الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا التظاهرات ....؟؟؟؟

شهاب وهاب رستم

2015 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


التظاهرات يعني الخروج للشارع للمطالبة بحقوق لم تستوفى لمجموعا من المواطنين في مجال معين.فعندما نشاهد المتظاهرين في البلدان التي قطعت شوطا ً من التحضر الأجتماعي والسياسي ، أن الذين يقدمون على التظاهرات يحددون موعد ومكان التظاهرة وكذلك الفترة الزمنية للتظاهرة ، والهدف من هذه إيصال أصواتهم الى المسؤولين على النقص الحاصل أو سوء في الإدارة ، أو حتى المطالبة في أستحقاقات وأضافات على الرواتب المتدنية ، بذلك يكون هدف التظاهرة إيصال رسالة الى من هو مسؤزل على خلل ما في العمل أو الوظائف ، وهذا يوضح سبب التظاهرة ، لكن في بعض التظاهرات تحدث أمور غير منتظرة ، حيث يحاول البعض أخال العنف الى صفوف هذه المظاهرات عن جهل أو بسبب أجندات خاصة ومدفوعة الثمن . أما عندنا فإن شكل التظاهرة ونوعها يختلف عما تحدثنا عنه ، لأن النظام السياسي برمته أصابه الخلل وتوقف عن العمل بالشكل صحيح ، بل إن ما حدث هو أنتشار الفساد في جميع مجالات الهيكل الإداري للدولة ، رغن أنه لا يوجد لدينا دولة بل حكومة عرجاء غير قادرعلى إداء مهماته والواجبات الملقى على عاتق دوائره الخدمية قبل السياسية . كما أن تدخل الأحزاب السياسية الى السيطرة على شؤون الحكم باسم الحزب كان سببا آخر للنقمة الشعبية ضد الفساد والمفسدين وسراق المال العام، لكن الذي كان ينتظره المواطن كان بعيداً عن ذهن المسؤولين ، فتمسك ويتمسك المسؤول بكرسيه رغم أنقضاء المدة القانونية في بقاءه في السلطة ، إن هذا التمسك لا يعني إلا عدم إيمان هذا المسؤول أو الرئيس او رئيس الحزب بالديمقراطية التي هي وعي قبل أن يكون نظام سياسي ، أي أنه لا يملك أدني وعي لتقبل سياسة تداول السلطة بشكل سلمي ، أن محاولة أحتكار السلطة من قبل شخص أو حزب معين لا يؤدي إلأ الى خلق نظام دكتاتوري وشخصية دكتاتورية لا يؤمن بحقوق الأنسان المواطن الذي أوصله الى كرسي الحكم .كما أن السيطرة على مقدرات الشعب من خلال التحكم بالمال العام وأستغلال موارد البلد لأمـــور شخصية وعائلية يجر البلد الى الخراب وفقدان كرامة الأنسان.اليوم يتظاهر الجميع وفي جميع المدن العراقية ضد الفساد الذي حجب حق المواطن من أستلام راتبه الشهري وهو يؤدي عمله الوظيفي في الدوائر ، وحتى الذين يقاتلون من أجل حفظ كرامة المسؤول قبل أي شخص آخر لا يستلمون حقوقهم إلا بعد حين ، لم يحدث في الكون ولا في تاريخ الدول أن ينعم الرئيس والوزير وعوائلهم بخيرات البلد ويترك المواطن للأقدار جائعا عاريا ً ولا يسمح له أن يرفع صوته ويقول انني جائع لكي لا يزعل السيد الرئيس والمسؤول . اليوم المعضلات مختلفة ، معضلة طائفية بين هذه الطائفة وتلك ، ومعضلة التمسك بالكرسي والجلوس في قمة التل والنظر للشعب والأحزاب السياسية الأخرى نظرة دونية ، بل و أستغلال الموارد لصالح الفرد والحزب الذي حالفه الحظ أن يحصل على عدد كاف من الأصوات ليكون في مقدمة الأحزاب الأخرى ، ولكن هل يعني هذا أنهم وصلوا الى مرتبة القدسية بعدها لا يجوز للشعب انتقادهم أو نسيان ما هو حق لهم من أجل مصلحة هذا الفرد أو الحزب.المعروف لدى الساسة في كل البلدان أن هناك حوار سياسي بين الكتل والأحزاب السياسية التي تتواجد في البرلمان أو حتى الأحزاب التي تتواجد خارج البرلمان ولكن لهم وجود على الأرض من أجل إيجاد السبل الكفيلة لخدمة البلاد والعباد ، لكن أن لا تسمع للغير والتفرد في كل شيء أمر مرفوض كليا ً ، لأننا لم نعد نعيش في زمن العبودية ، السيد والعبد الذي يجب أن يكون ملكا ً هو و أولاده وأحفاده لسيده.
عندما تدير وجهك لتنظر وتتابع ما قام به هذا الرئيس والمسؤول خلال سنوات حكمه فإنك لا تجد ما يفتخر به هو قبل غيره ، بل فشل في كل المجالات ، فشل في بناء دولة المؤسسات ، فشل في العمل من أجل بناء وإعادة ولو جزء من البنى الفوقية والتحتية ، أنهيار الأقتصاد ، بل لم يكن هناك أقتصاد ولا خطط أقتصادية ، استنزاف للأقتصاد ونقل العملة الصعبة الى البنوك الأوربية ليستفاد منه الرأسمال العالمي ويحرم منه من له الحق في هذه الأموال وهو الذي يدافع عن الحدود والأمن الداخلي ولا يملك حتى دفع إيجار بيته بينما اولاد المسؤولين يشترون القصور في أجمل أماكن الدنيا لا لشيء إنما لأن آباءهم فتحوا لهم الخزائن وكانهم من شركاء علي بابا في الكهوف يفتح لهم سمسم ابوابها.
التظاهرات الى أين ؟؟؟؟؟؟
ولكن الى متى يتظاهر المتظاهرون ، هل سيكون كالفقاعة ينفجرون يوما ً ولا يبق لهم وجود وكل منهم يذهب الى بيته بعد أن اصابه الأعياء والمل من الصراخ في الآذان الطرشاء . ولكن ماذا سيخسر المتظاهر فهو قد خسر كل شيء ، من تخرج من الجامعات والمعاهد لا يجد عملا ً بشهادته ، والعامل لا يجد العمل ليكسب قوت أولاده إن كان له أطفال أو تزوج أصلا ً ولم يفوته القطار ، والموظف لا يستلم راتبه في الدائرة بداية كل شهر كما هو العادة ، بل ينتظر أعلان السيد المسؤول من أن راتب الشهر السادس يصرف له في الشهر العاشر ، أنه لم المخجل ان يقولوا انهم يديرون البلاد .
ولكن يمكن للمواطن ان يسأله .. هل السيد الرئيس و المسؤول لا يستلم راتبه كالأخرين كالموظف والعامل ، وماذا لو لم يستلم الرئيس والوزراءأصلا ً الراتب لمدة سنة هل سيموتون جوعأ ( يا ريت ) او سيجوعون يوما حتى يوم واحد ، ولماذا لا يجوع .... على الأقل يحس بجوع المساكين من أبناء جلدته ، ألا يذهبون للحج لكي ينظفوا أنفسهم من الذنوب ، رغم أن ذنوبهم لا ينظف لو حج الف مرة .
والمعضلة الأكبر أن الفاسدين يريدون ركوب الموج، لقيادة التظاهرات، نسمعهم في خطاباتهم الملائكية والقومية ، أن الملائكة تطير أمامهم ليحيهم من المتظاهرين ، وقواتهم الخاصة يحرسونهم من المتظاهرين الذين لا يعرفون كيف يحترمون قدسية الرئيس والمسؤول المسكين الذي لا يريد سوى الجلوس على كرسي . مساكين رؤساؤنا ومسؤلينا ... يتمالب عليهم الشعب وهم جالسين هادئين في بيوتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو