الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقصى تحت القصف -فلسطين ضحيه-

محمود ابوحديد

2015 / 10 / 9
أوراق كتبت في وعن السجن


في يومِ انعِقَاد الدوره الطبيعيه لقمة جامعة الدول العربية نَفَذ الصهاينه عَملية اقتِحام لمُقَدسات القُدس - المسجد الاقصي - و تَسَبب إطلاق الغاز و الإشتباكات في حَريق أحد أجزَائه . قَرَرَ الصهاينه تنفيذ الهجمه يومَ بِدءِ القِمه العربيه ليَتأكدوا - رغم أنهم طبعاً مُتأكدين - مِنْ عِمَالة القَاده العرب و علي هذا يُمكن القول بأن هدف الصهاينه مِن تنفيذ الهجمة في نَفس يوم انعِقاد قمة الحكومات العربيه هو " أنْ نموت مِن الغيظ نحن ثوار الربيع العربي ،أعداء الحكومات العربيه العميله " . إن مُعَاداتنا لهم - للحكومات و المسئولين العرب - ليست مِن فراغِ , فقد كُنت استطيع أن أصيغ نفس ردود فعل قمه العملاء العرب , كُنت استطيع التَوَقُع أنهم سيُندِدوا في بياناتهم بالإعتداء ,و سيُشَجِعوا بأكبر الجُمَل تِكراراً في تاريخ النَكَسَات المُتَتاليه ,و أخيراً سيطالب رئيس الإجتماع بإصدار بَيان مُشترك لرَفض الإعتداءات و المُطَالبة بإحترام القوانين الدولية .
إن حَقاره و مُعَاداة المسئولين العرب مغروسه في عقلِ كُل مواطنٍ مصريٍ شارك في مسيرات الثوره المصريه 2011 :2013 , اتَذَكّر تَعَالِي هِتافات " بَاعوا الغاز لاسرائيل مش هنسيبكوا تبيعوا النيل " و " علي القدس رايحين شهداء بالملايين ".
أنا الآن في أحد سجون الحكومات العربيه مُتَهَم بالإعتداء علي ظُباط الحكومه ,و الأغلب أن كَشفِهم لهذا المقال يُعرّضَني لقضيه جديدة , لكن و علي اي حال فإن المَشَاهد المُقتَضَبه لإقتحام المسجد الاقصي و إطلاق الغاز, المَشَاهد التي أُذِيعَت علينا نحن المسجونين كانت كافيه لإثاره غضب كل من في الغرفه بعد أن عَمّ الصمت ، أبو بلال - مُتهَم بالقتل العَمد - بدأ يشرح أن الصهاينه عُشّاق تَنفيذ المذابح في الأيام المُقدّسه ، مُشيراً لعيد الأضحى المُتَميّز بحَجْ المسلمين , و بعد كَلِمته التي لا شك حَملت ألفاظاً تَحرِيضيه واضحه عن عِمَالة القاده و الحكومات العربيه ، بعد كَلِمته أشَار أغلب المسجونين لحَقيقَة ضَعفِنا " لا شيء بيَدِنا نحن المسجونين سوي الغضب " لكنني قررت الكتابه بيدي ، السلاح الاقوي "الكَلِمة ".
"لا يعلو شيئاً فوق الكَلِمة .. كانت مُذ كان الإنسان .. كانت أول .. كانت أعظم ثوره .. كانت تعلو منذ البَدء علي الأسوار تَسخَرُ مِن كل الحراس .. تَخرُج مثل شعاع الفجر و هُم نَوَام خَرجَة " بُطرس" يوم أفَاقوا حَاروا " أين الكَلِمة" ؟ خَرَجت تَأسُوا كل جِرَاح الناس , أو " كَمُحَمد" ليلة شاءوا قَتلِهِ ثُم أفَاقوا حَاروا " أين الكَلِمة "؟ خَرَجت تَمشي بين الناس الدَعوَةُ .. و كسقراط .. شَرِبَ السُم و لكن عاشت منه الكًلِمة " اعِرَف نَفسِكَ " أو " كيَسٌوع " مَات و لكن أَسلَمَ للإجيال الكَلِمة " الله مَحبة ".. هل يَمنَعُ سَدَ هَذىِ المَوجَةِ مِن أن تَرقُص فَوق الشَطِ الكَلِمة .. هذا سر الكَلِمة " (*).
عَقِبَ كَلمات الغضب مِن المسجونين قَرَرت أن أكتب ، كُنت قد تَوقفت عن النَشر أسابيعٍ , الحَقُ أنّي لا أكتُب إلا عِندما أكاد أُشَلّ, أُنَفِس عن غضبي و أهرب للعالم لأفضَحَهُم , أنا واثقٌ أنّي سأفضَحَهم ما حَييتُ و أتمني المَوت قبل أن ألتَزم الصَمتِ.
جميع حكومات رجال الاعمال حَول العالم تَدعم الصهاينه -;- بالسلاح, البترول,بالدعايا, لِحَقَهِم في دولة يهودية , و الأهَمِ بِقَمعِ انتفاضات الشعوب . " تَسقُط حكومات رجال الأعمال " فالقدس يا خَجَليِ ضَحِية.
أَحَد السُجناء أَعلَن -;- لو كُنت رئيساً فأول ما سَأفعل هو إعلان الحرب علي تل أبيب,
لا أتوقع نَجَاح مِثل هذا الرجل أن يَكُون رئيساً لمصر ، لكن من ناحية أُخري فإن قَاده الجيش المصري العُمَلاء جِنرالات مُبارك و كامب ديفيد و حرب الخليج ,عِمَالة هؤلاء تَسَببت في إضعَاف التكوين المادي للجيش النِظامي المصري بحيث لا يمكن أن أشُك و لو للحظه في حَتمية أن نخسر أي حرب يخوضها الجيش المصري تحت قيادة هَيئة الأركان الحاليه الدَاعمه للنظام الرأسمالي.
إن إقرار حق الانتخاب و العَزل المُباشر للمسؤولين في جميع مؤسسات الوطن و أهمهم الجيش النظامي + إلغاء الشُرطه النِظاميه و دعوة جماهير الإنتفاضه لإحتلال مقرّات الشُرطه + مُصادرة العُمال للمصانع و المؤسسات و الشركات و إدارتها ذاتياً لمصلحتهم لحين تحقيق خطة إنتاج شعبيه و ثوريه لسَد احتياجات المواطنين و ليس لجَمعِ الأرباح .. هذه الخطوات هي السياسة الاشتراكية الثورية لإنتصار الثورة الجماهيرية و تحويلها لثورة عمالية اجتماعية .
طبعاً لن تٌنشَر - فضلاً عن إمكانيه تحقيق - هذه الخطوات سِوي بالحزب العُمالي الثوري المُتَغلغِل في جميع مؤسسات و مصانع مصر. هذه الخطوات الأوَليه هي الطريق الوحيد لإنتصارنا في حرب التحرير الشعبيه للأراضي الفلسطينيه من الحكومه و المُستوطنيين الصهاينه . و لكُل من يَتَبَجح ب " لا عِلاقه للمصريين بالفلسطينيين " يُمكنني أن أصفَعَه ليَفيق : 1- للفلسطينيين حق الدفاع المُشترك مِنَنا نحن المصريين طِبقاً لمُعاهدات شَعبيه. 2- إعلان الإتفاقات و الدبلوماسيه السريه بين الحكومات المصريه العَميله و الصهاينه الحُقَراء و إعلان عقود بيع ثروات مصر بالملاليم كل هذا سيدفع مُواطنيِ الطبقات الشعبيه في مصر ليكونوا ثُوار ضد الصهاينه. 3- و هو الاهم أن انتِزاعنا نحن المصريين لحقوقنا و إسقاطنا لحكومات الإفقار و الفساد و القمع و الظلم , انتزاع ثَرواتنا المنهوبه سَيدفع الصهاينه و الأمريكان _ ناهبين حقوقنا _ لمقاومتنا و شَنّ الحرب علي ثورتنا المُنتَصره ..
لما انتصرت الثوره الروسيه بالحكومه العُماليه عام 1917 ، خَطَب رئيس وزراء بريطانيا "سَنغزو روسيا بجيوش 14 أُمّه " .. اليوم يُعلن الصهاينه الحرب علينا و لا بد من انتصارنا عليهم يوم ان تُعلِن ثَورَاتنا الحرب عليهم ,لنا حق الإنتصار لأننا نُعِد و سَنُعِد كامل دواعي و مُتطَلبات الإنتصار عليهم.
الموت للصهاينه بقوه الثورات المُنتصره
إن فَتحِ الحدود و دعوة الجماهير لتحرير و إنقاذ الفلسطينيين و إسقاط حكومات دعم الصهاينه, دعوة سيُقابِلها الفلسطينيين بإنتفاضه داخليه عملاقه و هكذا تُحاصر الجماهير من الداخل و من الخارج صهاينه احتلال و إستيطان فلسطين.
إن رَفض الإحتلال الصهيوني و السَعيّ لإسقاطه دعوة سيتردد صداها عاجلاً أم آجلاً في كل الدول , بسَعىِ و نجاح الاشتراكيين الثوريين في دفع ثورات بلادهم للإنتصار عبر خطه الحكومه العُماليه المُعَاديه لرجال الأعمال.
صدقوني " بَعد عشرين خريفاً .. بَعد ألفِ .. ليس يَعنِينا الزمان .. كُل شيءٍ في أوانه .. سوف ينداح على الأرض الضياء .. و يُذيب الدفء أحزان الشقاء .. و تَلوح النشوة الحلوة في كل العيون .. و يُغَني الناس _ كل الناس _ في العرس اللحون .. و العَذَارىَ .. كبَنات حُورٍ يضربن الدفوف و يُرددن الزغاريد الطويلة .. و يُوزعن أكاليل الزهور و يُغنين " في الناس المَسره و علي الأرض السلام " .. ربما كان طحيناً من عظام بعثرته الريح أو ضُمت عليه الابنيه .. أو عجينا يومها تُصنَع منه الآنيه .. كل هذا لا يُورِث رُعباً .. نحن لسنا ما حَوى القبر رميماَ مِن عِظام .. لا.. ولسنا ما جَنينا .. ما أنا.. ما أنت إلا ما زَرَعنا ". (**)
و سأزرع ما حَييت مُعَاداة الحكومات الرأسماليه الدَاعمه للصهاينه.
تسقط الحكومات العميله و كل الدعم للمقاومه الفلسطينيه .
المجد للشهداء, الحريه للمعتقلين, الشفاء للجرحى والنصر للثورة.
(*) سر الكلمة و نجيب سرور
(**) نجيب سرور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط