الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحل مؤيد الرواي ..يبحث عن مكان لنا

لطيف الحبيب

2015 / 10 / 10
الادب والفن


لطيف الحبيب
9.10.2015
رأيتَ
ما لم نرَ:
يَمضي الزمانُ بكَ كقطار ٍ عتيق،
يُسَيّرهُ اللهُ لكَ بطيئاً
لحكمَةٍ في الموتِ
أو لِنداءٍ من القيامة .
مؤيد الراوي من قصيدة جليل القيسى حارس المدينة

عزمت على اللحاق بهم ينتظروك في مقهى عند عرش الله , هبطت عليك اغاني قصائدهم لترتقي بك بعيد عن جنون الارض وتحط عند بهجة لقائهم , منذ زمن لا تحصى سنواته قدمت من نار كركوك الازلية , اجتمعوا بك عند ضفاف دجلة في دارك وانتشرتم على مياه النهر, واشعلتم سراديب الثقافة ومقاهيها في بغداد, تجديدا , شعرا ونثرا وتشكيل , همتم على صدور الصفحات الثقافية , تكسرون المؤلوف والحواجز والقوافي , من دار الى دار طاردكم البرابرة في العراق . غادركم سرجون الى جنان بيروت مبكرا واعقبه انور, وبقيت وحيدا تنقل خطواتك الوئيدة لم تثقل نفس الارض, عاد البرابرة يطوف ظلهم المقيت من جديد شوارع مدننا اضطررت الى الرحيل نحو نيران بيرت , بين زحمة الناس والعمل لم يتركوك وحيدا غافيا بين قصائدك ,حاطك لهيب النار في وسط بيروت , حرثت ارضا خصبة ,وحل زمن الرحيل من جديد عن شواطي بيروت ورمل صحراء العرب,وحللت في اجمل المدن حاطا رحالك بين حدائقها,وعرفت كيف تحيط خصرها , بحثت لنا عن اماكن واينما حللت تجمعنا حتى فقدت الاماكن عناوينها وكنيت باسمك . رحل سركون في مستشفيات برلين, قلت لي يوم تأبين سرجون : " من التالي " ؟ لم نفكر بانورالذي حدثني عنك كثيرا قال لي " سكنت مع مؤيد الراوي في شقة مطلة على دجلة قبل مغادرتي العراق" واستطرد " قدرة مؤيد على التحليل وضعته في الصدارة وكان هو مركز كل هذه النشاطات وهو أمر صعب وليس بالسهل" , كان انور بعيدا عنا لكنه في تلك اللحظة يتهيأ للرحيل, رحل انور, ووجع الحزن اثقل خطواتك على وجه الارض وانت تتجه للعبور الى مقهى " ماي ", ينتظرنا صالح ليعد ماتما لائقا بأنور . ارتفقا سرجون وانور هناك, ينتظرون في زاوية مقهى كما عودتهم ,وينظرون عبر السموات القصية الى مقهانا , يضج سرجون بالضحك كعادته ويتسائل من التالي القادم ؟ . رشف صالح من كأس " التكيلا" وغادرنا , اختفى من اين نعرف رحيل صالح ليقيم بينهم ,ويكمل بقية كاسه معهم عند انهارخمر الله . ودعناه الى مقابر الغرباء , جئت لتودع صالح, رغم وجع الحزن متكأ على اكتاف احبتك ,ومن شدة وهن جسك والبصر , اتخذت مكانا بين الغرباء وتوهجت لفائف سيكارتك ولم تغادرك بصيرتك وهمست لى " وجدانياتك جميلة عن صالح ", مؤيد كلنا نسير فرادا الى تلك الاماكن , ساروا قبلنا وتركوا لنا دفئ مواقد وذكريات وبعض من التين والعسل ودواوين الشعر والنثر ولوحات زاهية الحروف والألوان, اعرف انها اقرب الى راحة اليد ,لكنها ستهرب الى السموات الاولى واقصى الاماكن وتسقط على الكتف مثقلة بالانين .
وداعا مؤيد نم قرير العين وأنتظرنا عندهم, سركون وانور وصالح , يحفون بك ,واحكي لهم عن فجعيتنا ,لن نطيل عليكم , هيأ لنا قهوتك وبعض من لفائف سكائرك , ونقرأ لك من ديوانك الاخير الذي لم تراه بعد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق