالله. في الثلاثينيات والأربعينيات.

الأهم أن عرض السر لمرحلة نهاية التبلور الاستقلالي للحزب فيه ضعف من انحياز المراجع التي سندته, فهي مراجع خصم للمجموعات الأخرى وتعرض بشكل إنتقائي لآراء وأفكار الخلاف بين تياري الحركة الشيوعية في السودان خلال بدايات تلك المرحلة الممتدة بأكبر جذورها وبعض توابعها من وسط الاربعينيات إلى وسط الخمسينيات بل والى يومنا هذا:

كان التيار السائد حينها حركة للجبهة ضد الاستعمار، أما التيار المتمرد بقيادة الأستاذ عبد الخالق محجوب فكان مناديا بتشديد وتطوير النضال ضد الاستعمار القديم بجبهة وطنية ديمقراطية يقود الحزب الشيوعي السوداني فيها بوضوح التحالف السياسي المستقل لنضال الطبقة العاملة والمزارعين والشرائح الثورية في البرجوازية الصغرى وكفاحهم ضد مخلفات الإستعمار القديم وضد ركائز واشكال تغلغل الاستعمار الحديث الماثلة بتحالف الرأسمالية وشبه الاقطاع ونهج التطور الراسمالي المتفاوت قوميا وطبقيا.

التيار الأول المستغرق في فكرة "الجبهة الواسعة" تحول إلى حالات متنوعة عبر عدد من الإنقسامات والجبهات التي داغمت بعضه أجزائه في كيانات شتى كالجبهة الإشتراكية 1968 ثم منها دغمت بعض عناصره في كيان سلطة مايو 1969 ، فالحزب الشيوعي القيادة الثورية، فتحالف القوى الوطنية الديمقراطية ودوره في انتفاضة مارس أبريل 1985 ،و"حشود" حركة الشباب الوطني الديمقراطي، وفي أجزاء من نضالات الحركة الشعبية لتحرير السودان،

اما التيار الثاني المتمرد على أخطاء التيار الأول فقد تمركز باسم الحزب الشيوعي السوداني في قيادة الحركة الثورية في السودان، وبدأ في قيادة حركة من الخطط والانفتاحات والتحالفات الفئوية المحددة وسط الشباب والنساء والطلاب والقوات المسلحة والجيهة النقابية والروابط الاشتراكية للمعلمين والأطباء، والجباه الديمقراطية للمحامين والزراعيين الخ والتحالفات الديمقراطية في الأحياء السكنية والمدن. وقد حاولت هذه الكيانات في أوجها تحديد منابت وتطورات حركة 25 مايو 1969 والقبض على تفاعلاتها الداخلية والخارجية. ولكنها فشلت في عزل و في وقف تيار السلطة القائدة في مايو69 لأسباب عددا لعل أهمها :


1- إنتشار آيديولوجيا التحالف الإشتراكي والائتلاف الوطني والجبهة التقدمية المفتوحة العضوية والقيادة والتوسع عليها، وسيطرة هذه الأفكار على قيادات الحركة الجماهيرية ، وقادتها وهي نفس العناصر التي صار بعضها نوعا ما يطالب بالإنغلاق تحت إسم "الإنضباط الحزبي" قبل وبعد إنقلاب نوفمبر 1970 الذي قادته سلطة مايو في بنيات مجلس قيادة الثورة..الدولة (كرد فعل) على ضعف العلاقة التنظيمية بين الحزب والثورة والدولة وازمات التفاوت في تقرير الشؤون العامة وتدخل الحزب في إدارة الجيش والدولة!

فازاء ما قد يسمى تدخل الدولة أو القادة الثوريين في الدولة في طبيعة تحقيق ايديولوجيا الحزب وتنظيمه، وابداء رأيها وكوادرها الحزبية في كيفية ادارة أعمال الحزب ووضع أولوياته وتحديد سعة خطاباته وعلاقاته الدخلية وتصريحاته الخارجية الخ صارت عناصر تمرد الأربعينيات تنادي حينذاك بالإنضباط الحزبي، وهو ما لم تتقيد به جموعها الأولى في "ح س ت و" الحركة السودانية للتحرر الوطني منذ منتصف الأربعينيات وحتى إقصاءها المعنوي ثم التنظيمي ثم التاريخوي ثم الأدبي لتيار وأسماء ورموز تيار الائتلاف والكفاح المشترك سخرت من نضالاته ونبذته واصمة اياه باسماء أستهزائية فتارة سموهم "المنشفيك"،وتارة شخصنوا كفاح النيار ومحوا تضحياته باطلاق أسماء القيادات على التيار صارعندهم تيار عوض عبدالرازق وعلى التوم ، وتارة ثالثة سموهم "الانتهازيين" !!؟

الواقع النسبي أن "تيار عوض عبدالرازق وعلى التوم" الذي تم نهجه ونبش وشيل حاله عددا من المرات وتم التوكل على كثير من تقديراته في أحيان أخرى ، هو مجرد تيار شيوعي كريم كان قد دغم الحزب والجبهة والحركة في شكل قديم "للتجمع" ا إختلف شأنه الرحيب آنذاك عما ألفه جمهور الحركة التقدمية في السودان بعد تغييب ذلك التيار وكسر هيمنته وتفكيك سيطرته وإزاحة بعض تشكيلاته وكل أسمائه ورموزه.

ولكن سماحة تكوين ذلك التجمع وتسامح وثقل ثقافته المحلية وتشكل افقه القومي الطويل بترابط قضايا وحدة كفاح وادي النيل، لا تمنع القول بأنه أصيب من طول باله وتشبح أعماله بعدد من التقصيرات منها:

1- تخلفه المحلي والاقليمي عن مجاراة الترتيب العالمي الضيق للمسائل الوطنية، وان كان هذا الترتيب العالمي نفسه قد ثبت فشله.

2- لم يلمح رواد ذلك التيار الوطني-القومي في طيب الحياة السودانية التقليدية والحديثة إمكان تصاعد الصراع والاحتدام الطبقي خارج وداخل السودان مع تقدم الاقتصاد العالمي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبدايات نذر الحرب الباردة،

3- لم يهتم بالأثار المقبلة على السودان من تفكك الجبهات الشعبية في أوروبا وتباين "الأمم المتحدة" الى معسكرين،

4- في حمية ائتلافاتهم الوطنية لم يهتم أولئك القادة للأهمية التاريخية والمستقبلية لضرورة الفرز السياسي العاجل للصفوف الطبقية المتداخلة عائليا وعشائريا،

وكل هذه التقصيرات -من جهة النظر الضد- تمثل سمات تليق بتكوين نهضوي عام وان لم يدرك باستجداد الظروف العالمية والاقليمية المدى الوطني والطبقي لطبيعته الانتقالية.


اما على مستوى تطورات الصراع العملي فكذلك مثلما فشل التياران في ما بعد 1964 في قيادة الجماهير للتصدي لترابط ونشاط القوى الرجعية وتحالفاتها الإقليمية والدولية ضد "(ثورة) اكتوبر 1964 " ونجاح تحالف الراسمالية وشبه الاقطاع في فرض سيطرة الديكتاتورية المدنية والاسلامية للتطور الراسمالي على السودان ما عدا في الجنوب، فكذلك أيضأ فشل التياران في توجيه حركة الجماهير بعد إنتفاضة مارس ابريل 1985 وذهبت تفاعلات الأمور إلى سيطرة التيار الإسلامي على مجريات الأمور بل وتمكنه من الإستحواذ على كل السلطات وكل الدولة منذ 30 يونيو 1989 وإلى اليوم بعدما كانت كوادره قد سيطرت منذ زمن طويل على هيئات إستراتيجية فيها كالزراعة والتجارة والتعليم والقضاء .


هناك شيء ما أو أشياء خطأ في تقدير التيارين لعدد من القضايا منها:

1 - مسالة التحالفات واختلاف كينوناتها ومهماتها وطبيعة قيادتها بين قاعدة الحركة الثورية وقمة الحركة السياسية،

2 - حساب طبيعة العلاقة والتداخل والتمايز بين كيانات العمل الوطني واتجاهاته وطبيعة وعناصر وسياسات المرحلة الإقليمية-العالمية ،

3- ضعف تناول التيارين لمسألة التطور اللارأسمالي، حيث حباه التيار القديم الأول بالتأجيل التام، بينما أزراه التيار الثاني بالوعي الزيف بصلاحية التصور الخطي للتطور والتقدم بسياسة الإصلاح السياسي أولا، وصولا زائفا مزيفا بها إلى وهم الديمقراطية "الحقيقة" ومنها أو من الزعم بها إلى العدالة الاجتماعية... في تتالي مغرور ساخر .. مع تأجيل أو تخفيض مهمات التغيير الثوري! بل والتفكير في تغيير كيان الحزب الشيوعي كله بداية بإسمه ومحتواه الآيديولوجي وإقصاء كل محمولات لغته من موضوعية وأولية التغيير الثوري للرأسمالية وعلاقات الانتاج، وتحويل كينونته النظرية من فلسفة التاريخ والصراع الطبقي للنظم الاقتصادية إلى فلسفة الأسماء والتلاعب بالألفاظ والاصطلاحات وما يرتبط بها من مصائر الطبقات والشعوب!!

بشكل عام يمكن القول أن هذه المسالب والأخطاء -غير الشخصية- ذات الضحايا والمآسي أدت إلى ضعف الرأيين الشيوعيين وكياناتهما حتى أن هذا المقال الذي رأى تقديم تاريخ تلك الفترة أتى شبها لأب سنينتين وهو يضحك على أب سنا واحد! بينما كان من الأجدر بالمكتب المختص في الحزب القيام وفق خطة مسبقة بإجراء عدد من الدراسات والسمنارات والنقاشات التي تتوخى تبيين نقاط القوة ونقاط الضعف في كل تيار من حيث تناسبها مع الظروف وحركة عناصرها وحركة المجتمع والعالم ومن ثم تحاول الكتلة الحاضرة اتخاذ موقف أكثر ثورية منهما.




نحو تقييم آخر لصراعات تأجج الحزب (1962 الى 1977)

التاريخ يكتبه المنتصرون .. بالضبط كهذا المقال الشامل والمتماسك الذي كتبه الأستاذ المناضل السر عثمان بابو عن صراعات 1969-1970 بأسلوب يصور كل الموجبات إلى جانب فريقه بينما يلقي كل السلبيات على الفريق الآخر!

ازاء هذه السيطرة والسطوة في تقديم حكايات الحوادث التاريخية توجد إمكانات وأسئلة انتقادية قد تفكك تماسك الرواية الرسمية التي تقدم موقف الجانب المنتصر باعتباره حالة منطقية فريدة وسط ظروف موضوعية مخالفة! أو بتقديمها مواقف الجانب المهزوم بإعتبارها سلسلة من الأخطاء والجرائم الشخصية والتآمرات! وان هزيمته السياسية هي النتيجة المنطقية والإلهية العادلة للامبدئيته وانتهازيته وفساد قيمه ووسائله وليست نتيجة مؤامرة داخلية أو خارجية ضده أو لأن الطرف الاخر المنتصر كسب قوة ما رجحته في ظرف زماني معين، أو لإفتقاد الطرف المهزوم قوة ما لسبب ما في لحظة فارقة!

اضافة لهذه الأخطاء الشائعة يتم -احيانا- بصور عفوية أو صور قصدية تقديم الآيديولوجيا والمبادئي على ضرورات الأحداث وتفاعلاتها الواقعية وأحيان أخرى يتم تفضيل الواقعية والتقدير اللحظي والفكر اليومي على التفكير الاستراتيجي والمبادئي الآيديولوجية للعمل الثوري.

مع كل ذلك يبرز تفاوت آخر في الحسابات الزمانية والتاريخية عندما يتم تحديد بعض الأحداث ضمن فترة زمنية معينة وإخراج أحداث أخرى مرتبطة بها من ذات الفترة! وكذلك عند تحديد التاريخ العام والفترة الموضوعية التي يستغرقها حدث معين أو لشمولها عدد من الأحداث كتأسيس الحزب أو إنقسامه .

بكل هذا التفاوت في التقدير بين تغليب العوامل الموضوعية وتغليب العوامل الذاتية، وبكل هذا التفارق بين تغليب المبدئي والنظري على العملي والواقعي أو بتغليب السلوك العملي والكسب العابر على الوضع والفكر الإستراتيجي، وكذلك بالتغاير الزماني والتاريخي لحساب الأحداث وتقدير طبيعتها، تضطرب الكينونة العامة لمقالات الأستاذ السر عثمان التي تقدم جزءا كبيرا من تاريخ الحركة الشيوعية في السودان بأسلوب الجدل المثالي الشكلي بين الصالح والطالح، وقصة المنتصر والمهزوم، والفرق بين الأبيض والأسود، بينما الحقائق التاريخية متشابكة ومتفارقة، ومتقاتلة ومتوالدة لا تنجلي للعيان والنظر دفعة واحدة، ولا تظهر للبصيرة بوضوح في قلب تفاعلات مرحلتها التاريخية ووقت أحداثها، بل تتضح فقط بعض نقاطها مثل التي أشار إليها الأستاذ السر عثمان في فقرة من مقاله تناولت بالترقيم بعض "موضوعات الخلاف".


أهم المعادلات التي كسفت بمرور قمر تاج السر أمامها كانت هي العلاقة بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع والدور النوعي لهما في العملية الثورية ضد تحالف الاستعمار الحديث والرأسمالية وشبه الإقطاع. وضعف تقدير ما بين "الثورة" و"الدولة" وبين "الايديولوجيا" و"الايديولوجيا العلمية الثورية" وموضوع "الأوهام الدستورية" والوعي الزيف بطبيعة الديمقراطية في مجتمع شبه إقطاعي رأسمالي.

من علاج إضطراب فهمنا وتعاملنا مع هذه القضايا قد يكون بالإمكان بناء نقاط أولية لاستراتيجية تغيير ثورية متكاملة تتجنب سياسة "اللفحي"، والباقي بعدين!!

في التاريخ هناك أحداث مشابهة لمن يمسكون الزمام ولا يعرفون القيادة أو يعرفون القيادة ويجهلون الطريق، او الذين يمسكون الزمام ويعرفون القيادة والطريق ولكنهم بلا زاد ! من هذه الاحداث :

1- تحول وضع بناة الاهرام من متصوفة فنانين إلى شبه مستعبدين أجراء عبر عنهم اضراب ديارمدينة قرب أسوان حوالى عام 2500 ق م والحملة القمعية ضده مع اختلاف اقطابه.

2- تباين موقف المزارعين ازاء تبلور الدولة وتحول طبيعة علاقتهم بالأرض مع تحول دور شيوخ السواقي في حضارة وادي النيل من منسقي تعاونيات إلى شبه اقطاعيين.

3- تبدد الديمقراطية وتبدد التكنوقراطية في أثينا القديمة (أثينا السوداء) منذ الثورة الوطنية الدموية للديمقراط برأيهم أن الحقيقة في أي أمر مختلف عليه تنفرز بتفضيل أكثر الناس لجانب معين ولو كانوا مستجدين على أمرها أو جهلاء! ثارالديمقراطيين بذلك ضد حكم أهل الاختصاص والمعرفة "التكنوقراط" في أثينا وأعدموا متكلم التكنوقراط العظيم سقراط، وقمعوا وحرموا السفسطة.

4- اختلافات المتحررين من الاستعباد في روما القديمة على الطريق والاسلوب في شبه تنظيم/دولة سبارتكوس 71 ق م،

5- انتفاضات الفلاحين في مصر والعراق وفي الصين والهند وفي أوروبا القديمة على طغيان سادة الارض الذين قاموا هم نفسهم بتوليتهم أو وافقوا عليهم .

6- الخلافات السياسية ثم العسكرية والاتجاهات الاقتصادية التي عصفت بثورات هولاند 1568 وانجلترا 1644 و 1689 وبتطورات بالثورة الامريكية 1777 و 1865 و 1812 و1913 ثم الانتفاضات والثورة في فرنسا 1789و 1798-و 1815 ثم دروس كميونة باريس 1871 مع التغيرات والامتيازات البرجوازية والتدخلات البنوكية و الخارجية التي عصفت بالثورة الفرنسية، ثورات ألمانيا ايطاليا واسبانيا ضفاف 1870 و1875 ثم ثورة مصر في 23 يوليو 1882 بقيادة المشير أحمد عرابي، ثم خلافات الثورات والانتفاضات الجديدة في أمبراطوريات روسيا من 1917 والى 1927 وفي تركيا 1923 وفي الصين وفي جميع الدول المستقلة حديثا.. حتى قيل أن الثورة نار تأكل حطبها/ نفسها، أو أنها كبعض القطط تأكل أبناءها ..أحيانا ...


بعض هذا الإضطراب في تقدير الأوضاع والأهداف والقدرات والأعمال وتنظيم العلاقات والقرارات في مجال مربع الحزب والثورة والدولة والعلاقات الدولية هو إضطراب واسع ومتشابك ويحتاج لدراسات عددا تمكن الناس من معرفته وتنمية دروس عددا منه.

بعض النقاط المهمة في هذا الاضطراب التاريخي والعالمي ترتبط في السودان بتبلور النضال الشيوعي الحديث ضد الإستعمار القديم وضد الاستعمار الحديث واختلافات عناصر الحزب حول ترتيب الأوليات والمسائل. و من ذلك الجدل مسائل:

1- تباينات بداية تكوين الحزب ومدى استقلاليته عن القضايا وعن التحالفات وعن طبيعة الظروف المحلية وتبدل الظروف العالمية.

2- خلافات تكوين هيئة شؤون عمال السكك الحديد في الأربعينيات. وتفاوت الحساب النقابي والسياسي،

3- الاختلافات حول تقدير أحداث الجنوب واحداث جودة وحكومة السيدين،

4- الاختلاف حول طبيعة تطور الكفاح ضد الاستعمار الجديد أيام الحكم العسكري،

5- تباين قيادات عمال عطبرة حول الجدوى السياسية لإضراب 1961 وعدم ثقة بعضهم في تحسن ظروفهم بعد إزالة الحكم العسكري وعودة الأحزاب،

6- تباينات ما قبل أكتوبر 1964 حول المجلس المركزي ودعم الثورة العربية في مصر،

7- اختلافات قضايا ما بعد اكتوبر 1964 والتمايز بين الطريق الثوري والطريق البرلماني والثقة في ديمقراطية الديكتاتورية المدنية و الديكتاتورية الدينية والدستور الاسلامي،

8- إختلافات 1968 ثم اختلافات 1969 وبداية تبادل بعض الإتهامات والتخوينات المستترة وصولا لتبادل قرارات الفصل والاتهامات بتزوير المواقف ومخالفة اللوائح وعقد المؤتمرات الخداعية في سبتمبر واكتوبر 1970 ،

9- زيادة الاختلاف إبان الأعوام 1969 و 1970 حول دور الجيش في الحياة الوطنية وطبيعة تعامل كل فريق مع الرؤية (الثورية) لضباطه ومدى حقانية تدخل الحزب في شؤون الجيش وتدخل الدولة في شؤون الحزب! وصولا إلى نوفمبر 1970 ويوليو 1971،

10- التباين حول طبيعة علاقة الحزب بالثأر لشهداء يوليو، وبالطريق البرلماني للديمقراطية، وقد ترى هذا الاختلاف في التفارق بين خلاصة وثيقة أغسطس 1977 حول نهج المصالحة مع اليمين الحزبي عن منطق مقدمتها الرافضة لأشكال الطريق الرأسمالي و"تكتيكاته"،

11- الان تطرح مسألة تغيير وتفكيك الحزب بداية من أسمه خاصة عندما تطرح مسالة علاقة الحزب بالنضال الجماهيري المسلح في الهامش. وعندما ياتي الكلام إلى الإختلاف حول :

12- ضرورة الطبيعة الثورية للحزب لتغيير طبيعة الدولة في السودان خاصة مع تكرار فشل الأسلوب التراكمي الذي يبدده اليمين كل مرة،

13- يتجدد الخلاف حاضرا مائرا بأحاديث طويلة متناقضة عن العلمية وعن الواقعية وعن المبدئية وعن المرونة ويتمرر مرمرة السحاب بالجبال بحالات عددا منها حالات الإنصراف الواقعية عن أسلوب لينين الشمولي في نظم وقيادة العمل الثوري ونظمه لطاقاته، وحالة البعد المتزايد بحشو أحاديث الجرائد ومرح تقنيات الإتصال الحديثة وبحالة تفارق مضامينه الأسمية والشخصية والجزئية عن الاستفادة الحزبية المنظومة من فلسفات الفيزياء الحديثة ومكيانيكا الكم والفوضى الخلاقة في تنمية عمليات الهدم والبناء الفكري والعملي، على الأقل بإعتماد دراسة التأثيل كأحد محاور تطوير التماسك والإنفتاح الفلسفي في الحزب.

إستمرار منطق وعناصر رؤية كل فريق من فرق الإختلافات القديمة إلى الآن وقبوع الأسئلة الكبرى فيها بلا إجابات مباشرة أو غير مباشرة، لا يؤشر إلى تقدم أو إنتصار موضوعي لموقف أي طرف، إنما جملة بقاءها تؤشر لتراكم الاختلافات والهزائم على عموم الحزب وحلفاءه وأصدقائه وجماهيره نتيجة لإتباع الشكل الخطي التتابعي في التفكير والعمل وولف عمل قياداته وجموده إلى الأسلوب السهل الجزئي والمركزي في التعامل ممتنعين عن الأسلوب الاستراتيجي الشمولي واللامركزي في التفاعل مع القضايا بتشابكها وتداخلها واستمرارية حركتها.


بعض امكانات قد تسهم في العلاج:

1- إستعمال أسلوب "التأثيل" لتحقيق تغييرات موجبة في النظر وفي العمل وهو أسلوب ديالكتيكي جديد يداخل نمطي الحركة النمط التسلسلي والنمط التنوعي.

2- زيادة الدراسات والسمنارات عن قضايا الخلافات داخل الحزب باتجاه تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف ومقارنة ظروفها بالظروف الحاضرة.

3- وضع استراتيجية للتثقيف في موضوعات تاريخ ومستقبل الحزب تشمل العناصر والأبعاد الموضوعية للآيديولوجية والعناصر والأبعاد الفكرية للصراعات الواقعية.


المنصور جعفر
30 أيلول 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا