الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم التصنيع واهميته

فلاح خلف الربيعي

2015 / 10 / 8
الادارة و الاقتصاد


يعد المفهوم الذي قدمته منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) من أكثر مفاهيم التصنيع شمولاً، وينص على أن التصنيع " هو تلك العملية التي يتم بموجبها تعبئة جزء من الموارد الإنتاجية المحلية
من اجل تكوين قطاع صناعي تحويلي ناضج ومتكامل قادر على تلبية احتياجات الاقتصاد الوطني من السلع الاستهلاكية والوسيطة والإنتاجية، وبما يكفل تحقيق التنويع في الهيكل الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل القومي".
نستنتج من مفهوم التصنيع العناصر الآتية:
إن التصنيع هو عملية تغيير جذري في الهيكل الاقتصادي، تسهم في رفع مساهمة قطاع الصناعة التحويلية وتقليل مساهمة القطاعات الأولية في الناتج المحلي الإجمالي، والتشغيل والاستثمار
وميزان المدفوعات وميزانية الحكومة والمتغيرات الاقتصادية الكلية الأخرى. بما يؤدي الى تصحيح الاختلالات الهيكلية التي تعاني منها البلدان النامية وبخاصة اختلال الهيكل الإنتاجي واختلال هيكل الصادرات.
إن التصنيع لا يعني زيادة عدد المصانع فحسب، بل هو تلك العملية التي يستند فيها الاستثمار الصناعي على تصور استراتيجي، يهدف خلال الأمد الطويل إلى الوصول إلى هيكل صناعي ناضج ومتكامل
يشمل الأنواع المختلفة من الصناعات (الاستهلاكية-الوسيطة – الإنتاج)
إن التصنيع هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتطوير عملية التخصص وتقسيم العمل من خلال ما تحققه من تقدم مستمر في أساليب الإنتاج.
يؤمن التصنيع تحقيق تقدم مستمر في إنتاجية العمل ورفع مستوى المهارات والقدرات والخبرات التكنيكية.

أهمية التصنيع في الدول النامية: يضمن التصنيع للدول النامية:
تحقيق تنمية سريعة ومتوازنة تسهم في رفع درجات استغلال الموارد المادية والبشرية والنهوض بإنتاجية العمل .
تعزيز الاستقلال الاقتصادي وتقليص التبعية التجارية والتكنولوجية للدول الصناعية المتقدمة.
دور التصنيع في تصحيح الاختلالات الهيكلية:
الاختلال الهيكلي: هو مدى انحراف الهيكل موضوع البحث عن نمط الهيكل السائد في الدول الصناعية ويأتي التصنيع كمصحح لهذا الاختلال من خلال:
أحداث تغيرات جذرية في قوى وأساليب الإنتاج.
زيادة سريعة في معدلات نمو الدخل القومي
تغيير التركيب السلعي للناتج القومي لصالح ارتفاع الاهمية للسلع الصناعية من خلال التنويع الانتاجي .
تطوير قدرات ومهارات العاملين.
تنويع هيكل الصادرات وزيادة الأهمية النسبية للصادرات الصناعية.

أهمية التصنيع في تقوية العلاقة التكاملية بين الصناعة والزراعة:
من بين الأهداف الرئيسية لعملية التصنيع هي تنمية الزراعة وتحويلها إلى صناعة أي جعلها فرعاً من فروع الإنتاج الصناعي، من خلال إيجاد نوع من التنسيق لتطوير العلاقة التكاملية بين هذين القطاعين من خلال:
أ -تركيز الصناعة على تحسين الإنتاجية الريفية، وزيادة حجم الإنتاج الزراعي عن طريق توفير التقنية الزراعية، وتأمين الأسمدة والأدوات البلاستيكية وأدوات تحسين التربة التي تعتمد على الصناعات الكيماوية.
ب -تركيز الزراعة على إنتاج المدخلات الوسيطة لعدد من الفروع والأنشطة الصناعية، كالصناعات الغذائية، وصناعة التبوغ والصناعات المطاطية والجلدية، فالتوسع في إنتاج هذه السلع سيسهل عملية التوسع
في الصناعة التحويلية ويزودها بالخامات والمدخلات التي تسد احتياجاتها.
ت -تضمن الصناعة تأمين وسائل النقل المناسبة والمجهزة تجهيزاً عاليا.
ث-تحقيق فائض في الإنتاج الزراعي يؤمن ما يكفي لسد احتياجات العمال الصناعيين وتأتي الصناعة لتقوم بالمهام نفسها مع المجتمع الريفي ، إذ تقوم بتزويده بما يحتاجه من مواد غذائية مصنعة .
وأدوات منزلية وغيرها .
ج-تمثل العمالة الزراعية (السكان الزراعيين) سوق لتصريف واستيعاب المنتجات الصناعية في حين تمثل الصناعة منفذاً أو سوقاً ذا طلب مرتفع على السلع الإنتاجية الزراعية.
ح -تتولى الزراعة مهمة تجهيز الأنشطة الاقتصادية وبخاصة القطاع الصناعي بالأيدي العاملة الفائضة.

التصنيع والتقدم التكنولوجي:
تسهم الأساليب التكنولوجية في تحقيق التصنيع السريع، فإنشاء الصناعات الحديثة التي تعتمد بصفة أساسية على الآلات سيؤدي إلى انتقال الاقتصاد من استخدام الأساليب التقليدية الى استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة، وهكذا فأن التقدم في أساليب الانتاج سيؤدي إلى ارتفاع الناتج الصافي لكل وحدة من الإنتاج أي ارتفاع الكفاءة الإنتاجية للاقتصاد في مجموعة. ويمارس التحول التكنولوجي تأثيراته من خلال القنوات الآتية:
أ -إدخال أساليب إنتاج جديدة تتركز على الأتمتة (Automation) اي الإنتاج بالآلات وأجهزة تدار وتراقب ذاتياً، وكذلك إنتاج السلع بخصائص جديدة باستخدام اقل قدر من الخامات والسلع الوسيطة مع تكثيف استخدام راس المال والخبرة الفنية العالية ويطلق على هذه الصناعات كثيفة العلم (Science intensive) أو كثيفة التكنولوجيا (technology intensive) او كثيفة العلم والتكنولوجيا (Science and technology intensive)
ب -إدخال أنواع جديدة من المدخلات الإنتاجية من خلال إنتاج السلع الخلقية البديلة للمواد الطبيعية الخام سيمكن من تحقيق وفورات في استخدام المواد الأولية.
ج-إدخال أنواع جديدة من المنتجات.
د-إدخال تجهيزات رأسمالية جديدة.
هـ-إدخال تغيرات في التركيب الموسمي والتنظيم الإداري.
ويؤدي إدخال التقدم التكنولوجي إلى ارتفاع كفاءة عنصر العمل ورأس المال عن طريق زيادة إنتاجية العاملين من جانب وتطوير التجهيزات الإنتاجية المتاحة من جانب آخر ويأخذ التأثير شكل طلبات جديدة على العمل الماهر وطلبات جديدة على المكائن والآلات الجديدة وتخفض في تكاليف الإنتاج وبما يضمن زيادة واضحة في العمليات التمويلية وفي كفاءة هذه العمليات من جانب آخر ويمكن تلخيص هذه التأثيرات في:
• رفع مستوى تشغيل القوى العاملة من حيث النوع والحجم.
• رفع مستوى الإنتاجية كماً ونوعاً وظهور منتجات جديدة وبتكاليف منخفضة.
• انخفاض مستوى أسعار المدخلات الإنتاجية وأسعار المنتجات.
• ارتفاع نصيب الفرد من الدخل وارتفاع معدلات الادخار والاستثمار.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد تبادل الهجمات.. خسائر فادحة للاقتصادين الإيراني والإسرائ


.. من غير صناعة اقتصادنا مش هيتحرك??.. خالد أبوبكر: الحلول المؤ




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 19-4-2024 بالصاغة


.. تطور كبير فى أسعار الذهب بالسوق المصرية




.. صندوق النقد يحذر... أزمة الشرق الأوسط تربك الاقتصاد في المنط