الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حياتي العملية

فريد الساعاتي

2015 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


من حياتي العملية
كنت تاجرا في العراق وعندي محل لتصليح الساعات قبل ان اجبر على ترك العراق ، سرقني الناس اللذين امنت بهم أموالي ولم يعد لي منها شيئا ( عدا عائلة مسيحية أتت بقسم المال المؤمن عندهم الى سوريا واستلمتها ) !
بعد مرور بعدة دول وصلت السويد تشرين الثاني 1980، تعجبت وانبهرت للمعاملة الانسانية التي لقيتها هنا ،، ولحد الان لم يقل اعجابي بهذا البلد الرائع ، بدأت مباشرة بدراسة اللغة السويدية ، بعد سنة حصلت على الإقامة ، وبدات بالبحث عن عمل ،،
اسمي الساعاتي ونحن حرفيين نمتهن مهنة الساعات ، ذهبت الى محلات عديدة لأجل الحصول على عمل كمصلح ساعات ولم احصل ، كانوا يريدون مني شهادة لتصليح الساعات ، وعرضت عليهم ان يختبروا إمكانيتي ولم يقبلوا !.
بدأت اطرق أبواب المعامل مباشرة واطلب واطلب عمل ولم احصل عليه ،، الى ان دخلت الى احد المطاعم وعرضت خدماتي وأعطاني عمل ،
يبدأ عملي في المطعم السابعة صباحا ارفع كل الكراسي فوق الطاولات وأنظف الارض كنس ومسح في حدود 200 m مربع انزل الكراسي واهئ المطعم للغذاء الذي يبدأ الحادية عشر ، وأبدا بغسل الصحون مبدأيا وبعدها أضعها في مكينه الغسل ،، كانت تأتي تباعا إعداد كثيرة من الصحون ، عند انتهاء فترة الغذاء كنت اغسل الجدور وهي كبيرة ،، كنت ارى دموعي تنزل في الجدر وانا اغسله ،،
في نهاية الشهر استلمت راتب لابأس به ،، عملت عنده عدة أشهر ، بعدها حصلت على عمل تنظيف في مستشفى ،، بعد سنة في المستشفى حصلت على دورة مهنية اسمها El tele teknink وهي دورة فيزيائية مهنية في الكهرباء والتصنيع ،، قدمت عليها لأَنِّي كنت ادرس فيزياء في الجامعة المستنصرية في العراق وأحب مادة الفيزياء ،
في نهاية الدورة حصلنا جميعا على عمل مباشرة في شركة اريكسون المشهورة ، الكل بدا العمل في الشركة المذكورة الا أنا !.
ماذا فعلت ؟! اتيت بلوحه خشب ، وضعت عليها اسفنج وقطعة قماش سوداء ،، واشتريت حلى للإذن من شخص يبيع في الشارع !.
وضعتها في اللوحة ووقفت في مركز ستوكهولم وبدات أبيع ،، بعت حلقتين الى ان جاء البوليس بعد ساعة وأخذ اسمي مع غرامة او محاكمة قبلت بالغرامة ،

بدأت بمحاولات للحصول على مكان أبيع فيه ،،، وبعد محاولات عديدة حصلت على مكان مكشوف في ساحة وسط ستوكهولم لبيع الحلي النسائية ، ، أخذت القرض الوحيد في حياتي من النقابة عن طريق عملي الذي كان في المستشفى !. وكان 30000كرونة مايعادل آنذاك 4000دولار ،

شراء المعدات : كان عندي سيارة فيات صغيرة قديمة رميت كرسيين الوراء لتصبح سيارة حمل !. سافرت الى مدينة تبعد اربع ساعات بنفس السيارة لشراء الحديد الذي انصب به محلي في النهار وافلشه في الليل وأخذه معي كل يوم ، كان مطرا شديدا والماسحات لاتعمل في سيارتي ، الذي دعاني لان اخرج يدي من الشباك وامسح حتى ارى الطريق وانا اسوق !.
اشتريت بضاعتي من عراقي يبيع في ساحة قريبة ،، وبدات أبيع ،، بعد شهرين جائني شخص من خلفية هندية ، وسألني من أين اشتري بضاعتي قلت له من فلان العراقي قال اعرف لانها بضاعتي وانا الذي أبيعها له !. ومحلي قريب ويبعد فقط ثلاث دقائق من هنا !. وفعلا بدأت اتسوق من التاجر نفسه مباشرة ،، عوضا عن العراقي الذي كان يأخذ من التاجر الذي في منطقتي ويبيع لي !.
أنا لااقف عن التطور في عملي ، بدأت ببيع الحلى النسائية وبعدها أضفت الأحزمة وبعدها الحقائب النسائية وحتى احذية الفرو التي تستعمل داخل البيوت السويدي ، المحلات التجارية المجاورة للساحة التي فيها ( دكاني ) المتنقل قاموا يشتكون علي عند الموزعين لأَنِّي أبيع في ( دكة ) ونفس البضاعة التي تباع في محلاتهم الراقية ، وبالفعل أوقف الموزعين البيع لي
الامر الذي دعاني للسفر خارج البلد بحثا عن بضاعة أبيعها في دكتي بدون شروط ، اول سفراتي كانت لتايلاند ، من هناك بدأت استورد بضاعتي لعدة سنوات ،، وبعدها. انتقلت الى هونك كونك ،، وبعد سنوات دخلت الى الصين نفسها التي أصبحت مركز استيرادي، وبدات ايضا شراء البضائع من إيطاليا وشراء الاحذية من اسبانيا ، وجزء من استيرادي كان من الهند

ثمانية سنوات وانا اعمل في هذه الدكة ، صيف شتاء حر وبرد ،، الى ان اشتريت محل تجاري في المركز بأهم شارع في ستكهولم اسمه شارع الملكة ،، كان المحل فاشلا لان صاحب المحل الهندي لايعرف كيف يديره ،هذا المحل كان بداية ثمرة التعب الذي تعبته في السنوات الثمان الماضية ،، وهنا بدا البيع يتطور واستيرادي يزيد ،، اشتريت محل اخر بجانبه ،وبعدها اخر في نفس الشارع ،، ومحل اخر في مدينة مالمو ومحل اخير في شارع Sveav. في المركز ،
حققت ماأريد ان أحققْه تجاريا واقتصاديا ،، كبرت في العمر وبدات ببيع محلاتي. ، لم يبقى لي غير محل واحد تديره زوجتي السابقة ، من الممكن ان اعود وأشتري محل اخر من جديد ،، حتى ابتعد قليلا عن الفيسبوك الذي يأخذ الان مساحة كبيرة من حياتي

أبيع : كل انواع الحقائب من ضمنها حقائب السفر ، محافظ ، شمسيات ، أحزمة ، احذية ،،،،وحلى نسائية
عندي استثمارات في بلدان اخرى ، مقر سكني السويد بالاضافة الى الصين وتايلاند ،،

القضية العراقية هي اكثر ماارهقتني واتعبتني في هذا البلد ، لو لم أفكر بالعراق والمظلومين في العراق لكنت قد حققت ضعف ماحققته الان مع راحة البال

هذه عن قصة عملي في السويد وجدا مختصرة ، انشرها على طلب السيدة المحترمة ماجدة منصور
بعد يومين سوف انشر مقال عن رايي في العمل لللاجئين الجدد في أوربا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصة كفاح مشرف
ماجدة منصور ( 2015 / 10 / 14 - 20:25 )
قصة كفاح مشرف للغاية و أروع مافي الأمر أنه لا لأحد منة عليك0
صنعت حياتك بيديك...أرجو لك العمر المديد و الصحة الوافرة و لكني أحب أن أوجه لك نصيحة ،،إذا أمكن‘‘ مارس اليوغا بفعالية فهي تزيل كل التوتر و تطرد الحزن و الإكتئاب0
رجعت للكتابة على صفحات الحوار كسابق عهدي..أتمنى أن تزورني على صفحتي0
كل الإحترام و التقدير لجنابك


2 - السيدة المحترمة ماجدة منصور
فريد الساعاتي ( 2015 / 10 / 15 - 10:44 )
أشكرك ، ،،
وحصل لي الشرف في وجودك وتعليقك على مقالي
كما تفضلتي في بعض الأحيان أمارس اليوغا ولكن ليس بفعالية،، ولهذا علي ان استمر بها بدون انقطاع ،،
بالتأكيد سوف اتابع ماتكتبين ،،،وبكل رغبة ،،
مع تقديري واعتزازي وتحياتي


3 - إنسان متميز تستحق التقدير والاحترام
ليندا كبرييل ( 2015 / 10 / 16 - 07:55 )
الأستاذ فريد الساعاتي المحترم

تحياتي لشخصك الكريم

ما كتبته يعبر عن شخصية إيجابية تتطلع لخدمة الإنسان والمجتمع، لو لم تكن في شخصيتك هذه الخصال الحميدة لما نجحت وحققت هذا التقدم الباهر
اسمح لي أن أعبر عن إعجابي بخطواتك في الحياة، وتواضعك، وإنسانيتك، قرأت المقال الماضي فأعجبني ما تتحلّى به من انفتاح

وإن من قال لك، ليس كل من أمسك بالقلم أصبح كاتبا
لم يوفّق في عبارته هذه

فكل إنسان لديه ما يحدثنا عنه، والكتابة ليست أبدا قواعد وإملاء ونحوا وصرفا
إنها حديث القلب للقلب، والعقل للعقل،ما تقدمه لنا خبرة حياتية جديرة أن بأن يقرأها من

يعاني في الغربة، أو المهاجرين الذين ينظرون للغرب نظرة الصياد إلى فريسته متى تقع فعاني في الغربة، أو المهاجرين الذين ينظرون للغرب نظرة الصياد إلى فريسته متى تقع في يده لينهش لحمها ليتعلموا معنى الكفاح

تفضل احترامي وتقديري


4 - آسفة للغلط في الطباعة
ليندا كبرييل ( 2015 / 10 / 16 - 09:34 )
أستاذ الساعاتي المحترم

أردت في تعليقي 3 أن أقول

ما تقدمه لنا من خبرة حياتية جديرة بأن يقرأها من يعاني في الغربة، أو المهاجرون الذين ينظرون إلى الغرب نظرة الصيلاد إلى فريسته ، منى تقع لينهش لحمها ، ليتعلموا معنى الكفاح

لا بد أن أراجع كل تعليق قبل نشره ، ويبدو أني طبعت بالغلط ما سجلته دون تفحص
المعذرة
وشكرا


5 - السيدة الفاضلة ليندا كبرييل
فريد الساعاتي ( 2015 / 10 / 16 - 12:49 )
أشكرك ،وعن ذكرك عن القلب ،،
أحب ان أقول لك ماذكرتيه من القلب قد وصل القلب ،،وانا سعيد بوجودك في مقالي
وما قلتي عني شهادة اعتز وافتخر بها،،،،.وخصوصا عندما تأتي من حضرتك،،السيدة الإنسانة المعبرة الجريئة القوية
نعم الكثير ينظر كما تفضلت (،،نظرة الصياد لفريسته،، ) لهذا البلد اللذي آواهم وأكرمهم

أكرر شكري ،تقديري واحترامي

اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة