الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دورة المادة الحية فى الكون تكذب وجود حياة بعد الموت !

زاهر زمان

2015 / 10 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ببساطة شديدة تعالوا نتناول دورة حياة ذلك الكائن الحى المسمى بالانسان . الانسان ينتج عن التقاء الحيوان المنوى للذكر مع البويضة التى تفرزها الأنثى . ينتج عن هذا اللقاء اندماج الخليتين الذكرية والأنثوية . طبعا تلك المرحلة التى ينتج عنها تكون كائن جديد من خليتين لكائنين مختلفين أحدهما يطلق عليه لفظ الذكر والآخر يطلق عليه لفظ الأنثى ، والظروف والبيئة والعوامل البيولوجية والفيزيقية التى ينتج عنها ذلك الكائن الجديد ، سبقتها مراحل تطورية استمرت لمليارات السنين عندما كانت جميع الكائنات التى يطلق عليها كائنات حية ، ليست أكثر من عناصر كيميائية متناثرة فى جوف المحيطات على سطح كوكبنا الأرضى بعيد انفصاله عن النجم الأم الذى هو الشمس . دلت الأبحاث العلمية والآركيولوجية على أن الخلية الأولية التى انبثقت عنها كل أشكال المادة التى نسميها المادة الحية ، نشأت فى ذلك الزمان السحيق الذى يتجاوز مليارات السنين ، من عناصر طبيعية أولية أدت تحت ظروف مناخية وكيميائية وفيزيقية الى تفاعل والتحام تلك العناصر الأولية مكونةً عناصر البروتينات والنشويات اللازمة لنشأة الخلية الأولية التى انبثقت عنها عبر مليارات السنين فى عمليات تطورية معقدة ، جميع أشكال الكائنات المسماة بالكائنات الحية على كوكب الأرض . يعنى لو تصورنا صحراء شاسعة بها مليارات المليارات من ذرات الرمال وكل ذرة من تلك الرمال بها مليارات المليارات من الجزيئات ، فإن دورة حياة أى كائن بشرى أو أى كائن حى لن تعادل فى زمنها جزىء على مليارات المليارت من جزيئات حبة الرمل تلك فى تلك الصحراء المترامية الأطراف ، اذا ماقورنت بمجمل العمليات التطورية التى مرت وتمر وستمر بها المادة الكونية فى فى انتقالها من السكون كعناصر منفردة الى حالة الطاقوية وامتلاك المجال الطاقوى الحيوى الذى يسمح لنا بأن نطلق عليها مصطلح ( كائن حى ) ! مجمل الحقبة الزمنية التى تستغرقها المادة الكونية فى تحولها الى مايسمى المادة الحية أو بعبارة مألوفة ( الكائنات الحية ) هى دورة تستغرق جزءً من مجمل عمر الكرة الأرضية وستنتهى ربما قبل انتهاء عمر هذا الكوكب أو ربما بكارثة كونية تنهى مجرة درب التبانة ومايدور فى فلكها من مجموعات شمسية تقدر بمئات المليارات . ذلك فى المجمل فيما يخص الكائنات الحية كدورة من دورات المادة فى الكون ! أما فيما يخص جزئيتك كانسان فأنت لن تخرج بأى حال عن النسق العام لتطور المادة الكونية الى مايسمى بالمادة الحية من عناصر أولية موجودة فى التربة ، وستمكث على تلك الحالة الفترة التى تؤهلك لها العوامل البيئية والعوامل الوراثية ، حتى يختل التوازن الطاقوى لمجموع الخلايا المكونة لمادتك الحية ، ثم ينهار تكوينك لتعود الى عناصرك الأولية فى التربة التى نشأت منها عبر مراحل وعمليات تطورية معقدة لا يمكن أن يستوعبها العقل الدينى بأى حال من الأحوال ! سوف تعود الى عناصرك الأولية ، لكى تدخل بعد ذلك تلك العناصر التى كانت مكوناتك ذات يوم ، فى تكوينات حيوية طاقوية أخرى تبدأ بالكائن الحى المسمى النبات ! ثم ربما ذهبت بعض تلك العناصر الى جوف أحد الحيوانات الأليفة ومنه الى معدة احدى الاناث التى تلتقى بويضتها باحدى الحيوات المنوية لأحد الذكور ، وينتج عن ذلك الالتقاء كائن جديد يحمل بعض عناصرك التى تحللت ذات يوم الى صورتها الأولية فى الطبيعة بعد تحلل جسدك تحت التراب ! ..وهكذا بدأت واستمرت وتستمر دورة المادة الحية فى على ظهر هذا الكوكب حتى تنتهى لتدخل فى دورات المادة الكونية من جديد . جميع مايسمى الكائنات الحية هو فى الأصل من غبار النجوم العملاقة المنفجرة فى هذا الكون ! ماذا قبل أو بعد ذلك .. هو بالتأكيد يختلف مليون فى المائة عما جاءت به خرافات الأديان التى اخترعها الانسان . فلا ناكر ولا نكير ولا جنة ولا نار ولا حياة أخرى بعد الفناء . ذلك ماتقطع به كل مشاهد العلم ودراساته واستنتاجاته !
تحياتى للجميع
بقلم / زاهر زمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين المشكل؟
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 8 - 18:05 )
هناك من الناس من لا يشعرون بالاطمئنان إلا بوجود إله. بل هناك علماء كبار في مجالات تخصصية مختلفة يرون أن الكون لا بد له من خالق (وهم الإلهيون) بسبب انبهارهم بعجائب المادة من أبسطها إلى أعقدها ومن أدناها في الصغر إلى النجوم العملاثة التي تفوق شمسنا بمئات المرات حجما وإضاءة. هؤلاء المؤمنون غير مضرين.
لكن ما يجب أن نؤكد عليه للمؤمنين بالأديان أن الفكرة الوحيدة التي لدينا عن الله هي تلك الفكرة التي جاءت بها أديانهم. وهي فكرة تشترك فيها الديانات التوحيدية العملاقة مع أبسط الديانات الإحيائية. مشكلتنا ليست مع الله بل مع الأديان المنسوبة إليه بسبب ما حوحته من (حقائق) وشرائع متهافتة تدل دلالة قاطعة أنه لا يمكن أن يكون الله بما يجب أ يتصف به، بالضرورة، من صفات مطلقة، وراء هذه الأديان.
بقي، إذن، أن نتفق مع المؤمنين: إذا كانوا يؤمنون بإله لا علاقة له بهذه الأديان، فهذا في حد ذاته غير مضر ولا هو نافع، إلا من حيث ما يجلبه للمؤمن من طمأنينة. أما المؤمنين بالأديان المعروفة ذات الشرائع الهمجية، خاصة أولئك الذين لم يقبلوا بالعلمانية مثل المسلمين، فمالمعركة معهم متواصلة.
خالص تحياتي على جهد التننويري.


2 - المعركة طويلة أ/ عبدالقادر أنيس
زاهر زمان ( 2015 / 10 / 8 - 20:31 )
الرفيق الرائع / عبدالقادر أنيس
هى أساساً معركة بين الحداثة متمثلةً فى ماحققته البشرية من انجاز واعجاز علمى على مختلف الأصعدة التى تمس حياى الانسان على كوكب الأرض وبين الرجعية الدينية الفاشية وخاصة الاسلام الداعشى والاخونجى والوهابى وأخواتهم .. ستطول المعركة لأن الوهابية تنفق مئات الملايين سنوياً لدعم نفوذها وسيطرتها على عقول العوام والبسطاء فى كل الدول العربية والاسلامية ! تشرفت بمروركم واثراءكم للموضوع باضافاتكم المستنيرة القيمة .
تحياتى لحضرتك


3 - اسرار الكون
على سالم ( 2015 / 10 / 9 - 01:44 )
استاذ زاهر ,انا اعتقد ان ادراك البشر جميعا على كوكب الارض لايزال قاصرا لو قارنته بحياه على كوكب اخر فى مجموعه شمسيه اخرى ومجره اخرى والحياه على هذا الكوكب متقدمه عن كوكبنا بمليارات السنيين ,من المؤكد ان علمهم وتطورهم وتقدمهم المذهل يختلف تماما عن منظومه حياه الارض البدائيه ,فى تقديرى انه فى المستقبل سوف يحدث تواصل بين الارض وبين كواكب اخرى ذكيه جدا مما سيلقى الضوء على لغز الكون الغامض واسراره


4 - أتفق
ماجدة منصور ( 2015 / 10 / 9 - 07:16 )
أتفق مع الأستاذ علي سالم فيما قال0
احترامي


5 - هى فرضية كفرضية وجودالإله !
زاهر زمان ( 2015 / 10 / 9 - 09:57 )
المحترم رفيق / على سالم
وجود مادة حية تماثل ماعلى كوكب الأرض ، فى مكانٍ ما فى الكون ، لازال فرضية نظرية حتى يومنا هذا ، لم يظهر أى دليل يقينى على وجودها حتى الأن ! نعم هى موجودة فى أفلام الخيال العلمى التى تنتجها السينما الامريكية بصفة خاصة ، لكن على أرض الواقع ، لازال الأمر مجرد افتراض نظرى ، كفرضية وجود الإله الابراهيمى اللى أتباعه حيكونوا سبب فى تدمير هذا الكوكب !
تحياتى لحضرتك


6 - أستاذة ماجدة منصور
زاهر زمان ( 2015 / 10 / 9 - 09:59 )
تشرفت بمرور حضرتك .
تحياتى


7 - تلاقي افكار
عابر سبيل 100 ( 2015 / 10 / 10 - 19:03 )
الاستاذ الفاضل
لقد دخلت في نقاش مع زميل لي حول اليوم الاخر اي بعث الاجساد ليوم الحساب وكان راييي استحالة الفرضية باعادة تكوبن الكائن بعين الاجزاء او الذرات التي عاش بها نتيجة لامكانية دخولها في تكوين اكثر من كائن واحد بالتعاقب لزمني وهذا ما تفضلت به في مقالتك الجميلة وهذه حقيقة تحتاج من المؤمنين لقليل من التفكير ليتأكدوا من زيف واستحالة اليوم الاخر وتهافت الاديان الابراهيمية في هذه الفكرة .

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س